=============
يقول : « ابن آدم : هو طلسم لا يدرى به إلا
من اجتباه الله ، وأطلعه على سره الغامض فيه . فمن السر : أنه مرقوم على كفه الأيمن رقم 18 ، وعلى كفه الأيسر رقم 81 ، ومجموع الرقمين 99 ، أعني : أسماء الله الحسنى ، يتجلى بها عليه على حسب استعداده
من الأزل »([1])
.
إن لفظ ( الأشباح ) يعني عند
الصوفية ( الأجساد ) .
آدم
الأرواح
: هو سيدنا محمد ([3])
.
يقول
: « آدم الحقيقي ... هو العقل الأول ، والروح المحمدي لا آدم الصوري العنصري ، وهو أول ما خلقه الله من
الأشياء ، وهو حقيقة الإنسان الكامل عند أهل الكشف الذي خلق الله على صفة الكامل ،
وهو أمر لطيف نوري ومن لطافته ينشعب منه الأرواح الكثيرة ... ولذلك قال : ] أنا أب الأرواح وأم الأشياء [([5]) »([6])
.
نقول : تعتبر عبارة ( آدم الصوري
العنصري ) هنا مصطلحاً ضمنياً يشير إلى أبي البشر
المعروف في مقابل ( آدم الحقيقي ) المعّرف . فكلمة ( العنصري ) تشير إلى عنصر
التراب ، فكلمة ( الصوري ) تشير إلى أنه صورة مأخوذة عن الأصل وهو معنى الحديث
النبوي الشريف : ] خلق الله آدم على صورته [([7]) . فآدم صورة
الخلق المأخوذة عن الأصل والتي هي صورة الحق .
آدم
الزمان
: هو مقام من ورث روح التخصيص الآدمي([8])
.
تقول
: آدم الزمان [ عند ابن عربي ] هو شخص واحد فقط في الزمان الواحد ،
وقد يكون هو ما يسميه الصوفية وابن عربي ( القطب ) ، إلا أن ثمة فارقاً يميزه عن
القطب وهو القَدَمية المحمدية . فقد يكون القطب في الزمان مثلاً عيسوياً أو
موسوياً أما آدم الزمان أو آدم زمانه فهو محمدي المقام .
فالإنسان
الكامل في الوجود هو محمد ويظهر في صور كامل الوقت ، لذلك يرى ابن عربي أن
آدم هو أول تفصيل ، وأول مظهر لجمعية محمد . من هنا مفرد آدم الزمان يعني التفصيلات
الزمانية الظاهر فيها بالتوالي الإنسان الكامل .
يقول
الشيخ ابن عربي : « ... العارف بالله تعالى المحقق هذا المقام ،
الوارث القدم المحمدي الذي يأتي على رأس كل قرن يعلم الناس أمور دينهم ... فهو آدم
زمانه ، وخليفة الله في أرضه ، رحم الله به الوجود »([9])
.. ([10])
.
آدم
الوقت
: هو خليفة الله في الأرض ، الراجع بتوفيق الله إلى حظائر القدس ورياض الأنس ،
الذي أستحق نفخ روح القدس فيه ([11])
.
الآدمي المشرب : هو الواصل إلى
ولاية لطيـفة القلب ، والتي
ينسى فيها ما سوى الحق ، ويكون في تجلي الأفعال الإلهية ، وفيها تختفي عنه أفعاله
وأفعال سائر المخلوقات ، فلا يرى شيئاً غير
فعل الفعل الواحد الحقيقي ، وتسمى هذه الولاية : بالولاية الآدمية ([12]).
يقول
: « الآدمية : مجمع الأخلاق الحميدة »([13])
.
الصورة
الآدمية الإنسانية
: هي ثوب يشبه الماء والهواء في حكم الدقة والصفاء على الحقيقة المحمدية النورانية ، حيث تشكل
بشكلها ([14])
.
«
اقتضى الأمر [ الإلهي ] جلاء مرآة العالم ، فكان آدم عين جلاء تلك المرآة وروح تلك
الصورة »([15])
.
