===================
«
الباء الحرف الثاني من حروف الهجاء ، وهو صوت شفوي ، شديد ، انفجاري ، مجهور ، مرقق
»([1]) .
يقول
: « الباء : بقاؤه [ تعالى ]… باب النبوة …بهاء الله »([2])
.
يقول
: « ب [ باعتبار التصوف ] : بذل الروح ، وترك الفتوح »([3]).
الباء : هو ناظر الحق ، أنزله
الله تعالى في الآيات البينات من بحر الحيوان إلى البدء اللازم في الإنسان ، وإليه
الإشارة بقوله تعالى : ] هُوَ الَّذي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ
بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النّورِ وإن اللَّهَ بِكُمْ
لَرَؤوفٌ رَحيمٌ
[([4])
..([5])
.
ويقول
: « الباء : لها رتبة العقل الأولى ، لأنه الموجود الثاني ، أي : في
الرتبة الثالثة من الوجود »([6])
.
ويقول
: « الباء : هو مقام العقل الذي هو في ثاني مرتبة من الوجود
، كما أن الباء في المرتبة الثانية من الحروف »([7])
.
يقول
: « الباء … هي أول المراتب العددية »([8]) .
يقول
: « الباء : إن كانت مفتوحة : فهي إشارة إلى الشيء الذي هو في غاية
العز أو في غاية الذل ، وإن كانت مكسورة : فهي إشارة إلى ما دخل أو هو داخل على
الذات ، وإن كانت مضمومة : فهي إشارة معها قبض »([10])
.
الباء : هي الزمردة والنفس الكلية
، وهي تقبل البسط والتلوين والاحتجاب بظهور الكثرة ([11])
.
الباء : هي المرتبة الثانية لحركة
صورة الألف الرقمية في عالم الرقم ، وهو أول معلوم ظهر من حضرة الوحدانية
الألفية ([12])
.
يقول
: « الباء : هي أول صورة ظهر بها الألف ، ولهذا تجلى فيها بما لم
يتجلَّ به في غيرها : ] خلق الله آدم على صورته [([13])»([14])
.
ويقول
: « كلما ذكرت الباء فنعني به :
التجلي الأخير المعبر عنه : بالروح الأعظم »([15])
.
ويقول
: « الباء : هي أول صورة ظهر بها الألف ، ولهذا تجلى فيها
بما لم يتجل به في غيرها ، أي بصفتها الخاصة . وسبب ذلك عدم الواسطة بينهما ، وما
قارب للشيء يعطي حكمه : ] فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنى . فَأَوْحى إلى
عَبْدِهِ ما أوحى
[([16]) ، وقد يظهر في القريب ما لا
يظهر في البعيد ، ولا أرى في الحروف ما هو أقرب للألف من الباء »([17])
.
يقول
: « الباء : هي أول وحي نزل على رسول الله
، وأول صحيفة آدم ، ونوح ، وإبراهيم »([18])
.

يقول
: « حرف الباء : وهو حرف ظلماني وسر روحاني ، فالاسم منه بديع »([19])
.
تقول : « الباء [ عند ابن عربي ]
: هي دليل الصفة في مقابل الألف دليل الذات ، وهي رمز للتعين الأول الذي يشكل
وسطاً بين الواحد والكثير »([20])
.
وتقول
: « الباء : هي رمز إلى حقيقة
الحقائق التي ظهر بها الوجود استناداً إلى
الحديث : ] أول ما خلق الله نوري ومن نوري خلق كل شيء [([21]) ، فالباء هي رمز النور المقصود بالحديث »([22]) .
الحديث : ] أول ما خلق الله نوري ومن نوري خلق كل شيء [([21]) ، فالباء هي رمز النور المقصود بالحديث »([22]) .
يقول
: « الباء : هو انبساط العالم الهيولاني لتقبل الفعل
الرحماني ، ورُمز إلى الفعل الأخير بالنقطة الموجودة تحت الباء ، إذ أن لكل مكان
مهما صغر مركزاً وهو العين الإلهية عبر عنها بالنقطة »([23])
.
نقول : الباء : هو البرزخ بين الألف وبقية الحروف ، أي أنه الجامع لهم
والمفرق في الوقت نفسه ، وهو بهذا يرمز إلى الوساطة من حيث الوجود والمعرفة بين
الوحدة ( الألف ) والكثرة ( الحروف ) ، أو بين الله والعالم .
والباء : هو الباب بين عالم الغيب الروحاني وعالم الشهادة الكوني ، ولهذا كان
ابتداء القرآن الكريم به .
يقول الشيخ
الأكبر ابن عربي
:

« الباء : من عالم الملك والشهادة والقهر . مخرجه
: من الشفتين . عدده : اثنان . بسائطه : الألف والهمزة واللام والفاء والهاء
والميم والزاي . فلكه : الأول . له الحركة
المذكورة . يتميز : في عين صفاء الخلاصة ، وفي خاصة الخاصة . له : بداية الطريق وغايته . مرتبته : السابعة . سلطانه : في الجماد . طبعه : الحرارة ، واليبوسة . عنصره : النار . يوجد
عنه ما يشاكل طبعه . حركته : ممتزجة . له : الحقائق والمقامات والمنازلات . خالص ، كامل ، مربع ، مؤنس . له الذات ، ومن الحروف : الألف والهمزة ، ومن الأسماء كما
تقدم »([25]) .
المذكورة . يتميز : في عين صفاء الخلاصة ، وفي خاصة الخاصة . له : بداية الطريق وغايته . مرتبته : السابعة . سلطانه : في الجماد . طبعه : الحرارة ، واليبوسة . عنصره : النار . يوجد
عنه ما يشاكل طبعه . حركته : ممتزجة . له : الحقائق والمقامات والمنازلات . خالص ، كامل ، مربع ، مؤنس . له الذات ، ومن الحروف : الألف والهمزة ، ومن الأسماء كما
تقدم »([25]) .
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
«
الحكمة في افتتاح الله بالباء عشرة معان :
أحدها
: أن في الألف ترفعاً وتكبراً وتطاولاً ، وفي الباء انكساراً وتواضعاً وتساقطاً
...
وثانيها
: أن الباء مخصوصة بالإلصاق بخلاف أكثر الحروف خصوصاً الألف من حروف القطع .
وثالثها
: أن الباء مكسورة أبداً ، فلما كانت فيها كسرة وانكسار في الصورة والمعنى وجدت
شرف العندية من الله تعالى ...
ورابعها
: أن في الباء تساقطاً وتكسراً في الظاهر ، ولكن رفعة درجة وعلو همة في الحقيقة ،
وهي من صفات الصديقين ، وفي الألف ضدها . أما رفعة درجتها : فبأنها أعطيت نقطة
وليست للألف هذه الدرجة . وأما علو الهمة : فإنه لما عرضت عليها النقط ما قبلت إلا
واحدة ليكون حالها كحال محب لا يقبل إلا محبوباً واحداً .
وخامسها
: أن في الباء صدقاً في طلب قربة الحق ، لأنها لما وجدت درجة حصول النقطة وضعتها
تحت قدمها وما تفاخرت بها ، ولا يناقضه الجيم والياء ، لأن نقطهما في وضع الحروف
ليست تحتهما بل في وسطهما ، وإنما موضع النقط تحتهما عند اتصالهما بحرف آخر لئلا
يشتبها بالخاء والتاء بخلاف الباء ، فإن نقطتها موضوعة تحتها سواء كانت مفردة أو
متصلة بحرف آخر .
وسادسها
: أن الألف حرف علة بخلاف الباء .
وسابعها
: أن الباء حرف تام متبوع في المعنى ، وإن كان تابعاً صورة من حيث أن موضعه بعد
الألف في وضع الحروف : وذلك لأن الألف في لفظ الباء يتبعه بخلاف لفظ الألف ، فإن
الباء لا يتبعه والمتبوع في المعنى أقوى .
وثامنها
: أن الباء حرف عامل ومتصرف في غيره ، فظهر لها من هذا الوجه قدر وقدرة ، فصلحت
للابتداء بخلاف الألف فإنه ليس بعامل .
وتاسعها
: أن الباء حرف كامل في صفات نفسه : بأنه للإلصاق ، والاستعانة ، والإضافة ، مكمل
لغيره : بأن يخفض الاسم التابع له ويجعله مكسوراً متصفاً بصفات
نفسه ، وله علو وقدرة في تكميل الغير بالتوحيد والإرشاد ، كما أشار إليه سيدنا علي
بقوله : ( أنا النقطة تحت الباء ) . فالباء له
مرتبة الإرشاد ، والدلالة على التوحيد .
نفسه ، وله علو وقدرة في تكميل الغير بالتوحيد والإرشاد ، كما أشار إليه سيدنا علي

وعاشرها
: أن الباء حرف شفوي تنفتح الشفة به ما لا تنفتح بغيره من الحروف الشفوية ، ولذلك
كان أول انفتاح فم الذرة الإنسانية في عهد : ] أَلَسْتُ بِرَبِّكُم [([26]) بالباء في جواب بلى . فلما
كان الباء أول حرف نطق به الإنسان وفتح به فمه وكان مخصوصاً بهذه المعاني : اقتضت
الحكمة الإلهية اختياره من سائر الحروف ، فاختارها ، ورفع قدرها ، وأظهر برهانها ،
وجعلها مفتاح كتابه ومبدأ كلامه وخطابه تعالى وتقدس »([27])
.
«
جعل الحق حرف الباء أول القرآن في كل سورة ، لأن أول ما بينك وبين ذاته سبحانه
ظلمة وجودك ، فإذا فنى ولم يبق إلا هو كانت أسماؤه وصفاته التي هي منه حجاب عليك
فتلك جميعها نورانية ، ألا ترى أن بسم الله الرحمن الرحيم كلها حروف »([28]) .
يقول
الشيخ أبن علوية المستغانمي :
« عندما عرفت الباء منـزلتها
عند الألف قامت بما وجب عليها تعريفاً وتكليفاً ، فمن التعريف : التصاقها ببقية
الحروف ، لأنها من جنسها ، بخلاف الألف ، فإنه لا يتصل بالحروف إذا كان في
أولها ، إنما الانتهاء اليه : ]
وإن إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى
[([29])
. وإن خصصت الباء بمعاني كثيرة فثمرة جميع معانيها راجعة لمعرفة الألف فنقول : هي
سبب أو باب للدخول على الألف »([30]) .
يقول
الإمام القشيري :
« الباء مكسورة في نفسها ... ونَقْطها الذي
تتميز به عن غيرها واحد ، وهو نهاية القلة ، ثم موضع هذه النقطة أسفل الحرف ، فهي تشير إلى التواضع والخضوع بكل
وجه …
ويقال :
الباء تشير إلى بيان قلوب أهل الحقائق بلطائف المكاشفات بما يختصهم الحق – سبحانه
– بذلك من دون الخلق ، فهم على بيان مما يخفى على الخلق ، فالغيب لهم كشف ، والخبر
لهم عيان ، وما للناس علم فلهم وجود » ([31]) .
يقول الشيخ محيي الدين الطعمي
:
يقول
: « قيل له [ موسى u ] فيه : ] وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْني [([32]) … وقيل
لمحمد
وهو أعز من موسى من مقام السؤالات الذاتية : ] فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا[([33]) .
لمحمد

فمحمد
ولج الذات بحرف الباء ، وموسى لم يلج بحرف على .

والباء
أفادت ما لم يفده حرف على ، فإن الباء هنا للإلصاق أي : فإنك يا محمد في عيني
وداخلها ، أما على فهي لا تفيد سوى الاستعلاء والسطحية ولا تفيد الولوج ، فالباء
أخطر في المقام من على » ([34]) .
النقطة البائية : هي نقطة باء البسملة
والإشارة إليها في قوله تعالى : ] أَلَمْ تَرَ إلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ
وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً [([35]) ، حيث أن مد الظل عبارة عن
انبساط النقطة الوجودية وتعينها بتعينات الحروف الإلهية والكونية ([36])
.
تقول
: « نقطة الباء [ عند ابن عربي ] : هي تشير إلى وجود العالم ، أي :
الموجودات . ووقوعها تحت الباء تمثيل لتبعية الموجودات للتعين الأول ، وهي رمز
الإنسان الكامل عند الصوفية »([37])
.
[ إضافة ] :
وأضافت
الدكتورة على أن نقطة الباء ترمز عند الصوفية إلى الإنسان الكامل ، بقولها : لذلك
كثرت أقوال الصوفية في تعريفهم أنفسهم أنهم نقطة الباء ، ومن ذلك :
يقول
ابن عربي : « الإنسان الكامل : هو عين الأعيان ... لأنه النقطة التي تحت الباء
ومحل الفيض »([38])
.
و
« ... قال أمير المؤمنين علي
: أنا نقطة باء بسم الله »([39])
.

و
« قيل للشبلي t : أنت الشبلي ؟
فقال
: أنا النقطة التي تحت الباء »([40])
.
ونقل
عن الشبلي قوله أيضاً : يقول : « أنا النقطة التي تحت الباء ، أعني أنا العبد
المميز بالذلة عن العابد الموصوف بالعزة »([41])
...([42])
.
يقول الشيخ أبن علوية المستغانمي
:
«
في الخبر أن : ( كل ما في الصحف في الكتب الأربعة ، وكل ما في الكتب الأربعة في
القرآن العظيم ، وكل ما في القرآن العظيم في فاتحة الكتاب ، وكل ما في فاتحة
الكتاب في البسملة ، وكل ما في البسملة في بائها ، وكل ما في الباء في نقطتها ) ،
فتحصل من هذا أن الكتب المنـزلة على الأنبياء من أبينا آدم إلى سيدنا محمد
مع ألفاظها ومعانيها وأحكامها مجتمعة
في نقطة الباء مع صغر جرمها … إن نقطة الباء : جامعة لسائر
الأحكام ، والرسوم ، والمعارف ، والفهوم »([43]) .

الأحكام ، والرسوم ، والمعارف ، والفهوم »([43]) .
[1]
- المعجم العربي الاساسي – ص126 .
[2]
- د . علي زيعور – التفسير الصوفي للقرآن عند الصادق – ص125 .
[3]
- الشيخ أبو سعيد بن أبي الخير – مخطوطة المقامات الأربعين - ص 5 .
[4]
- الحديد : 9 .
[5]
– قاسم محمد عباس ، حسين محمد عجيل – رسائل ابن عربي ، شرح مبتدأ الطوفان ورسائل
أخرى – ص 249 ( بتصرف ) .
[7]
- الشيخ ابن عربي – ذخائر الأعلاق – ص 148 .
[8]
- عبد القادر أحمد عطا – التفسير الصوفي للقرآن– تحقيق لكتاب ( إعجاز البيان في
تأويل أم القرآن للقونوي ) – ص243 .
[10]
- الشيخ أحمد بن المبارك – الإبريز – ص 153 .
[11]
- الشيخ علي البندنيجي – مخطوطة شرح العينية – ص 28 ( بتصرف ) .
[12]
- الشيخ حسين الحصني الشافعي – مخطوطة شرح أسماء الله تعالى الحسنى ( تأديب القوم
) – ص 13 ( بتصرف ) .
[13]
- تفسير القرطبي ج: 20 ص: 114 ، انظر فهرس الأحاديث .
[14]
- د . مارتن لنجز – الشيخ أحمد العلوي الصوفي المستغانمي الجزائري – ص 160 .
[15]
- د . مارتن لنجز – الشيخ أحمد العلوي الصوفي المستغانمي الجزائري – ص 153 .
[16]
- النجم : 9 ، 10 .
[17]
- الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد – ص 25
.
[18]
– الحافظ رجب البرسي – مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين - ص 20 .
[19]
- د . عبد الحميد صالح حمدان – علم الحروف وأقطابه – ص 41 .
[20]
- د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 181 .
[21]
- ورد بصيغة اخرى في كشف الخفاء ج: 1 ص: 311 برقم 827 ، انظر فهرس الأحاديث .
[22]
- د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 182 هامش (3) .
[23]
- محمد غازي عرابي – النصوص في مصطلحات التصوف – ص 94 .
[24]
- لزيادة الاطلاع على تفسير الألفاظ التي ذكرت في هذه الخصائص انظر البحث الخاص
بها في مصطلح ( الحروف ) .
[25]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 1 ص 74 .
[26]
- الأعراف : 172 .
[27]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 1 ص 7 .
[28]
- الشيخ عبد الكريم الجيلي – الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم – ص12 .
[29]
- النجم : 42 .
[30]
- الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد – ص 28
.
[31]
- الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج 1 ص 516 – 517 .
[32]
- طه : 39 .
[33]
- الطور : 48 .
[34]
- الشيخ محيي الدين الطعمي – فناء اللوح والقلم في شرح فصوص الحكم – ص 32 .
[35]
- الفرقان : 45 .
[36]
- الشيخ ابن عربي – مخطوطة مرآة العارفين مظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين – ص
6 .
[37]
- د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 181 .
[38]
- الشيخ ابن عربي – مخطوطة معرفة الكنـز العظيم – ورقة 154 أ .
[39]
- الشيخ ابن عربي - مخطوطة الأجوبة عن الإنسان الكامل – ورقة 222ب .
[40]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج1 ص 102 .
[41]
- عبد الرحمن الكردي – مخطوطة شرح الجلالة – ص 1 .
[42]
- انظر : د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 181 – 182 .
[43]
- الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق
الصوفية – ص9 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar