ABDUL HAMID MUDJIB HAMID BERSHOLAWAT

Senin, 04 Februari 2013

RAHASIA HURUF BA'(الباء)

===================


« الباء الحرف الثاني من حروف الهجاء ، وهو صوت شفوي ، شديد ، انفجاري ، مجهور ، مرقق »([1]) . 
يقول : « الباء : بقاؤه [ تعالى ]… باب النبوة …بهاء الله »([2]) .
يقول : « ب [ باعتبار التصوف ] : بذل الروح ، وترك الفتوح »([3]).
الباء : هو ناظر الحق ، أنزله الله تعالى في الآيات البينات من بحر الحيوان إلى البدء اللازم في الإنسان ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : ] هُوَ الَّذي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النّورِ وإن اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤوفٌ رَحيمٌ [([4]) ..([5]) .
ويقول : « الباء : لها رتبة العقل الأولى ، لأنه الموجود الثاني ، أي : في الرتبة الثالثة من الوجود »([6]) . 
ويقول : « الباء : هو مقام العقل الذي هو في ثاني مرتبة من الوجود ، كما أن الباء في المرتبة الثانية من الحروف »([7]) .
يقول : « الباء … هي أول المراتب العددية »([8]) .
يقول : « الباء : يشار به إلى أول الموجودات الممكنة ، وهو المرتبة الثانية من
الوجود »([9]).
يقول : « الباء : إن كانت مفتوحة : فهي إشارة إلى الشيء الذي هو في غاية العز أو في غاية الذل ، وإن كانت مكسورة : فهي إشارة إلى ما دخل أو هو داخل على الذات ، وإن كانت مضمومة : فهي إشارة معها قبض »([10]) . 
الباء : هي الزمردة والنفس الكلية ، وهي تقبل البسط والتلوين والاحتجاب بظهور الكثرة ([11]) .
الباء : هي المرتبة الثانية لحركة صورة الألف الرقمية في عالم الرقم ، وهو أول معلوم ظهر من حضرة الوحدانية الألفية  ([12]) .
يقول : « الباء : هي أول صورة ظهر بها الألف ، ولهذا تجلى فيها بما لم يتجلَّ به في غيرها : ] خلق الله آدم على صورته [([13])»([14]) .
ويقول : « كلما ذكرت الباء فنعني به : التجلي الأخير المعبر عنه : بالروح الأعظم »([15]) .
ويقول : « الباء : هي أول صورة ظهر بها الألف ، ولهذا تجلى فيها بما لم يتجل به في غيرها ، أي بصفتها الخاصة . وسبب ذلك عدم الواسطة بينهما ، وما قارب للشيء يعطي حكمه : ] فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنى . فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أوحى [([16]) ، وقد يظهر في القريب ما لا يظهر في البعيد ، ولا أرى في الحروف ما هو أقرب للألف من الباء »([17]) .
يقول : « الباء : هي أول وحي نزل على رسول الله  ، وأول صحيفة آدم ، ونوح ، وإبراهيم »([18]) .
يقول : « حرف الباء : وهو حرف ظلماني وسر روحاني ، فالاسم منه بديع »([19]) .
 تقول : « الباء [ عند ابن عربي ] : هي دليل الصفة في مقابل الألف دليل الذات ، وهي رمز للتعين الأول الذي يشكل وسطاً بين الواحد والكثير »([20]) .
وتقول : « الباء : هي رمز إلى حقيقة الحقائق التي ظهر بها الوجود استناداً إلى
الحديث
:
] أول ما خلق الله نوري ومن نوري خلق كل شيء [([21]) ، فالباء هي رمز النور المقصود بالحديث »([22]) .

يقول : « الباء : هو انبساط العالم الهيولاني لتقبل الفعل الرحماني ، ورُمز إلى الفعل الأخير بالنقطة الموجودة تحت الباء ، إذ أن لكل مكان مهما صغر مركزاً وهو العين الإلهية عبر عنها بالنقطة »([23]) .
نقول : الباء : هو البرزخ بين الألف وبقية الحروف ، أي أنه الجامع لهم والمفرق في الوقت نفسه ، وهو بهذا يرمز إلى الوساطة من حيث الوجود والمعرفة بين الوحدة ( الألف ) والكثرة ( الحروف ) ، أو بين الله والعالم .
والباء : هو الباب بين عالم الغيب الروحاني وعالم الشهادة الكوني ، ولهذا كان ابتداء القرآن الكريم به .
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي  :
 « الباء : من عالم الملك والشهادة والقهر . مخرجه : من الشفتين . عدده : اثنان . بسائطه : الألف والهمزة واللام والفاء والهاء والميم والزاي . فلكه : الأول . له الحركة
المذكورة . يتميز : في عين صفاء الخلاصة ، وفي خاصة الخاصة . له : بداية الطريق وغايته . مرتبته : السابعة . سلطانه : في الجماد . طبعه : الحرارة ، واليبوسة . عنصره : النار . يوجد
عنه ما يشاكل طبعه . حركته : ممتزجة . له : الحقائق والمقامات والمنازلات . خالص ، كامل ، مربع ، مؤنس . له الذات ، ومن الحروف : الألف والهمزة ، ومن الأسماء كما

تقدم »([25]) .

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
« الحكمة في افتتاح الله بالباء عشرة معان :
أحدها : أن في الألف ترفعاً وتكبراً وتطاولاً ، وفي الباء انكساراً وتواضعاً وتساقطاً ...
وثانيها : أن الباء مخصوصة بالإلصاق بخلاف أكثر الحروف خصوصاً الألف من حروف القطع .
وثالثها : أن الباء مكسورة أبداً ، فلما كانت فيها كسرة وانكسار في الصورة والمعنى وجدت شرف العندية من الله تعالى ...
ورابعها : أن في الباء تساقطاً وتكسراً في الظاهر ، ولكن رفعة درجة وعلو همة في الحقيقة ، وهي من صفات الصديقين ، وفي الألف ضدها . أما رفعة درجتها : فبأنها أعطيت نقطة وليست للألف هذه الدرجة . وأما علو الهمة : فإنه لما عرضت عليها النقط ما قبلت إلا واحدة ليكون حالها كحال محب لا يقبل إلا محبوباً واحداً .
وخامسها : أن في الباء صدقاً في طلب قربة الحق ، لأنها لما وجدت درجة حصول النقطة وضعتها تحت قدمها وما تفاخرت بها ، ولا يناقضه الجيم والياء ، لأن نقطهما في وضع الحروف ليست تحتهما بل في وسطهما ، وإنما موضع النقط تحتهما عند اتصالهما بحرف آخر لئلا يشتبها بالخاء والتاء بخلاف الباء ، فإن نقطتها موضوعة تحتها سواء كانت مفردة أو متصلة بحرف آخر .
وسادسها : أن الألف حرف علة بخلاف الباء .
وسابعها : أن الباء حرف تام متبوع في المعنى ، وإن كان تابعاً صورة من حيث أن موضعه بعد الألف في وضع الحروف : وذلك لأن الألف في لفظ الباء يتبعه بخلاف لفظ الألف ، فإن الباء لا يتبعه والمتبوع في المعنى أقوى .
وثامنها : أن الباء حرف عامل ومتصرف في غيره ، فظهر لها من هذا الوجه قدر وقدرة ، فصلحت للابتداء بخلاف الألف فإنه ليس بعامل .
وتاسعها : أن الباء حرف كامل في صفات نفسه : بأنه للإلصاق ، والاستعانة ، والإضافة ، مكمل لغيره : بأن يخفض الاسم التابع له ويجعله مكسوراً متصفاً بصفات
نفسه ، وله علو وقدرة في تكميل الغير بالتوحيد والإرشاد ، كما أشار إليه سيدنا علي بقوله : ( أنا النقطة تحت الباء ) . فالباء له مرتبة الإرشاد ، والدلالة على التوحيد .
وعاشرها : أن الباء حرف شفوي تنفتح الشفة به ما لا تنفتح بغيره من الحروف الشفوية ، ولذلك كان أول انفتاح فم الذرة الإنسانية في عهد : ] أَلَسْتُ بِرَبِّكُم [([26]) بالباء في جواب بلى . فلما كان الباء أول حرف نطق به الإنسان وفتح به فمه وكان مخصوصاً بهذه المعاني : اقتضت الحكمة الإلهية اختياره من سائر الحروف ، فاختارها ، ورفع قدرها ، وأظهر برهانها ، وجعلها مفتاح كتابه ومبدأ كلامه وخطابه تعالى وتقدس »([27]) . 
« جعل الحق حرف الباء أول القرآن في كل سورة ، لأن أول ما بينك وبين ذاته سبحانه ظلمة وجودك ، فإذا فنى ولم يبق إلا هو كانت أسماؤه وصفاته التي هي منه حجاب عليك فتلك جميعها نورانية ، ألا ترى أن بسم الله الرحمن الرحيم كلها حروف »([28]) .
يقول الشيخ أبن علوية المستغانمي :
« عندما عرفت الباء منـزلتها عند الألف قامت بما وجب عليها تعريفاً وتكليفاً ، فمن التعريف : التصاقها ببقية الحروف ، لأنها من جنسها ، بخلاف الألف ، فإنه لا يتصل بالحروف إذا كان في أولها  ، إنما الانتهاء اليه : ] وإن إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى [([29]) . وإن خصصت الباء بمعاني كثيرة فثمرة جميع معانيها راجعة لمعرفة الألف فنقول : هي سبب أو باب للدخول على الألف »([30]) .
يقول الإمام القشيري :
« الباء مكسورة في نفسها ... ونَقْطها الذي تتميز به عن غيرها واحد ، وهو نهاية القلة ، ثم موضع هذه النقطة أسفل الحرف ، فهي تشير إلى التواضع والخضوع بكل وجه …
ويقال : الباء تشير إلى بيان قلوب أهل الحقائق بلطائف المكاشفات بما يختصهم الحق – سبحانه – بذلك من دون الخلق ، فهم على بيان مما يخفى على الخلق ، فالغيب لهم كشف ، والخبر لهم عيان ، وما للناس علم فلهم وجود » ([31]) .
 يقول الشيخ محيي الدين الطعمي :
يقول : « قيل له [ موسى u ] فيه : ] وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْني [([32]) وقيل
لمحمد  وهو أعز من موسى من مقام السؤالات الذاتية : ] فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا[([33]) .
فمحمد  ولج الذات بحرف الباء ، وموسى لم يلج بحرف على .
والباء أفادت ما لم يفده حرف على ، فإن الباء هنا للإلصاق أي : فإنك يا محمد في عيني وداخلها ، أما على فهي لا تفيد سوى الاستعلاء والسطحية ولا تفيد الولوج ، فالباء أخطر في المقام من على » ([34]) .



النقطة البائية : هي نقطة باء البسملة والإشارة إليها في قوله تعالى : ] أَلَمْ تَرَ إلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً [([35]) ، حيث أن مد الظل عبارة عن انبساط النقطة الوجودية وتعينها بتعينات الحروف الإلهية والكونية ([36]) .
تقول : « نقطة الباء [ عند ابن عربي ] : هي تشير إلى وجود العالم ، أي : الموجودات . ووقوعها تحت الباء تمثيل لتبعية الموجودات للتعين الأول ، وهي رمز الإنسان الكامل عند الصوفية »([37]) .
[ إضافة ] :
وأضافت الدكتورة على أن نقطة الباء ترمز عند الصوفية إلى الإنسان الكامل ، بقولها : لذلك كثرت أقوال الصوفية في تعريفهم أنفسهم أنهم نقطة الباء ، ومن ذلك :
يقول ابن عربي : « الإنسان الكامل : هو عين الأعيان ... لأنه النقطة التي تحت الباء ومحل الفيض »([38]) .
و « ... قال أمير المؤمنين علي  : أنا نقطة باء بسم الله »([39]) .
و « قيل للشبلي t : أنت الشبلي ؟
فقال : أنا النقطة التي تحت الباء »([40]) .
ونقل عن الشبلي قوله أيضاً : يقول : « أنا النقطة التي تحت الباء ، أعني أنا العبد المميز بالذلة عن العابد الموصوف بالعزة »([41]) ...([42]) .
 يقول الشيخ أبن علوية المستغانمي :
« في الخبر أن : ( كل ما في الصحف في الكتب الأربعة ، وكل ما في الكتب الأربعة في القرآن العظيم ، وكل ما في القرآن العظيم في فاتحة الكتاب ، وكل ما في فاتحة الكتاب في البسملة ، وكل ما في البسملة في بائها ، وكل ما في الباء في نقطتها ) ، فتحصل من هذا أن الكتب المنـزلة على الأنبياء من أبينا آدم إلى سيدنا محمد مع ألفاظها ومعانيها وأحكامها مجتمعة في نقطة الباء مع صغر جرمها … إن نقطة الباء : جامعة لسائر
الأحكام ، والرسوم ، والمعارف ، والفهوم »([43]) .




[1] - المعجم العربي الاساسي – ص126 .
[2] - د . علي زيعور – التفسير الصوفي للقرآن عند الصادق – ص125 .
[3] - الشيخ أبو سعيد بن أبي الخير – مخطوطة المقامات الأربعين - ص 5 .
[4] - الحديد : 9 .
[5] – قاسم محمد عباس ، حسين محمد عجيل – رسائل ابن عربي ، شرح مبتدأ الطوفان ورسائل أخرى – ص 249 ( بتصرف ) .
[6] - الشيخ ابن عربي – كتاب الميم والواو والنون – ص 8 9 . 
[7] - الشيخ ابن عربي – ذخائر الأعلاق – ص 148 .
[8] - عبد القادر أحمد عطا – التفسير الصوفي للقرآن– تحقيق لكتاب ( إعجاز البيان في تأويل أم القرآن للقونوي ) – ص243 .
[9] - الشيخ كمال الدين القاشاني اصطلاحات الصوفية ص 35 .
[10] - الشيخ أحمد بن المبارك – الإبريز – ص 153 . 
[11] - الشيخ علي البندنيجي – مخطوطة شرح العينية – ص 28 ( بتصرف ) .
[12] - الشيخ حسين الحصني الشافعي – مخطوطة شرح أسماء الله تعالى الحسنى ( تأديب القوم ) – ص 13 ( بتصرف ) .
[13] - تفسير القرطبي ج: 20 ص: 114 ، انظر فهرس الأحاديث .
[14] - د . مارتن لنجز – الشيخ أحمد العلوي الصوفي المستغانمي الجزائري – ص 160 .
[15] - د . مارتن لنجز – الشيخ أحمد العلوي الصوفي المستغانمي الجزائري – ص 153 .
[16] - النجم : 9 ، 10 .
[17] - الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد – ص 25 .
[18] – الحافظ رجب البرسي – مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين - ص 20 .
[19] - د . عبد الحميد صالح حمدان – علم الحروف وأقطابه – ص 41 .
[20] - د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 181 .
[21] - ورد بصيغة اخرى في كشف الخفاء ج: 1 ص: 311 برقم  827 ،  انظر فهرس الأحاديث .
[22] - د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 182 هامش (3) .
[23] - محمد غازي عرابي – النصوص في مصطلحات التصوف – ص 94 .
[24] - لزيادة الاطلاع على تفسير الألفاظ التي ذكرت في هذه الخصائص انظر البحث الخاص بها في مصطلح ( الحروف ) .  
[25] - الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 1 ص 74 .
[26] - الأعراف : 172 .
[27] - الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج  1 ص 7 .
[28] - الشيخ عبد الكريم الجيلي – الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم – ص12 .
[29] - النجم : 42 .
[30] - الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد – ص 28 .
[31] - الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج 1 ص 516 – 517 .
[32] - طه : 39 .
[33] - الطور : 48 .
[34] - الشيخ محيي الدين الطعمي – فناء اللوح والقلم في شرح فصوص الحكم – ص 32 .
[35] - الفرقان : 45 .
[36] - الشيخ ابن عربي – مخطوطة مرآة العارفين مظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين – ص 6 .
[37] - د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 181 .
[38] - الشيخ ابن عربي – مخطوطة معرفة الكنـز العظيم – ورقة 154 أ .
[39] - الشيخ ابن عربي - مخطوطة الأجوبة عن الإنسان الكامل – ورقة 222ب .
[40] - الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج1 ص 102 .
[41] - عبد الرحمن الكردي – مخطوطة شرح الجلالة – ص 1 .
[42] - انظر : د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 181 – 182 .
[43] - الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية – ص9 .

Tidak ada komentar:

Posting Komentar