« إن شرف مسجودية آدم
وفضيلته على ساجديه لم يكن بمجرد خواصه الطينية
وإنْ تشرفه بشرف التخمير بغير واسطة كقوله تعالى : ] ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ
بِيَدَيَّ [([16]).. وإنما كانت فضيلته عليهم : لاختصاصه بنفخ الروح المشرف بالإضافة إلى الحضرة فيه من غير واسطة ، كما قال تعالى : ] وَنَفَخْتُ فيهِ مِنْ روحي [ ([17]) ، ولاختصاصه بالتجلي فيه عند نفخ الروح كما قال : ] إن الله تعالى خلق آدم فتجلى فيه [ ([18]) فاستحق سجود آدم فصار كعبة حقيقية »([19]) .
وإنْ تشرفه بشرف التخمير بغير واسطة كقوله تعالى : ] ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ
بِيَدَيَّ [([16]).. وإنما كانت فضيلته عليهم : لاختصاصه بنفخ الروح المشرف بالإضافة إلى الحضرة فيه من غير واسطة ، كما قال تعالى : ] وَنَفَخْتُ فيهِ مِنْ روحي [ ([17]) ، ولاختصاصه بالتجلي فيه عند نفخ الروح كما قال : ] إن الله تعالى خلق آدم فتجلى فيه [ ([18]) فاستحق سجود آدم فصار كعبة حقيقية »([19]) .
«
سمي آدم : لحكم ظاهره عليه ، فانه ما عرف منه
سوى ظاهره كما أنه ما عرف من الحق سوى الاسم الظاهر وهو المرتبة الإلهية . فالذات
مجهولة وكذلك كان آدم عند العالم من الملائكة فمن دونهم مجهول الباطن »([20]) .
«
أصول حروف اسمه [ آدم ] صفات الله تعالى وما يكون ذلك موضوعاً بازاء اسمه
إلا بعد خروجه من اسمه إلى صورته وصفته .
الألف
في اسمه : إشارة إلى الله العظيم .
والهمزتان
: إشارتان إلى استوائه على العرش ، واستوائه إلى السماء تعالى وتقدس وهو بالحقيقة
استواء على مراد ذاته من الخلق وعلى محبوب صفاته .
والدال
: إشارة إلى دوام الله في الهيبة .
والميم
: إشارة إلى المحيط المجيد فعلى هذا : الله ، الدائم ، المحيط ، المجيد أصول
حروف اسمه »([21])
.
«
أما إنسانيته [ آدم ] فلعموم نشأته ، وحصره الحقائق كلها ، وهو للحق
بمنـزلة العين من العين الذي يكون به النظر وهو المعبرَّ عنه بالبصر . فلهذا سمي
إنساناً ، فإنه به ينظر الحق إلى خلقه فيرحمهم »([22])
.
«
سماه خليفة ... لأنه تعالى الحافظ به خلقه كما يحفظ الختم الخزائن . فما دام ختم
المَلِك عليها لا يجسر أحد على فتحها إلا بإذنه . فاستخلفه في حفظ المُلْك »([23])
.
[ مسألة – 7 ] : في حقيقة
آدم
«
لم يكن آدم صورة ، أنا أعرف حقيقة آدم : أنا آدم ونوح ، وأنا البحر ، وأنا العقل
والحب والجلال ، أنا كل الأنبياء والأولياء ، أنا كل شيء ، أنا ظاهر وباطن ، أنا
نفخة الله ، أنا الشمس الأبدية والبدر ، وأنا
الأفلاك واللوح والعرش والكرسي وروح القدس والملائكة … »([24]) .
«
آدم في كماله الإنساني ظاهر باطن محمد . فهو صورة مرتبة الألوهية الدال عليها الاسم
الله الجامع لجميع الأسماء الحسنى المنطبعة في حقيقته الكمالية . فأخذ علم الأسماء من باطنه الغيـبي
كما قال تعالى : ] وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها [([25]) ، لأنه شاهدها من حقيقة نفسه
فكان هو عين جميعها »([26])
.
