ABDUL HAMID MUDJIB HAMID BERSHOLAWAT

Selasa, 29 Maret 2011

ذكر جملة فوائد مهمات مرتبطة بدلائل الخيرات

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

ذكر جملة فوائد مهمات

مرتبطة بدلائل الخيرات

الفائدة الأولى : في ترجمة صاحب الدلائل :

هو الشيخ الإمام، العلامة الولي الهمام، أوحد أعيان الأئمة الأعلام، العالم العامل، والولي الكامل، والعارف المحقق الواصل، قطب الزمان، وفريد العصر والأوان، نخبة أكابر الأولياء العارفين، وقدوة الأخيار الصالحين، أبو عبد الله سيدي محمد (فتحا) بن عبد الرحمان بن أبي بكر الجزولي السملالي الشريف الحسني.

وجزولة : قبيلة من قبائل البربر بالسوس الأقصى، وسملالة قبيلة من قبائل جزولة.

ولد رضي الله عنه في مدشر " تانكرت " في سوس ببلاد الساحل على واد يعرف بهذا الاسم، آخر القرن الثامن ولا يعرف متى كان ذلك على وجه التحديد .

وقد خرج الجزولي من بلاده لقتال بها، حيث كانت تشهد حينها صراعات داخلية كثيرة، فقصد مدينة فاس لطلب العلم فنزل بمدينة الصفارين، ليرحل بعدها إلى المشرق للأخذ عن العلماء والتلقي عن الشيوخ المربين، حيث طاف في رحلته تلك مدن الحجاز ومصر ومدينة القدس، واستمرت نحوا من سبع سنوات.

وبعدها عاد إلى المغرب، وحلَّ بفاس من جديد، والتقى هناك الإمام زروق، الذي أرشده إلى الشيخ المربي وأوحد وقته سيدي أبي عبد الله محمد امغار ( الصغير) رضي الله عنه بتيط.

فرحل إليه الشيخ الجزولي، حيث أخذ عليه ورد الشاذلية، ودخل الخلوة للعبادة نحوا من أربع عشرة سنة، ثم خرج بعدها وأخذ في تربية المريدين، وتاب على يديه هناك خلق كثير، وانتشر ذكره في الآفاق ، وظهرت على يديه الخوارق والكرامات والمناقب الجسيمة.

توفي رضي الله عنه بآفرغال مسموما في صلاة الصبح، إما في السجدة الثانية من الركعة الأولى، أو في السجدة الأولى من الركعة الثانية- سادس عشر ربيع الأول عام سبعين وثمان مائة (870هـ)، ودفن لصلاة الظهر من ذلك اليوم بوسط المسجد الذي كان أسسه هناك. ثم بعد سبع وسبعين سنة من موته نُقل من سوس إلى مراكش، فدفنوه بمنظقة رياض العروس، في الحي الذي يحمل اسمه " سيدي بنسليمان " داخل المدينة، وبني عليه بيت . وقبره يزار ويتبرك به.

طريقته رضي الله عنه شاذلية، وله كلام كثير في الطريق قيده الناس عنه يوجد متفرقا بأيدي الناس، وله تأليف في التصوف سماه " النصح التام لمن قال ربي الله ثم استقام"، وحزب الفلاح، وحزبه الموسوم بـ " حزب سبحان الدائم الذي لا يزال "، بالإضافة إلى هذا الكتاب دلائل الخيرات الشهير الذكر والذائع الصيت.

وقد أكثر العلماء من الثناء على الشيخ الجزولي رضي الله عنهم، وأقوالهم في ذلك كثيرة، وجلبها يستدعي طولا ليس هذا محله، ولكن لنقتصر على إيراد بعضه، تنبيها على غيره .

قال العلامة في ممتع الأسماع : " كان رضي الله عنه من العلماء العاملين، والأئمة المهتدين، جمع بين شرف الطين والدين، وشرف العلم والعمل، والأحوال الربانية الشريفة، والمقامات العلية المنيفة، والهمة العالية السماوية، والأخلاق الزكية الرحمانية، والطريقة السُّنِية السَّنِية، والعلم اللدني، والسر الرباني، والتصريف النافد التام، والخوارق العظام، والكرامات الجسام. وكان قطبا جامعا، وغوثا نافعا، وارثا رحمانيا، وإماما ربانيا، أقامه الله في وقته رحمة للعباد، وبركة ونورا في البلاد، جعله موضع نظره من خلقه، وخزانة سره، ومظهر نفوذ تصريفه، ومنبع مدده، .. انتفع به خلق كثيرون، وتخرج على يديه مشايخ كثيرون، وحييت به البلاد والعباد، وجدد الطريقة بالمغرب بعد دروس آثارها، وخبو أنوارها، واشتهر بالفقر واللهج بذكر الله، والصلاة على النبي صل الله عليه وسلم في سائر بلاد المغرب"[1].

