ABDUL HAMID MUDJIB HAMID BERSHOLAWAT

Sabtu, 26 Maret 2011

BIOGRAFI QUTHBUZZAMAN AL-IMAM AL-SYEIKH ABIL 'ABBAS AL-MURSY RA (MURSYID AL-IMAM ABIL HASAN AL-SYADZALY RA)

ترجمة قطب الزمان الشيخ أبي العباس المرسي نفعنا الله به :
================================
يازائر الشيخ أبي العباس **العارف المرسي أتقى الناس
فقل له إنا ذووا احتــراس ** به مـن الباس وعين الناس
يافــوز من زار أباالعباس**ومن سقـاه من معين الكاس

قال الإمام جمال الدين بن أبي المحاسن الحنفي 818 -874 هـ في النجوم الزاهرة : الجزء 7 ص 371 : في حوادث سنة ست وثمانين وستمائة :
فيها توفي الشيخ الإمام العارف بالله تعالى قطب زمانه شهاب الدين أبوالعباس أحمد بن عمر المرسي الأنصاري الإسكندري المالكي الصالح المشهور كان علامة زمانه في العلوم الإسلامية وله القدم الراسخة في علم التحقيق وله الكرامات الباهرة وكان يقول شاركنا الفقهاء فيماهم فيه ولم يشاركونا فيمانحن فيه وقال الشيخ أبوالحسن الشاذلي : أبوالعباس بطرق السماء أعلم منه بطرق الأرض -إلى أن يقول -وله كرامات وأحوال مشهورة عنه وللناس فيه اعتقاد كبير لاسيما أهل الاسكندرية وقدشاع ذكره وبعد صيته بالصلاح والزهد وكان من جملة الشهود بالثغر وبها توفي ودفن وقبره يقصد للزيارة وقال في جامع كرامات الأولياء في ترجمته رضي الله عنه مانصه : أبوالعباس المرسي قطب الزمان من كراماته أنه كان يقول : لي أربعون سنة ماحجبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوحجبت عنه طرفة عين ماعددت نفسي من جملة المسلمين . وأخبر بخليفته سيدي ياقوت العرشي يوم ولد ببلاد الحبشة ، وصنع له عصيدة في أيام الصيف بالاسكندرية ، فقيل له : إن العصيدة لاتكون إلا في أيام الشتاء فقال : هذه عصيدة أخيكم ياقوت ولد ببلاد الحبشة وسوف يأتيكم فكان كماقال . ومن كراماته أنه قال رضي الله عنه : وأما الخضر عليه السلام فهو حي ، وقد صافحته بكفي هذه وأخبرني أن كل من قال كل صباح : اللهم اغفر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم أصلح أمة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم تجاوز عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم فرج عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم صار من الأبدال ، فعرض بعض الفقراء ذلك على الشيخ أبي الحسن الشاذلي فقال صدق أبوالعباس . وقال المرسي أيضا : وقد دخل علي الخضر عليه السلام مرة وعرفني بنفسه واكتسبت منه معرفة أرواح المؤمنين بالغيب هل هي معذبة أومنعمة ، فلوجاءني الآن ألف فقيه يجادلوني في ذلك ويقولون بموت الخضر مارجعت إليهم ومنها أن السلطان يعقوب أمر بذبح دجاجة وخنق أخرى وطبخهما وقدمهما إليه وجلس معه ليأكل فلمانظر الشيخ أبوالعباس إليهما أمرالخادم برفع المخنوقة وقال هذه جيفة ، وقال : لولا تنجس الأخرى بالمرق النجس لأكلت منها قاله الشعراني قال المناوي وقدم إليه رجل طعاما فيه شبهة يمتحنه ، فرده وقال : إن كان المحاسبي كان إذامد يده إلى شبهة ضرب عرق بإصبعه فأنا في يدي ستون عرقا تضرب . وكان ساكنا بخط المقسم بالقاهرة ، وكل ليلة يأتي إسكندرية يسمع ميعاد الشاذلي ، ثم يرجع إلى القاهرة من ليلته . وذكر الشيخ الأصفهاني عن نفسه : أنه خرج في طلب القطب ، فخرج عليه القطاع فأمسكوه وأرادوا قتله وبيتوه مكتوفا ، فانقض عليه رجل من الجو كانقضاض البازي وقال له : أنا مطلوبك ، وحل كتافه فإذاهو المرسي ، وقال له : كم بين بلدة كذا وكذا من نهر ، قال أربعة ، قال : والنهر الذي غرقت فيه ، وقد كان عند قدومه على الشيخ خاض دلك النهر فكاد أن يغرق . وقال لرجل قال لولده وقد رآه يلعب مع الصبيان اطلع اطلع لاأطلعك الله : يا أبا الحسن حسن خلقك مع الناس بقي من عمرك عام ، فمات عند تمامه . وسافر إلى قوص ومعه خمسة من أعيان جماعته ، فقيل له : ماسبب هذاالسفر ، قال : أدفن هؤلاء فدفنهم . وقدم أشمونعلى أبي عبد الله الحكيم فقال : ادن فدنا ، فوضع يده خلف ظهره وضمه لصدره وقال : جئتك مودعا ، إني إذارجعت إلى إسكندرية أبيت فيها ليلة ثم أدخل قبري ، فكان كذلك . وخاف أهل إسكندرية هجوم العدو فتقلدواالسلاح فقال الشيخ : مادمت بين أظهركم لايدخلها ، فلم يدخلها إلابعد موته . وتعسر على امرأة الولادة وأشرفت على الموت ، فوضع على بطنها طاقية الشيخ فوضعت حالا . ولبسها إنسان به حكة فذهبت لوقتها . ومن كراماته التي انفرد بها عن غالب الأولياء تسليكه لنحو ثلاثين قاضيا . وكان يقول العرشي : ليس الشأن أن تسلك كل يوم ألفا من العوام بل أن تسلك فقيها واحدا في مائة عام . ودخل عليه شخص وهو يقرر العلم فزاحمه في التقرير ، فقال له : قرر أنت ، فقرر فرأى نفسه على الشيخ ، فقال له الشيخ : اخرج ياممقوت ، فسلب من كل مامعه من القرءان والعلوم وصار يدور بأزقة البلد ، فشفع فيه العرشي ، فقال : رددنا عليه الفاتحة والمعوذتين ليصلي بها وكان يحفظ القرءان وثمانية عشر علما ولم يزل مسلوبا حتى مات . ومنها أنه دعاه رجل إلى وليمة يوم الجمعة بعد الصلاة فأجابه وجاءه أربعة كل منهم يطلبه لوليمته في ذلك الوقت فأجاب الجميع ثم صلى الجمعة وقعد بين الفقراء ولم يذهب لأحد منهم ، وإذا بكل من الخمسة جاءه يشكره على حضوره عنده . وقال الإمام ابن الملقن في طبقات الأولياء ص418 : أحمد بن عمر بن محمد الأندلسي المرسي الأنصاري الشيخ العارف الكبير أبوالعباس نزيل الإسكندرية صحب الشاذلي وصحبه تاج الدين بن عطاء الله والشيخ ياقوت مات سنة ست وثمانين وستمائة وقبره بالإسكندرية يزار وكان كثيرا ماينشد :
ياعمرو ناد عبد زهراء**يعرفه السامع والرائي
لاتـدعـني إلا بياعبــدها**فإنــه أشــرف أسمـائي
من كلامه : إذكان المحاسبي في إصبعه عرق ، إذامد يدهإلى طعام فيه شبهة تحرك عليه ، فأنا في يدي سبعون عرقا تتحرك علي إذاكان مثل ذلك . وكان ينشد لبعض العارفين :
قالوا غد العيــــــــد ماذا أنت لابسه**فقلت خلعـــــــة ساق حبه جـرعا
فقر وصبر همــــا ثوبـــــان يلبسها**فلن ترى إلفه الأعياد والجمــــعا
العيـــــــد لي مأتم إن غبت يا أملي**والعيدماكنت لي مرأى ومستمـعا
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب به**يوم التزاور بالثـــوب الذي خلعا

مازالت ترجمته رضي الله عنه متواصلة وهي حافلة حافلة
وأما كراماته فحدث عن البحر ولاحرج : وفي اللؤلؤ والمرجان في مكاشفات قطب الزمان الشيخ أبي العباس المرسي نفعنا الله به :

كتبه الشيخ عبدالرازق المصري معتمدا فيه على أوثق المصادر ألاوهو كتاب لطائف المنن للإمام تاج الدين بن عطاء الله السكندري نفعنا الله به :

**********************************
قال الإمام ابن عطاء الله في لطائف المنن مااختصاره : دخل الشيخ أبو الحسن الشاذلى على ولى من أولياء الله بالقناطر، اسمه خليل، فتوضأ عنده، ثم أخذ قوسا له، فجرها ثلاثا..
قال الولى:-يا سيدى، من هو الخليفة بعدك؟
فقال الشاذلى:-من يأتيك إلى هنا، ويتوضأ نحو وضوئى هذا، ويجر هذا القوس ثلاثا.. فهو الخليفة بعدى.
وانصرف الشاذلى، وجاء بعده أصحابه إلى الشيخ خليل، فلم يفعلوا ما تحدث عنه الشاذلى. ثم دخل أبو العباس، وتوضأ مثل وضوء الشاذلى، فلما أبصر القوس معلقة قال للشيخ:-ناولنى هذه القوس..
وتناولها، وجرها ثلاث مرات، ثم قال:-يا خليل، جاءك وعد الشيخ!

***

قال الشيخ أبو الحسن الجزيرى، من أصحاب الشاذلى: كنت ليلة عند الشيخ أبى الحسن، وكان يقرأ عليه كتاب “ختم الأولياء” للترمذى الحكيم، فرأيت رجلا جالسا لم يكن بصحبتنا، ولم يكن مع الشيخ عند دخوله، فسألت أحد أصحابى عن هذا الرجل، فقال: ما نرى غير من دخلت معهم. فسكت، وعلمت أنه لم يره. فلما انصرف الجمع، سألت الشيخ أبا الحسن: رأيت رجلا لم يكن معنا، ولم يكن عندك عند دخولنا. فقال: ذاك أبو العباس المرسى، يحضر كل ليلة من خط المقسم بالقاهرة، ليسمع الدرس عندنا بالإسكندرية، ثم يعود فى ليلته إلى مكانه.

***

رأى أحد الأولياء بالمغرب دائرة من الرجال، يتوسطها رجل، كل من فى الدائرة متوجه إليه، قال الولى فى نفسه: هو القطب!. وعرف الرجل بصفته، وظل كلما ذكر له عن رجل يأتى إليه ويقول: عسى أن يكون ذلك الرجل. حتى قيل له عن أبى العباس المرسى، فأتاه، فإذا هو ذلك الرجل الذى رآه فى وسط الدائرة.
قال أبو العباس: نعم أنا القطب، أما الذين يقابلون بطنى لهم المدد من باطن حقيقتى، والذين يقابلون ظهرى لهم المدد من ظاهر علمى، والذين يقابلون جنبى لهم المدد من العلوم التى بين جنبى.

***

قال أبو العباس: كنت فى ابتداء أمرى بالإسكندرية، فجئت إلى بعض من يعرفنى، فاشتريت منه حاجة بنصف درهم، فقلت فى نفسى: لعله لا يأخذه منى. فهتف بى هاتف: السلامة فى الدين، بترك الطمع فى المخلوقين.

***

قيل للشيخ الإمام العارف نجم الدين عبد الله الأصفهانى، وهو ببلاد العجم: إنك ستلقى القطب بديار مصر.
خرج الشيخ من بلاده فى طريقه إلى القطب الذى تمنى لقاءه. صادفه فى بعض الطريق جماعة من التتار ألقوا القبض عليه، ووثقوا جسده، وقالوا: هذا جاسوس!.
عندما تشاوروا فى أمره، انقسموا إلى فريقين ما بين مؤيد لقتله، ومعارض لقتله، ثم تركوه مقيدا حتى يصلوا إلى رأى محدد.
قال الإمام الأصفهانى لنفسه: خرجت من بلادى أريد لقاء من يعرفنى بالله، والله ما جزعت من الموت، ولكن كيف أموت قبل أن أنال ما قصدت؟ وقال أبياتا ضمنها شعرا لأمرئ القيس، منه:
وقد أوطأت نعلى كل أرض وقد أتعبت نفسى باغتراب
وقد طوفت فى الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب
فما أتم إنشاده حتى رأى رجلا كث اللحية، ظاهر الهيبة، هبط كالباز عندما ينقض على الفريسة، فحل وثاقه، وقال: قم يا عبد الله، فأنا مطلوبك.
ووصل الشيخ إلى مصر، فدله الناس على أبى العباس المرسى، فذهب إليه، وكان هو الرجل الذى حل وثاقه، وقال له: أعجبنى تضمينك ليلة أسرت، وقولك.. وذكر الأبيات إلى آخرها.

***

قال أستاذ الشيخ نجم الدين الأصفهانى لتلميذه: إذا لقيت القطب، فلا تصلين وهو وراءك.
وجاء إلى أبى العباس –يوما- وهو بالإسكندرية، عند صلاة العصر، ابتدره المرسى: أصليت العصر؟
قال: لا
قال: قم فصل!
وكان فى الموضع الذى هو فيه إيوانان، قبلى وبحرى، وكان أبو العباس جالسا فى الإيوان البحرى، وتذكر الأصفهانى عند قيامه للصلاة ما قاله أستاذه، وعلم أنه إذا صلى كان اشيخ وراء ظهره، فأقام الله بقلبه حالة، وقال: حيثما كان الشيخ هناك القبلة، وتوجه ناحية أبى العباس، وهم أن يكبر
قال أبو العباس: لا.. هو لا يرضيه خلاف السنة!

***

قال العالم الشيخ محمد السراج: كنت ليلة من الليالى نائما، وأنا أرى فى المنام قائلا يقول لى: اذهب إلى خارج الإسكندرية، ومن باب سدرة، فأول بستان تلقاه من الجانب الأيسر، فادخل فيه، فإنك تجد هناك جماعة من الناس، الجالس منهم تحت أطول نخلة هناك، رجل من الرجال. ثم قيل لى إن فى الجامع حلقة، من دخل فيها فهو آمن. فلما أصبحت، خرجت إلى ظاهر الإسكندرية، فدخلت أول بستان من الجانب الأيسر، فوجدت حلقة هناك، فرفعت بصرى لأنظر إلى أطول نخلة، فإذا قائل يقول: كلها طوال. فإذا هو الشيخ أبو العباس المرسى. فسلمت وجلست، وقلت: يا سيدى رأيت البارحة كذا وكذا، وقصصت عليه الرؤيا. فقال: أنا الجامع، والحلقة هم أصحابى، ومن دخل فيها فهو آمن، أى من دخل فى شروطنا فهو آمن. ثم قال: أنا الليلة آتيك. فقلت: يا سيدى، أنتظرك على الباب أو أترك الباب مفتوحا؟. قال: لا، ولكن اغلق الباب وأنا آتيك. قال: فلما كان الليل أخذنى شبه الوهم، وصرت أقول: من أين يأتى؟ من هنا يأتى؟ لا.. بل من هنا يأتى؟ فلم أطق المكث، فخرجت إلى رباط الواسطى، فصعدت المئذنة، ووقفت لأصلى، وإذ أنا أصلى، أتى الشيخ أبو العباس فى الهواء، وقال: يا محمد، أتظن أنك إذا جئت إلى هنا يخفى على مكانك؟ فقلت: يا سيدى: إنما جئت ههنا لأنى لم أطق، وهالنى الأمر. وكان المخاطب له منى لسان آخر غير الذى كنت أقرأ به.

***

قال أبو العباس يوما للعارف نجم الدين الأصفهانى: ما اسم كذا وكذا بالعجمية؟
توهم الأصفهانى أن أبا العباس يحب أن يقف على اللغة العجمية، فأتى إليه بكتاب “الترجمان”. قال أبو العباس: ما هذا الكتاب؟. قال: كتاب الترجمان. ضحك الشيخ وقال: سل ما شئت بالعجمية أجبك بالعربية، أو سل ما شئت بالعربية أجبك بالعجمية. وسأل الأصفهانى بالعجمية فأجابه أبو العباس بالعربية، وسأله بالعربية فأجابه بالعجمية. وقال: يا عبد الله، ما أردت بقولى ما اسم كذا إلا مباسطتك، وإلا فلا يكون صاحب هذا الشأن ويخفى عليه شئ من الألسنة.
وقال أبو العباس للأصفهانى يوما: كم بين بلدة كذا وكذا من نهر لبلدتين من بلاد العجم. قال الأصفهانى: أربعة أنهار. قال: والنهر الذى غرقت فيه؟. فتذكر الأصفهانى أنه نسى نهر أتاه ليخوضه فكاد أن يغرق فيه.
ونزل أبو العباس ضيفا على الشيخ أبى الحسن المرسى بمدينة قوص. وكان الشيخ يعانى حدة فى الطبع. فنزل أحد أبنائه للعب، فنهره أبو الحسن وقال: اطلع لا أطلعك الله. سمع أبو العباس ما قاله الرجل، فقال: يا أبا الحسن، حسن خلقك مع الناس، بقى لك عام وتموت. ومات الرجل فى نهاية العام.

***

قدم أبو العباس على البهنسا، قال لبعض أهلها: خمس وعشرون سنة ما حجبت فيها عن الله طرفة عين. ثم غاب خمسة عشر عاما، قدم بعدها على البهنسا، فقال: الآن أربعون سنة ما حجبت عن الله طرفة عين.
وكان يعظ الناس حين دخل عليه أحدهم وقاطعه بسوء أدب. قال له المرسى دون أن يهزمه الانفعال: اخرج يا ممقوت!. وجن الرجل فى لحظتها، سلبه الله عقله وذاكرته وكل ما كان تعلمه، خرج إلى الشوارع والحوارى، لا يعرف مستقرا حتى مات.
وأعلن حاكم الإسكندرية ضيقه، فهو يمر على أبى العباس بين أصحابه، يقف الأصحاب احتراما، ويظل المرسى فى جلسته. زاد من ضيق الحاكم أن أبا العباس كان يقف إذا مر عليه أحد خدمه. قال الحاكم: كيف تقف لخادمك ولا تقف لى؟. لم يرد أبو العباس، وطلب الخادم، قال الأصحاب: إنه يجمع فتات الخبز الذى خلفه الآكلون. قال أبو العباس: ليأت ومعه فتات الخبز فى يده!. وطلب أبو العباس من الخادم أن يفتح يده التى تقبض على فتات الخبز، فتحها الخادم، فهتف الحاكم فى عجب: ياقوت!. وسمى الخادم “ياقوت”. ولزم مجلس السلطان، لا يغادره حتى مات، فدفن فى المسجد.
وأراد أبو عبد الله بن سلطان حاكم تونس أن يرسل هدية من العسل إلى سلطان الإسكندرية، ملأ جرتين بالعسل، أحكم غطاءهما، وكتب عليهما:”إلى أبى العباس المرسى وأولاده، على بركة الله” وألقى بهما فى مياه البحر الأبيض. وبعد أيام قال أبو العباس لأحد أصحابه: قم بنا. فأتى إلى بحر السلسلة، ومد يده، فأخرج الجرتين.
قال ابن عطاء الله السكندرى، وكان قد أنكر على الصوفية وعلى أبى العباس المرسى دون أن يلتقى بالمرسى أو يعرف عنه شيئا: دعنى أذهب إلى هذا الرجل لأعرف حاله عن قرب، ولأتبين ما يقوله عنه الناس من أنه ولى هذا الزمان.
واستأذن ابن عطاء الله على أبى العباس، ودخل عليه، فتلقاه بحفاوة وبشاشة، حتى استصغر نفسه وهو شاب صغير والمرسى شيخ عالى المقام، استصغر نفسه لذلك. قال: فلما اقتربت من الشيخ سألنى عن أحوالى، فقلت له: يا سيدى إنى أشكو الهموم والأحزان. قال الشيخ: أوقات العبد أربعة لا خامس لها: النعمة والبلية والطاعة والمعصية. فإذا كنت فى النعمة فمقتضى الحق منك الشكر. وإذا كنت فى البلية فمقتضى الحق منك الصبر، وإذا كنت فى الطاعة فمقتضى الحق شهودها عليك. وإذا كنت فى المعصية فمقتضى الحق منك الاستغفار.
قال ابن عطاء: فقمت من عنده وكأنما الهموم والأحزان ثوبا نزعته عنى.
قال لأبى العباس: يا سيدى، إنى والله أحبك.
قال المرسى: أحبك الله كما أحببتنى.
وقال ابن عطاء الله: سمعت طلبة الشيخ يقولون: من يصحب أهل المعرفة لا يجئ منه فى العلم الظاهر شئ. فشق على أن تفوتنى صحبة الشيخ فيفوتنى هذا العلم. فأتيت إلى الشيخ، فوجدته يأكل لحما بخل. فقلت فى نفسى: ليته يطعمنى منها لقمة. فما استتممت الخاطر إلا وقد وضع الشيخ أبو العباس لقمة منها فى فمى.
وقال ابن عطاء الله: سمعت شيخنا يقول: سافرت إلى قوص ومعى جماعة من أصحابى هم الحاج سليمان وأحمد بن الزين وأبو الربيع وأبو الحسن المرسى وخامس لم يذكره. فسألنى إنسان: ما الذى تقصده بسفرك يا سيدى؟. فقلت: لأدفن هؤلاء بقوص وأعود. فدفنت الخمسة بها.
وقال ابن عطاء الله: دخلت على الشيخ أبى العباس يوما وفى نفسى ترك الأسباب والتجرد، وترك الاشتغال بالعلم الظاهر، قائلا: إن الوصول إلى الله لا يكون على هذه الحال. فقال لى من غير أن أبدى شيئا: صحبنى بقوص إنسان يقال له ابن ناشئ، كان نائب القضاء فى قوص ومدرسا بها، فذاق من هذا الطريق شيئا على أيدينا. فقال: يا سيدى أترك ما أنا فيه وأتفرغ لصحبتك. فقلت له: ليس الشأن ذا، ولكن امكث فيما أقامه الله لك، وما قسم لك على أيدينا هو واصل إليك. ثم قال: هكذا شأن الصديقين، لا يخرجون من شئ حتى يكون الحق هو الذى تولى إخراجهم.
وقال سيدي جمال الدين ابن الشيخ أبى العباس: ورد رسول الإفرنج إلى الإسكندرية، فذهبت لأراه، ولم أعلم الشيخ. فلما رجعت سألنى الشيخ: أين كنت؟. قلت: ههنا. فقال لى: بل ذهبت لرؤية رسول الإفرنج، أتظن أن شيئا من أحوالك يخفى على؟ كان رسول الإفرنج لابسا كذا وكذا، راكبا على هيئة كذا، عن يمينه فلان، وعن يساره فلان.. ووصف الحالة كما كانت عليه.
وقال عبد العزيز المديونى خادم أبى العباس: قال لى الشيخ مرة: يا عبد العزيز أسقيت الفرس؟. وما كنت سقيتها، فقلت: نعم. خوفا من الشيخ. فكرر على ذلك وأنا أقول: نعم. وفى المرة الأخيرة قال: يا عبد العزيز ما الذى يدعوك أن تقول غير الحق؟ وماذا كنت أصنع بك إذا لم تكن قد سقيتها؟.
وقال أحد المريدين: صليت خلف شيخى صلاة، فشهدت ما أبهر عقلى، وذلك أنى شهدت بدن الشيخ والأنوار قد ملأته، وانبثت الأنوار من وجوده حتى أنى لم أستطع النظر إليه، فلو كشف الحق عن مشرقات أنوار قلوب أوليائه لانطوى نور الشمس والقمر فى مشرقات أنوار قلوبهم، وأين نور الشمس والقمر من أنوارهم؟ الشمس يطرأ عليها الكسوف والغروب، وأنوار قلوب أوليائه لا كسوف لها ولا غروب.

***

لبى وأصحابه دعوة رجل صالح من أبناء الإسكندرية فى بستان له بالرمل. شغلتهم أحاديث الدين حتى وصلوا إلى بستان ظنوه المكان الذى دعوا إلأيه. وكان مخضرا بأشجار التوت، فأقبلوا على تناوله وإن أهمله أبو العباس، تذوق واحدة فأحس ألما فى بطنه، فأهمله. ولحقهم صوت رجل من بعيد: كيف يحل لكم أن تأكلوا من ثمرة بستانى بغير إذن؟ وفطنوا إلى أنهم أخطئوا البستان وأكلوا ما ليس من حقهم فى حين أفلت أبو العباس من أكل الحرام وقال: ألم أقل لكم، الورع من ورعه الله؟!!

***

قال أبو العباس: الولى إذا أراد أغنى. والله ما بينى وبين الرجل إلا أن أنظر إليه نظرة وقد أغنيته. وقال: والله لو حجب عنى رسول الله ما عددت نفسى من المسلمين. وقال: لو فاتنى الوقوف بعرفة ما عددت نفسى من المسلمين. وقال: والله لو حجبت عنى جنة الفردوس طرفة عين ما عددت نفسى من المسلمين.

***

قدم أبو العباس على مريده أبى عبد الله الحكيم بأشموم. فلما جاء الليل دعاه أبو العباس، دنا الرجل منه، فوضع أبو العباس يده خلف ظهره، وفعل عبد الله الأمر نفسه، وتعانقا. بكى أبو العباس، وبكى الرجل لبكائه دون أن يدرى السبب. قال أبو العباس: يا حكيم، ما جئتكم إلا مودعا. يا حكيم، سأذهب إلى المقسم لأودع أخى، ثم أعود إلى الإسكندرية أقضى بها ليلتى وأدخل فى اليوم التالى قبرى.
وسافر أبو العباس إلى أخيه، أقام عنده أياما قليلة. ثم رحل إلى الإسكندرية، فأقام بها ليلة، لحقته الوفاة فيها، وشيع إلى قبره فى اليوم التالى.

***

روىلنا كبارالصالحين الكثير من مواجيده وأحواله ومكاشفاته وكراماته، قيل إنه كان يمشى على الماء، ويطير، ويمسك النار، ويطوى الأرض، وربما قطع المسافات البعيدة فى غمضة عين. كان يتوجه إلى البحر، يمشى على الماء ويراه الناس، دون أن تبتل ثيابه، كأنه يمشى فى الأرض تماما، لا يشغله عما حوله شئ، ولا يتلفت، وأكثر ما كانت رؤيته وهو فى هذه الحال عندما يكون القمر فى السماء بدرا. وقيل أنه كان يطير بلا جناحين، ويغطس فى مياه الميناء الشرقية فلا يظهر إلا فى المنتزة أو أبى قير، وربما طار إلى مكة يطوف حول البيت الحرام ويزور قبر الرسول، ثم يعود إلى مجلسه كأنه لم يغادره. وأقسم بعض كبار الصالحين من مريديه أنه كان يزور بجسده أضرحة أولياء الله: السيدة زينب والسيدة نفيسة والشهيد الحسين وغيرهم، دون أن يبرح مجلسه وسط المريدين. و كان لا يغيب عن الله طرفة عين. ومن بين ما أحصاه علوم الشريعة كلها، وعلوم الحقيقة كلها، وعلم لغات الإنس والملائكة والجن والطير والوحوش والهوام. وكان ذامعرفة بلغات الحيوان، يعرف ما تقوله وما تريده فيعيد حكايته على الناس. و كان يسخر الجن وكانت تطيعه، وكان يسمع تسبيح السمك فى البحر. وروى أنه ألقى على الأرض ذات يوم رؤوس فجل فتناثرت وتحولت إلى ثعابين وحيات تفرقت وسط ذهول المريدين، فلم يلحظ أحد أين ذهبت. وقيل إنه كان يأتى للمرضى بالفاكهة فى غير أوانها، يمد يده فى الهواء فتلتقط الثمار المرجوة، يدفع بها إلى من يطلبها. كان يكاشف الناس بما فى صدورهم، حتى الأفعال التى يكتمونها، يحرصون على عدم البوح بها، يرويها كأنه يراها، ويكاشف كل واحد من مريديه بما حدث له فى يومه وليلته. ويتصرف فى مجلسه وبين مريديه بالإلهام، يخاطب من لا تراه عيونهم، يأخذ ويعطى، يسأل ويجيب، ثم يتجه إلى المريدين بالرأى الصواب. وعرف عنه المقدرة على الكشف عن حال الموتى وسماع كلامهم، .

********

ولنجعل مسك الختام هذه القصيدة البديعة التي نقلتها من رحلة مولانا العياشي للإمام الجليل محمد الحافظ شمس الدين بن جمال الدين المقدسي القاضي بالبهنسا امتدح بها الشيخ رضي الله عنه متوسلا به إلى الله في قضاء مآربه لمامر بالإسكندرية قاصدا بلاد الروم فخشي البحر فقال جملة من القصائد منها : هذه القصيدة وألصقها بالجدار القبلي بإزاء المحراب من مشهد الشيخ أبي العباس رضي الله عنه :
أياسالكا بحـر الحقـــــــــــــــــــــــيقة والحس
وياداخلا في جــوف حـــــــــــــــدباء كالحبس
إذاماخشيت البــــــــــــــــــــــــحر يوما لهوله
وخفت على المال النفــــــــــــيس مع النفس
فلذ بأبي العبـــــــــــــــــــــــاس وانزل برحبه
وقل ياخفــــــــــــــير البحر ياأحمـد المرسي
أغثنا أغثنا فــي الشـــــــــــــــــــدائد واحمنا
من الأسر واحرسنا من التعـــــس والنكس
وسلم بأسماء الســــــــــــــــــــلام وجودها
من الكسر واحفظهـا من الغمس والطمس
وقفنا على أعتـــــــــــــــــاب فضلك نرتجي
قراك وعفرنا الخــــــــــــــدود على الرمس
لنا فيك ياقطب الوجـــــــــــــــــــــــود عقيدة
براهينها في ذروة الصــــــــــدق كالشمس
فكم لك من فضـــــــــــــــــــــل عميم ومنة
على راكب القاموس في حــــــــالة اليأس
على بابك المرفوع ياأحمــــــــــد المرسي
عبيدك راجي فضــــــــــلك الحافظ القدسي
نوى سفرا للروم من بــــــــــــــاب فيضكم
فكونوا له في اليـــــــــــم كالدرع والترس
أفيضوا عليه من سحـــــــــــــائب فضلكم
ليعلو بكم قهرا على النــــــــوع والجنس
فياخالق الأرضيــــــــــــن ياموجد الورى
ورب السما والروح والعرش والكرسي
إليك توسلنا بحرمــــــــــــــــــــــة شيخنا
وأستاذنا المعلــــــــــوم للعرب والفرس
أنلنا المنى مـــــــــــــــن غير كد ولاعنا
بمصر العلا من دون نقـــــص ولابخس
وعجل بعود العبد للثـــــــــــــــغر ءامنا
من السوء في اليوم الجديد وفي الأمس
ألايا أبا العباس يامن لصــــــــــــــــادق
كبشر وللأعداء يعــــــــــزى إلى عبس
غرسنا بروض الصدق في ساحة الصبا
فروعا وهذ الزهـــــــر من ذلك الغرس
فياسيدي بحرا وبــــــــــــــــرا وعمدتي
وياسيدا شرفت مــــــــــن مدحه نفسي
سفينة هذاالعبد في كل حــــــــــــــــالة
على بحرك المحروس ياسيدي ترسي
وقد حرت في أمري وضـــاق تصبري
وضاق علي الحال في عــــالم الحس
وكرت خيول الهم مـــــــــن كل جانب
وأصبحت في وهم وأمسيت في حدس
ولاعلم لي أي المــــــــــــراكب سالم
فأركب فيه سالما مــن ذوي الرجس
وأنت بعلـــــــــــــــــم الله تعلم ذا وذا
وتعرف وقت السعد من ساعة النحس
فعرف مريد الــــــــــــحق أي سفينة
يسافر فيها سالــــــم المال والنفس
وسل لي من الرحمن حفظا ورحمة
فأنت قريب القلب من حضرة القدس
وقد قدم القدســــــــي حافظ عهدكم
قصيدته والقصد في داخل الطرس .
وتبركاً بذكره رضي الله عنه أضيف ما قاله عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني صاحب "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان" الكتاب الذي يجب ألا يغفل عنه أشعري صوفي لحسن انتصاره لأهل السنة ولأربات القلوب رحمه الله:
وقال الشيخ الإمام العارف بالله تاج الدين بن عطاء الله قيل للشيخ أبي الحسن من هو شيخك يا سيدي فقال كنت أنتسب إلى الشيخ عبد السلام بن مشيش بالشين المعجمة المكررة وبينهما مثناة من تحت وفتح الميم في أوله ثم قال وأنا الآن لا أنتسب لأحد بل أعوم في عشرة أبحر خمسة من الآدميين النبي وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخمسة من الروحانيين جبرئيل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل والروح وقال تلميذه الشيخ الكبير إمام العارفين ودليل السالكين مظهر الأنوار ومقر الأسرار السامي إلى الجناب القدسي عالي المقامات وعالي الكرامات أبو العباس المرسي رضي الله تعالى عنه جلت في ملكوت الله فرأيت أبا مدين متعلقا بساق العرش وهو رجل أشقر أزرق العينين فقلت له ما علومك وما مقامك فقال أما علومي فأحد وسبعون علما وأما مقامي فرابع الخلفاء ورأس السبعة الإبدال قلت فما تقول في شيخي أبي الحسن الشاذلي فقال زاد علي بأربعين علما وهو الذي لا يحاط به.

وفي موضع آخر في معرض ذكر الشيخ أبي الحسن:

وله من الكرامات من المكاشفات وغيرها ما لا يحتمل ذكره هذا الكتاب من ذلك ما ذكره تلميذ الشيخ أبو العباس المرسي المتقدم ذكره قال خرجت من المدينة الشريفة لزيارة قبر عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة رضي الله تعالى عنه فلما كنت في أثناء الطريق تبعني إنسان فلما وصلنا لقينا باب القبة مغلقا ثم انفتح لنا ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا فلقينا عنده رجل يدعو فقلت لرفيقي هذا من الإبدال والدعاء في هذه الساعة مستجاب فدعا إلى الله تعالى أن يرزقه دينارا وسألت الله أن يعافيني من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة فلما رجعنا وقربنا بالمدينة لقينا إنسانا فأعطى رفيقي دينارا فلما دخلنا المدينة وقع نظر الشيخ أبي الحسن علينا فقال لرفيقي يا خسيس الهمة صادفت ساعة إجابة ثم صرفتها إلى دينار هلا كنت مثل أبي العباس سأل الله تعالى أن يعافيه من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة وقد فعل له ذلك قلت هذا معنى ما روى عنه وإن لم تكن جميع ألفاظها بعينها.
__________________
رضي الله تبارك وتعالى عن الأئمة المجتهدين الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد

وعن إمامي أهل السنة والجماعة الإمام أبي الحسن الأشعري والإمام أبي منصور الماتريدي

ومن نهج نهجهم واتبع أثرهم إلى يوم الدين ......
آمين
 
 
 
 

Tidak ada komentar:

Posting Komentar