«
إن شئت صفته [ آدم u ] الحضرة الإلهية ، وإن شئت
: مجموع الأسماء
الإلهية ، وإن شئت : قول النبي ] إن الله خلق آدم على صورته [([27]) ، فهذه
صفته . فإنه لما جمع له في خلقه بين يديه علمنا أنه قد أعطاه صفة الكمال فخلقه كاملاً جامعاً ، ولهذا قبل الأسماء كلها فإنه مجموع العالم من حيث حقائقه ، فهو عالم مستقل وما عداه فإنه جزء من العالم ... »([28]) .
الإلهية ، وإن شئت : قول النبي ] إن الله خلق آدم على صورته [([27]) ، فهذه
صفته . فإنه لما جمع له في خلقه بين يديه علمنا أنه قد أعطاه صفة الكمال فخلقه كاملاً جامعاً ، ولهذا قبل الأسماء كلها فإنه مجموع العالم من حيث حقائقه ، فهو عالم مستقل وما عداه فإنه جزء من العالم ... »([28]) .
«
إن الحق سبحانه خص مظهر هذا الآدمي بخصائص لم تكن لغيره ، منها :
أن
جعل روحه اللطيفة النورانية في قالب كثيف ليتأتى له منه غاية التصريف .
ومنها
: أن جعل ذلك القالب في أحسن تقويم وأبدع فيه بدائع حكمته وعجائب صنعته ، ما يليق
بقدرة السميع العليم .
ومنها
: أنه جعله حاكماً على المظاهر كلها مالكاً لها بأسرها ، خليفةً عن الله فيها ، ثم
فتح له من فنون العلوم ومخازن الفهوم ما لم يفتحه على غيره …
ومنها
: أن أعطاه سبحانه سبعاً من الصفات تشبه صفات المعاني الأزلية إلا أنها ضعفت
بإحاطة القهرية وهي : القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر
والكلام ، فحصل له بهذا أنموذج وشبه بالصمدانية والربانية .
والكلام ، فحصل له بهذا أنموذج وشبه بالصمدانية والربانية .
ومنها
: أنه سبحانه جعله نسخة الوجود يحاكي بصورته كل موجود ، فإن عرف الحق كان الوجود
نسخة منه »([30]) .
«
ابن آدم ذو عوالم ثلاث : عالم إنساني ، وعالم شيطاني ، وعالم روحاني .
فله
من حيث المعنى الطيني : الجهل والنسيان ، ومن حيث الريح الشيطاني : التكذيب
والكفران والجحود والطغيان ، ومن حيث الوصف الروحاني : التصديق والإذعان ، ثم
اليقين والعرفان ، ثم الشهود والعيان »([31])
.
«
كان التراب موطىء قدم إبليس ، ومن ذلك اتسب ظلمة ، وصارت تلك الظلمة معجونة في
طينة الآدمي ، ومنها الصفات المذمومة والأخلاق الرديئة »([32]) .
« لما وقع ما وقع من آدم وحواء وأُهبطا إلى الأرض
، فهذا سفر في الظاهر من عنده ، وكذلك سفر إبليس الذي هبط إلى الأرض بسفر المُلك
والراحة اللذين يؤول بهما إلى المكر الدائم ، ووجد آدم المشقة والتعب والتكليف
الذي يؤول به إلى السعادة . وكان من علو سفره هذا أنه سافر من شهوة نفسه إلى معرفة
عبوديته . فإن الجنة لمجرد الشهوات ، كما قال تعالى : ] لَكُمْ
فيها ما تَشْتَهي أَنْفُسُكُمْ [([33]) . وأكمل له هنا لباسه ، فإنه كان في الجنة نصيب
كل واحد وهو الريش ، ولم يعرف طمعاً للباس التقوى ،
لأن الجنة ليست بمحل للتقوى ، لأنها نعيم كلها والتقوى تطلب ما يتقى منه ...