الفائدة الثانية : في سبب تأليف دلائل الخيرات :

قال النبهاني رحمه الله في الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات[2] : قال سيدي العارف بالله الشيخ أحمد الصاوي المصري في شرحه على صلوات شيخه القطب الدرديري أن سبب تأليف " دلائل الخيرات " أن الإمام الجزولي حضره وقت الصلاة فقام يتوضأ لها، فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر ، فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال ، فقالت له : من أنت ؟ فأخبرها ، فقالت له : أنت الرجل الذي يثنى عليك بالخير ، وتتحيَّر فيما تخرج به الماء من البئر؟!. وبصقت في البئر ففاض ماؤها حتى ساح على وجه الأرض. فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه : أقسمت عليك بمَ نلت هذه المرتبة ؟، فقالت : بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى في البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله، صلى الله عليه وسلم. فحلف يميناً أن يؤلف كتاباً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم".

الفائدة الثالثة : أصح الروايات لدلائل الخيرات وسبب وقوع الاختلاف في نسخ الدلائل :

اعلم أن لدلائل الخيرات نسخاً عديدة، حيث كان المؤلف رضي الله عنه بعدما ألف كتابه يُصَحِّحُه فترة بعد أخرى، فهذا سِرُّ اختلاف بعض نسخه، وأصح تلك النسخ : نسخة تلميذه الشيخ محمد الصُّغَيِّر السَّهْلي رحمه الله تعالى .

قال صاحب كشف الظنون[3] : "وللدلائل : اختلاف في النسخ لكثرة روايتها عن المؤلف رحمه الله . لكن المعتبر : نسخة : الشيخ أبي عبد الله : محمد الصُّغَيِّر السَّهْلي وكان من أكبر أصحابه. وكان المؤلف صحَّحها قبل وفاته بثمان سنين، يعني ضحى يوم الجمعة سادس ربيع الأول ، اثنتين وستين وثمانمائة ( 862)"انتهى.

وكذا نصَّ على ذلك العلامة سيدي محمد المهدي الفاسي رحمه الله تعالى عند قول صاحب الدلائل : " والصلاة على محمد نبيه "، حيث قال : " أكثر النسخ على إفراد الصلاة على السلام كما هنا، وهو الذي في النسخة التي صححها المؤلف وكتب على ظهرها وفي حواشيها بخطه، وسماها في هذا التقييد بالسَّهْلِيَّة، وهي نسخة كبير تلاميذه الشيخ أبي عبد الله محمد الصُّغَيِّر السَّهْلي رضي الله عنهما، وكانت قبل وفاة مؤلفها بثمان سنين، إذ ذكر كاتبها أنه أكلمها ضحى يوم الجمعة سادس ربيع الأول عام اثنين وستين وثمان مائة"[4]انتهى.

وقال الشيخ النبهاني في الدلالات الواضحات[5] : "يبدو لي أن الإمام الجزولي رضي الله عنه بعد تأليفه لدلائل الخيرات، صار يكرر نظره فيها، وكلما ظهر له تبديل لفظ بآخر يبدله، ويرويه عنه أصحابه بعد ان تكون النسخة انتشرت على اللفظ الأول، ثم وثم، إلى حين وفاته رضي الله عنه، ولذلك وقع الاختلاف الكثير في نسخ الدلائل، بحيث لا يشبهها في ذلك كتاب، ولكن الأمر فيه سهل، فإن النسخ الأولى التي جرى عليها المؤلف في الأول هي نفسها صحيحة، وإن ترجح عنده خلافها بعد ذلك، فما هو إلا من قبيل الحسن والأحسن، كلفظ النبي إن كان مهموزا أو غير مهموز، فهو صحيح على كل حال، وإنما وقع الاعتماد على النسخة السهلية أكثر من غيرها لكونها نسخة أجل تلاميذ المؤلف سيدي محمد السَّهْلي الصُّغَيِّر ، ووجد عليها خط المؤلف نفسه، وكتبت قبل فاته بمدة غير طويلة. إذا علمتَ ذلك؛ فاعلم أنِّي وإن كنت أرجح كغيري النسخة السهلية فلا أقول: إن ما عداها من النسخ لا يُعَوَّلُ عليها، إذا خالفت السهلية في بعض الألفاظ مع موافقتها للغة العربية، وليس فيها لحن ولا غلط يعبأ به، بل أقول: يجوز أن تكون عدة نسخ صحيحات، وهي كلها من وضع المؤلف، ويكون اختلافها بالزيادة أو النقص أو بعض الحركات مبنيا على تكرر نظره فيها المرة عد المرة، وترجيحه لفظا على آخر، فهي كلها إذا كانت موافقة للغة العربية معتبرة، وإذا كان اللفظ في صلاة مأثورة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بعض الأكابر، فيحتمل أن يكون في ذلك اللفظ عدة روايات جرى المؤلف على بعضها تارة، ثم ترجح عنده رواية أخرى، ويكون الكل صحيحا، والقارئ مأجور على كل حال" انتهى.

الفائدة الرابعة : في ترتيب صلوات دلائل الخيرات وعدد ما فيه من الصلوات وأشملها:

قال العلامة سيدي محمد المهدي الفاسي رحمه الله تعالى : "شرع في ذكر كيفيات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مبتدئا منها بما صح عنه صلى الله عليه وسلم، وخُرِّج في كتب الإسلام المعتمدة ونحوها، ثم بما روي عنه صلى الله عليه وسلم وعن غيره من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من الفضلاء والأخيار والعلماء والأبرار مما رتَّبوه في أورادهم، أو سطروه في تآليفهم "[6].

وقال العباس التعارجي في : " وجملة ما فيه من الصلوات من قوله " في كيفية الصلاة على النبي " الخ 541 صلاة، وإن تكررت المعاطيف؛ ففي الربع الأول:182، وفي الثاني:69، وفي الثالث:109، وفي الرابع : 81 ".

قال: " وكان نفعنا الله به - أي الشيخ الجزولي- يرى أن أشمل صلاة في دلائل الخيرات من جميع صلواته ، هي قوله : اللهم صل على سيدنا محمد نبيك، وسيدنا إبراهيم خليلك، وعلى جميع أنبيائك وأصفيائك من أهل أرضك وسمائك.. إلى قوله : كفضلك على جميع خلقك"[7].

الفائدة الخامسة : في تقسيم دلائل الخيرات إلى أحزاب وأرباع وأثلاث:

قال العلامة سيدي محمد المهدي الفاسي رحمه الله تعالى في آخر الحزب الأول : " هذا آخر الحزب الأول على ما ثبت في النسخة السهلية، فإن تجزئة الكتاب بالأحزاب والأرباع والأثلاث كذلك ثبت في النسخة المذكورة، والمعتبر في ذلك من فصل الكيفية إذا ابتدأ القراءة منه كما تقدم التنبيه على ذلك، وهذا الحزب أزيد من الثمن بيسير على مقتضى نسبة تمام الحزب الثاني من تمام الربع الأول، والله أعلم".

قال: ومعنى الحزب : " الورد يعتاده الشخص من صلاة وقراءة وغير ذلك، وهو الطائفة من القرآن أو غيره يوظِّفُها على نفسه يقرؤها"[8].

الفائدة السادسة: في أن المقصود من كتاب دلائل الخيرات هو من فصل كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

قال العلامة سيدي محمد المهدي الفاسي رحمه الله تعالى : "اعلم أن هذا الفصل هو المقصود من الكتاب بالأصالة، وهو المجزأ بالأحزاب والأرباع والأصلاص حسبما ثبت في النسخة السهلية؛ لأنه منه تكون قراءة الكتاب، وأما ما قبل ذلك فإنما يقرأ في بعض الأحيان ليعلم علم ذلك، وليزداد قارئه رغبة ومحبة ونشاطا بقراءة الفضائل والأسماء، وبعضهم يبتدئ من الأسماء استطابة لها لما تضمنته من ذكر أوصافه صلى الله عليه وسلم والثناء عليه، فيصلي عليه مع كل اسم، بأن يقول مثلا: محمد صلى الله عليه وسلم، أحمد صلى الله عليه وسلم، ...إلى آخرها. أو يقول : اللهم صل على من اسمه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم صل على من اسمه أحمد صلى الله عليه وسلم ..إلى آخرها؛ أو نحو ذلك "[9] انتهى.

الفائدة السابعة: فيما يقصده المصلي بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم :

قال العلامة سيدي محمد المهدي الفاسي رحمه الله تعالى : " يُوجد في طُرَّة هذا المَحَلّ[10] من بعض النسخ العتيقة بزيادة لبعضها على بعض ما نص مجموعه : يقصد المصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم امتثال أمر الله، وتصديقا لنبيه، ومحبة فيه وشوقا إليه، وتعظيما لقدره، وكونه أهلا لذلك، ونحو هذا. انتهى.

قال : وهذه المقاصد بعضها أعلى من بعض، وهي كلها أعلى من العمل على الأجور؛ لأن صاحب ذلك عامل على حظ نفسه وواقف معها، والعامل على ذلك لم يقم بحق أوصاف مولاه ولا أوصاف نبيه صلى الله عليه وسلم وحسنه وإحسانه وعِظَمِ قدره"[11] انتهى.

[1] - ممتع الأسماع (ص:17-18) نقلا بواسطة النعم الجلائل (ص:30-31).

[2] - (ص: 61).

[3] - (1/759-760).

[4] - مطالع المسرات بجلائل دلائل الخيرات ( ص:18).

[5] - (ص:67 فما بعد ).

[6] - مطالع المسرات (ص:163).

[7] - الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (5/100).

[8] - مطالع المسرات (ص:225).

[9] - المصدر السابق (ص:163).

[10] - أي : فصل كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

[11] - المصدر السابق (ص:163-164).
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الفائدة الثامنة : في أخذ بعض الأولياء كتاب دلائل الخيرات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

قال الشيخ التقي النبهاني رحمه الله تعالى[1] :" قال شيخنا شيخ السنة الإمام العلامة الشيخ حسن العدوي المصري في حاشيته " بلوغ المسرات على دلائل الخيرات" : وكفى هذا الكتاب شرفا، حيث بلغ في الانتفاع والقبول ما تحار فيه العقول، كيف لا وقد أخذه بعض العارفين عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، قال شيخ مشايخنا وأشياخهم الإمام السُّجاعي في حاشيته لهذا الكتاب، نقلا عن شيخه القطب الغوت الإمام محمد الحفني : قد أخذتُ هذا الكتب بطريق الظاهر عن شيخنا العلامة محمد البُدَيري الدِّمياطي، وهو عن القطب الغوث محمد بن أحمد المكناسي، إلى آخر السند عن المؤلف. قال: وأخذتُه بطريق الباطن عن ولي الله تعالى سيدي محمد المغربي التلمساني، قال: أخذته بطريق الباطن عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام السجاعي المذكور: وقد أخذته أيضا عن شيخنا الملاذ الأفخم والسيد الأكرم، الشيخ عبد الوهاب العفيفي، وهو يرويه عن سيدي محمد الأندلسي، وهو قد أخذه بطريق الباطن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.

وقال العلامة سيدي محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله في سلوة الأنفاس عند ترجمة الصديق الفيلالي : " ومنهم الولي الصالح، ذو الهدي الواضح، سيدي الصديق الفلالي، كان رحمه الله أُمِّيّاً، وكان يحفز دلائل الخيرات عن ظهر قلب، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّمه إياه مناما، كان يقف عليه فيعلمه صلاة منه فيستيقظ فيجد نفسه قد حفظها، ثم يقف عليه فيعلمه صلاة أخرى، وهكذا حتى حفظه بتمامه".

الفائدة التاسعة : منزلة كتاب دلائل الخيرات واعتكاف الناس عليه :

يُعَدُّ كتاب دلائل الخيرات من أفضل وأجل الكتب المؤلفة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أدل على ذلك من القبول الذي كتبه الله له بين الناس مغربا ومشرقا، بحيث أكب الناس على قراءته في كل الأقطار، وعكفوا على ترداده ومذاكرته في جميع القرى والأمصار.

ولله در القائل :

نور الدلائل في البرية مشرق *** وروائح الأسرار منه تعبق

يا حسنه من جامع صلواته *** آيات فتح بالهداية تخفق

أهل الصلاة على النبي قد أكثروا *** في جمعها وتنافسوا وتأنقوا

لكن عناية ربنا حقا قضت *** أن الجزولي شأوه لا يلحق

لا غرو أن يعلو الجميع لأنه *** قطب الزمان وغوثه المتحقق

إن الدلائل نعمة أكرم بها *** من نعمة حب الحبيب تحقق

فاعكف عليه ملازما إن شئت أن *** ترقى المعالي والنفائس تسبق

فمن اعتنى به حق له الهنا *** وللأمن في يوم القيامة يعتق

ما إن يلازم ذكره إلا فتى *** ذو همة وعناية وموفق

فالله يجزي ربه عن صنعه *** خير الجزاء وإن ذا لمحقق.

وقد مرت معنا في التقديم كلمة العلامة الحافظ المرتضى الزبيدي في الدلائل.

وكذا كلمة الشيخ حاجي خليفة صاحب كشف الظنون.

وقال العلامة محمد المهدي الفاسي في ممتع الأسماع:" وكتابه المذكور قد نفع الله به العباد، وأقبل الناس عليه، وسار فيهم مسير الشمس والقمر، واشتهر في البدو والحضر، وأكبوا عليه في مشارق الأرض ومغاربها دون غيره من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على كثرتها وأسبقيتها، ويجدون له بركة ونورا"[2].

وقال الشيخ حمدون الطاهري في تحفة الإخوان ومواهب الامتنان :" وكفاه هذا التأليف العظيم شهادة على سمو قدره، ونمو فخره، وأثر كسوة قلب مؤلفه عليه ظاهر، ومنه لائح، وشدة شغفه بالنبي صلى الله عليه وسلم وتهالكه في حبه منه واضح، ويح الجنان والعطر منه ساطع وفائح، يستنشقه كل عارف وولي صالح "[3].

وقال العلامة الغزال في منبع الأسرار بعد أن عرف بالشيخ رضي الله عنه : " وهو مؤلف دلائل الخيرات، وكفاه هذا التأليف العظيم شهادة على سمو قدره، وقد ألف كثير من العلماء كتبا كثيرة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا أقبل الناس إلا على هذا الكتاب المبارك، وقد عم جميع الأقطار شرقا وغربا، وذلك من بركته وبركة مؤلفه رضي الله عنه"[4].

وقد ذكروا أن من بركات هذا الكتاب : أنه يفيد النور.

وأنه من أعظم أسباب قضاء الحوائج، وأن مما جربه غير واحد فصح؛ أن من قرأه أربعين مرة لقضاء الحوائج، وتفريج الكروب، قضى الله حاجته، وفرَّج كربه.

وأن من بركاته أيضا: فتح أبواب الخير والسعادة والغنى لمن أكثر من قراءته، ومن أعظم ذلك : رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، لمن داوم على قراءته وأكثر، كما هو مجرب عند أهل الخير والصلاح[5].

ومما أنشدوا فيه : ما قاله الإمام الرُّحَّلَةُ الصالح العلامة عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي رحمه الله تعالى :

عليك بما يحويه هذا المُؤَلَّف *** ففيه غنى الدارين إن كنت تعرف

فلازمه واستمسك به إن تكن فتى *** لديك غلى حب الرسول تشوف

حوى صلوات طيبات كثيرة *** على المصطفى أزهارها منه تقطف

فمنها الذي قد أنشأته أئمة *** وأخرى أتت فيما رووه وصنفوا

دلائل خيرات فدائد نعمة *** شوارق أنوار بها تتشرف

ينابيع رحمة موارد حكمة *** حدائق جعلت من الله تزلف

وجامعها فرد الزمان وغوثه *** أقر له بالفضل من هو منصف

له في مقامات اليقين تمكن *** وسر خفي في المعارف يلطف

جزاه إله العرض عن جمعه الذي *** به يترقى السالك المتصوف

فلا تعدون عيناك عنه فإنه *** كتاب بأنوار الفضائل يعرف

لقارئه الحسنى غدا وزيادة *** وقرب مكين بالمواهب ينطف

الفائدة العاشرة : شروح دلائل الخيرات :

رزق الله تعالى كتاب " دلائل الخيرات " القبول التام عند العامة والخاصة، فكما أقبل عليه الهائمون بذكره صلى الله عليه وآله وسلم حفظا وتلاوة ومذاكرة، عكف عليه العلماء بالشرح والتحشية والتقييد، لتجلية معانيه، وتحلية مبانيه.

ومن أبرز تلك الشروح:

1- الأنوار اللامعات في الكلام على دلائل الخيرات، للعارف الفاسي رحمه الله تعالى ، المتوفى سنة 1036 هـ، وقد يسر الله لكاتب هذه السطور العناية به وتحقيقه.

2- مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات، للعلامة محمد المهدي بن أحمد الفاسي، المتوفى سنة 1109هـ. وهو أفضل هذه الشروح، وعليه العمدة كما قال صاحب كشف الظنون[6].

وهذا أحد ثلاثة شروح له، وهو الشرح الموجز له، وله شرحين آخرين كبير ومتوسط.

3- شرح دلائل الخيرات، لمحمد أبي الغيث الكمراني التونسي القادري، المتوفى سنة 1031هـ [ هدية العارفين :6/272].

4- تفريج الكرب والمهمات بشرح دلائل الخيرات، للشيخ عبد المعطي بن سالم بن عمر الشبلي السملاوي الأزهري، المتوفى عام 1127هـ [ الأعلام (4/155)].

5- منتج البركات على دلائل الخيرات، لمحمد بن إسماعيل الشهير بالريحاني الرومي الحنفي، المتوفى سنة 1158هـ [ هدية العارفين (6/326)].

6- استجلاب المسرات في شرح دلائل الخيرات، للفاضل الأزميري المتوفى سنة 1165هـ [هدية العارفين(6/328)].

7- تيسير الدلالات لشرح دلائل الخيرات، لمحمد شاكر بن صنع الله الانقروي الرومي فرغ منه سنة 1172هـ. [إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (3/343)].

8- تيسير الدلالات لشرح دلائل الخيرات، لمحمد شاكر بن صنع الله الأنقروي، فرغ منها سنة 1173هـ.[ هدية العارفين (6/485)].

9- أنفع الوسائل في شرح الدلائل، لناصر الدين أبي البركات عبد الله بن الحسين بن مرعي السويدي البغدادي الشافعي، المتوفى سنة 1174هـ.[ الأعلام (4/80)].

10- بدء الوسائل في حل ألفاظ الدلائل، لأحمد بن محمد السجاعي، المتوفى عام 1199هـ [ إيضاح المكنون (1/167)].

11- المنح الآلهيات فى شرح دلائل الخيرات، لسليمان بن عمر المعروف بالجمل، المتوفى عام 1204هـ. [ إيضاح المكنون (4/575)].

12- شرح دلائل الخيرات، لعبد الصمد بن حسن البرزنجي الحسيني، المتوفى عام 1220هـ [ معجم المؤلفين (5/235)].

13- تخريج أحاديث دلائل الخيرات، لمحمد بن أحمد الجليلي المعسكري، المتوفى عام 1238هـ.[ الأعلام (6/18)].

14- بهجة المسرات بكشف دلائل الخيرات، لحسن العلوي البكري، فرغ منها سنة 1252هـ. [إيضاح المكنون (3/203)].

15- تخريج أحاديث دلائل الخيرات، لمحمد بن أحمد المعسكري الجزائري، المتوفى عام 1238هـ [الأعلام (6/18)].

16- بلوغ المسرات على دلائل الخيرات، لحسن العدوي الحمزاوي، المتوفى عام1303هـ [ ذكره النبهاني في الكتاب الآتي ].

17- شرح دلائل الخيرات، لأحمد بن عقيل الزيتيني مفتي حلب، المتوفى عام 1316هـ [ معجم المؤلفين (1/313)].

18- الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات، ليوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفى عام 1350هـ ، وهو شرح مطبوع.

19- إتمام النعمة وسبيل الشفاعة والنجاة بكشف القناع عن ألفاظ دلائل الخيرات، لأحمد بن محمد الفجيجي [ النعم الجلائل بالتعريف بمولانا مؤلف الدلائل (ص:13)].

20- الأزهار المنيرات في شرح دلائل الخيرات، لمحمد بن محمد السالك المراكشي[ النعم الجلائل بالتعريف بمولانا مؤلف الدلائل (ص:13)].

وغيرهم كثير.


[1] - الدلالات الواضحات (ص:48).

[2] - نقلا عن (ص:65).

[3] - المصدر السابق (ص:66).

[4] - المصدر السابق (ص:67).

[5] - انظر : النعم الجلائل (ص:71).

[6] - (1/759).

Tidak ada komentar:

Posting Komentar