ولما لم يكن عنده u لباس
التقوى ووقع النهي ، لم يكن له بما يتقيه ، إذ التقوى من صفات هذه الدار وما عدا
الجنة ، فلما نزل من الجنة أنزل عليه لباس ستر الجنة ولباس التقوى ، ثم نهي وأمر
وكلف ، فلم يتصور منه بعد ذلك مخالفة لحماية هذا اللباس . فصار نزوله إلى هذه
الدار من تمام نشأته ومرتبته ، ثم رحلته إلى الجنة من كمال مرتبته ونفسه . والدنيا
دار تمام والآخرة دار كمال وليس بعد الكمال مطلب فما بعد الدارين من دار أصلاً ، فأقام
آدم u
في سفره هذا يقتني المعارف الكسبية من جهة التكليف »([34])
[1] - د . عبد الحليم محمود –
المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي – ص 413 .
[2] – الشيخ نجم الدين داية
الرازي – مخطوطة منار السائرين ومطار الطائرين - ص 8 ( بتصرف ) .
[3] - الشيخ ابن عربي – تذكرة
الخواص – فقرة 52 ( بتصرف ) .
[4] - الشيخ ابن عربي – تفسير
القرآن الكريم – ج2 ص371 .
[5] - انظر فهرس الأحاديث .
[6]- الشيخ بالي أفندي – شرح
فصوص الحكم – ص 358 .
[8] - الشيخ عبد الوهاب الشعراني
– الأنوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية – ج 2 ص 14 ( بتصرف ) .
[9] - الشيخ ابن عربي – رسالة
شق الجيوب – ورقة 28 – 29 .
[10] - د . سعاد الحكيم – المعجم
الصوفي – ص 59 – 60 .
[11] - الشيخ إسماعيل حقي
البروسوي – تفسير روح البيان – ج 2 ص 4-5 ( بتصرف ) .
[12] - الشيخ أحمد السرهندي – مخطوطة دار المخطوطات
العراقية - برقم ( 39456 ) – ص 8 ( بتصرف ) .
[13] - الشيخ عمر السهروردي -
عوارف المعارف ( ملحق بكتاب إحياء علوم الدين للغزالي –ج5 ) – ص 186 .
[14]- الشيخ ابن عربي – عنقا
مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب – ص 38 ( بتصرف ) .
[15] - الشيخ ابن عربي – فصوص
الحكم – ص 49 .
[16] - سورة ص : 75 .
[17] - الحجر : 29 .
[18] - ورد بصيغة اخرى تفسير
القرطبي ج: 20 ص: 114 ، انظر فهرس الأحاديث .
[20] - الشيخ ابن عربي –
الفتوحات المكية – ج 2 ص 67 .
[22] - الشيخ ابن عربي – فصوص
الحكم – ص 50 .
[23] - المصدر نفسه - ص 50 .
[24] - د . عبد الوهاب عزام –
التصوف وفريد الدين العطار – ص 86 .
[25] - البقرة : 31 .
[26] - الشيخ محمد بهاء الدين
البيطار – النفحات الأقدسية في شرح الصلوات الأحمدية الإدريسية – ص 289 .
[28] - الشيخ ابن عربي –
الفتوحات المكية – ج 2 ص 67 .
[29] - الشيخ ابن عطاء الله السكندري – لطائف المنن في مناقب أبي العباس المرسي (
بهامش لطائف المنن للشعراني )– ج 1ص 211 –
212 .
[30] - الشيخ أحمد بن عجيبة –
الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية
– ج1 ص40-41 .
[31] - الشيخ مصطفى البكري –
مخطوطة شرح ورد السحر الكبير – ص 212 .
[32] - الشيخ عمر السهروردي -
عوارف المعارف ( ملحق بكتاب إحياء علوم الدين – ج5 ) – ص 186 .
[33] - فصلت : 31 .
[34]- الشيخ عبد الكريم الجيلي -
مخطوطة الأسفار – ص 17 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar