بِسمِ
اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
أفتتح تحبير أبراد إيراد الأخبار المحمدية،
مهذبا حواشيها بفرائد فوائد بسم الله، وأشنف آذان الأسماع بمنثور لآلئ الليالي
الإسرائية، رافعا أكف الافتقار لاستمطار غوادي بركات شكره وثناه، وأعطر معاطس
المحافل بنشر خصوص نصوص خصائصه العبهرية، مرشفا أفواه المسامع حُمَيّا وصفه البديع
من كؤوس الشفاه، وأستنزل من صيب الفيض الإلهي ديم صلوات مسكية، يغمر غيداقها جدث
صفي حضرة القدس ومجتباه، الأب الأكبر والجد الأعلى الذي سعد الكون بطوالعه
الأسعدية، وسادت أمته بـ (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر وتؤمنون بالله)، التعيين الأول والكنز المطلسم والدرة الحجبية، والنور
المبين الذي اكتحلت أعين الوجود بإثمد رؤياه، وأستمنح مانح المنح نوافح تسليمات
عنبرية، تعطر أضرحة آله وأصحابه الجحاجحة السراه، وأستدر درر التوفيق والإعانة
وخلوص النية، فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نواه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
وبعد، فلما كان حاملو أعباء الوراثة
المصطفوية، قد ضمخوا وجوه الطروس بعنبر مداد أخبار ليلة مسراه، وفاض جعفر الفيض
بحسن المواهب اللدنية، وسطع الضوء الوهاج المحمدي وضاء سناه، لمعت بصيرة الناهج
نهجهم القويم لامعة ربانية، فأنار بارق لمعها الباهر سواده وسويداه، وسفحت على
أصداف أفكاره سافحة صمدانية، فانفلقت في عباب البراعة عن الدرر المنتقاة، فأقول:
اختلف في الإسراء والمعراج علماء الملة الحنيفية، والأصح أنهما بروحه وجسده يقظة
إلى مقام المكافحة والمناجاة، واختلف في زمنهما والراجح أنه قبل الهجرة بسنة
هلالية، في أواخر رجب واعتمده الجمهور من ثقات الرواة، وحديث المعراج رواه الجم
الغفير من أصحاب خير البرية، ورواه عنهم كل حافظ اعتمد صحة ما رواه، فلننشر مطوي
معنى القصة على فسيح أندية المسامع الندية، لتنشق مشام أسماع الحاضرين طيب رياه،
فنقول:
بينما
النبي صلى الله عليه وسلم نائم بين رجلين في حجر تلك القواعد الإبراهيمية، إذا
بجبريل وميكائيل ومهما ملك آخر يتساءلون عن حليته الشريفة وحلاه، فقال أحدهم: أيهم
هو؟ فمضت ليلتان على هذه الكيفية، وفي الليلة الثالثة أتوا به زمزم وجبريل تولاه،
وطلب من ميكائيل طستا من المياه الزمزمية، فشرحا صدره وأخرجا قلبه وغسلاه، ثم أتي
بطست ثم أتي بطست ممتلئ إيمانا ومعاني حكمية، فأفرغاه في صدر ه الشريف وملآه حلما
وعلما ويقينا وإسلاما وخاطاه، وختما بين كتفيه بخاتم النبوة الختمية، وأتي بالبراق
مسرجا ملجما يضع حافره حيث أدرك طرفه منتهاه، له
أظلاف
وذنب كالبقر وقوائم إبلية، إذا صعد ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه، فاستصعب
فقال له جبريل: أما تستحي يا براق فورب النشأة الوجودية، ما ركبك خلق أكرم منه على
مولاه، فاستحيا وارفض عرقا وقر حتى ركبه خطيب المشاهد الحشرية، فسار وجبريل عن
يمناه وميكائيل عن يسراه، فإذا هو بأرض ذات نخيل دانية جنية، فقال جبريل صل هنا
فهذه طيبة وبها الهجرة والوفاة، ثم سار فقال جبريل: صل هنا بهذه البريّة، فإذا هو عند
شجرة موسى الذي فلق البحر بعصاه، ثم سار فقال جبريل: صل هاهنا بمعاهد التجليات
الإلهية، فإذا هو بطور سيناء حيث كلم الله موسى وناداه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ثم بلغ صلى الله عليه وسلم أرضا ذات قصور
شامخة علية، فقال جبريل: صل هنا، فإذا هو ببيت لحم حيث ولد عيسى الذي أتي الحكم في
صباه، وبينما هو يسير إذ رأى عفريتا يطلبه بشعلة نارية، وكلما التفت صلى الله عليه
وسلم رآه، فقال جبريل: ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن خر لفيه على الفورية؟ فقال عليه
الصلاة والسلام: بلى، مستوثقا من التوكل على الله بعراه، فدعا فكب لفيه وطفئت
شعلته الجهنمية، فرأى يزرعون ويحصدون في يومين فسأل: من هم؟ قيل: المجاهدون في
سبيل الله من عاداه، ووجد ريحا طيبة شذية، فإذا هي رائحة ماشطة بنت فرعون، بينما
هي تمشط إذ سقط المشط من يدها فقالت: بسم الله تعس فرعون ما أضله وأغواه، فقالت
ابنته: أو لك رب غير أبي؟ لنمو العتو والجاهلية، قالت: نعم ربنا الذي ذرأ أباك
وبراه، فأخبرت أباها فدعاها واستولت عليه التسويلات النفسية، فقال: ألك رب غيري؟
قالت: نعم، ربي وربك الله، وكان لها ابنان وزوج فاستمالهما فأبوا إلا الفطرة
الإسلامية، فألقاهم في بقرة من نحاس محماة، وتكلم طفل منهم لم يفطم عن ارتضاع ضرع
الطفولية، وقال: قعي ولا تقاعسي فإنك على الحق يا أماه، ومر صلى الله عليه وسلم
على قوم ترضخ رؤوسهم وتعود كما كانت سوية، فسأل من هم؟ قال: هم الذين تتثاقل
رؤوسهم عن الصلاة، ومر صلى الله عليه وسلم بقوم على أدبارهم وأقبالهم رقاع يغصون
بطلع الشجر الزقومية، فسأل من هم؟ قال: هم الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلموا
ولكن لكل ما جناه، ومر صلى الله عليه وسلم بلحم نضيج ونيئ وقوم يدعون نضيجه
ويأكلون نيه، فسأل ما هذا؟ قال: مثل الزوجين من أمتك يكون عندهما الحلال فيأتيان
الحرام وهم الزناة، ومر صلى الله عليه وسلم بخشبة على الطريق لا يمر بها شئ إلا
مزقت عاليه ودنيه، فسأل عنها، قال: هي مثل أقوام من أمتك يقطعون السبيل وهم
البغاة، وتلا جبريل من صريح الآيات القرآنية، (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون
عن سبيل الله).
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ومر صلى الله عليه وسلم برجل يسبح في نهر من
دم ويلقم حجارته وأقذاره البذية، فسأل من هذا؟ قال هذا آكل سحت المراباة، ومر صلى
الله عليه وسلم برجل يحمل حزمة يعجز عن حملها وهو يزيدها بعزمة قوية، فسأل عنه،
قال: هذا تكون عنده الأمانات يقصر عن أدائها ويريد أن يتحمل ما لا يقواه، ومر صلى
الله عليه وسلم بقوم تقرض ألسنتهم بمقاريض حديدية، كلما قرضت عادت لا يفتر عنهم
قدر سنة وانتباه، فسأل من هم؟ قال: خطباء الفتنة، خطباء أمتك الأمية، الذين يقولون
ما لا يفعلون، فنستمنحه العافية مما لا يرضاه، ومر صلى الله عليه وسلم بقوم يخمشون
وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية، فسأل من هم؟ قال هم الذين يغتابون المسلم المؤمن
ويمزقون فراه، ومر صلى الله عليه وسلم بجحر يخرج منه ثور يريد أن يرجع فلا يستطيع
بالكلية، فسأل عنه، قال: هو الذي يتكلم الكلام ويندم فلا يستطيع رد ما يكرهه
ويأباه، ومر صلى الله عليه وسلم بواد فوجد صوتا طيبا وريحا باردة عطرية، فسأل عنه،
قال: صوت الجنة تقول: رب آتني ما وعدتني فقد كثر في ما لا نظائر له ولا أشباه، فقال:
لك كل مسلم ومسلمة ومن عمل صالحا ولم يشرك بي وصدق نبيه، ومن سألني أعطيته، ومن
توكل علي كفيته وجعلتك جزاه، ومر صلى الله عليه وسلم بواد فوجد صوتا منكرا وريحا
منتنة صديدية، فسأل عنه، قال: صوت جهنم تقول: رب آتني ما وعدتني فقد زار في ما لا
يقواه العصاة، قال: لك كل مشرك ومشركة وجبار وشقي وشقية، فقالت: رب رضيت بما
ترضاه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ورأى صلى الله عليه وسلم الدجال بصورته رؤية
عين لا رؤيا منامية، وسئل كيف رأيته؟ قال: فيلمانيا أقمر، أعاذنا الله من فتنته
وبلاه، ومر صلى الله عليه وسلم بعمود تحمله الملائكة قد أخجلت أضواؤه الكواكب
الزهرية، قال: ما تحملون؟ قالوا: عمود الإسلام، أمرنا أن نضعه بالشام مولانا تعالى
علاه، وبينما هو يسير إذ دعاه عن يمينه داعي اليهودية فسكت، فقال جبريل عليه
السلام: لو أجبته لتهود جمع من أمتك وضل عن هداه، وبينما هو يسير إذ دعاه عن شماله
داعي النصرانية فسكت، فقال:
جبريل
عليه السلام: لو أجبته لارتعت أمتك خمائل التنصر واستعذبت جناه، وبينما هو يسير إذ
هو بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها أفخر حلة حلية، فنادته فسكت، فقال جبريل عليه
السلام: تلك الدنيا، لو أجبتها لاختار جمع من أمتك دنياه على أخراه، وبينما هو
يسير فإذا هو بشيخ يدعوه متنحيا عن الطريق والطريقة الإيمانية، يقول: هلم يا محمد،
فقال جبريل: سر! فهذا العدو الذي أخرج آدم من جنة مأواه، أراد أن تميل إليه وتتبع
ضلاله وغيه، لكن الكريم يحمي جنابك العظيم وحماه، ومر صلى الله عليه وسلم على جانب
الطريق بعجوز غابرية، فسألته الانتظار لتسأله فلم تصغ لقولها أذناه، فسأل عنها،
فقيل: لم يبق من عمر الدنيا إلا ما بقى من عمر تلك العجوز بقية، ثم لقيه خلق كأن
وجه كل واحد منهم مصباح في مشكاة، فقالوا: السلام عليك يا أول يا آخر يا حاشر، فرد
التحية، ثم لقيه الثانية والثالثة فقالوا له مثل ذلك بلفظه ومعناه، فسأل من هم؟
قال: إبراهيم وموسى وعيسى بن مريم البرة التقية، على نبينا وعليهم من الله وافر
تحاياه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ومر صلى الله عليه وسلم بموسى وهو يصلي في
قبره وعند الكثب الأحمر من الأباطح القدسية، يقول برفع صوته: فضلته وأكرمته، فدفع
إليه مسلما فرد وحياه، وقال: من هذا يا جبريل؟ قال: ذات محمد النورانية، فرحب به
وأثنى عليه وقال: سل لأمتك اليسر والنجاة، فسأل صلى الله عليه وسلم من هذا؟ قال:
موسى رسول الأمة الإسرائيلية، قال: ومن يعاتب؟ قال: يعاتب الذي كلمه بطور سيناه،
قال: ويرفع صوته على عالم الأسرار الخفية؟ قال: إنه قد عرف حدته التي فطره عليها
وسواه، ومر صلى الله عليه وسلم على شجرة تحتها شيخ وعياله فرأى ضوء مصابيح سنية،
قال: من هذا؟ قال: أبوك إبراهيم فسلم عليه، فرد رحب به وأثنى عليه بجميل سجاياه،
فسأل من هذا؟ قال: ابنك أحمد طراز الرفارف العرشية، الصادحة حمائم الكتب القديمة
ببشراه، فقال: مرحبا بأشرف نتائج الصور العدنانية، وأفضل من بلغ الرسالة ونصح
الأمة وقام بالواجب وأداه، فسار حتى وادي المدينة المقدسية، فإذا جهنم تنكشف عن
مثل الزرابي ترمي بشرر كالقصر يهول مرآه، فدخل المدينة من باب ناحيتها اليمانية،
وإذا نوران ساطعان عن يسرى المسجد ويمناه، فقال عليه الصلاة والسلام: يا جبريل، ما
هذا النوران قال: الأيسر على قبر مريم الصديقية، والأيمن على محاب داود المنيب
الأواه، فدخل المسجد من باب فيه تميل الشمس والأهلة القمرية، وأتى جبريل الصخرة
بالبراق وأوكاه، فصلى هو وجبريل عليه السلام ركعتين للمسجد تحية، فلم يلبث إلا
يسيرا حتى امتلأت من الخلق زواياه، فعرف النبيين من بين قائم وراكع وساجد بالعبادة
للحضرة القيومية، ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة، فقاموا صفوفا وقدمه جبريل عليه
السلام فصلى ركعتين بتلك الجمعية، وقيل تدافعوا حتى قدموه وفيه إشعار بسمو قدره
وعلاه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ثم لقى صلى الله عليه وسلم أرواح الأنبياء
عليه وعليهم الصلاة والسلام فأثنوا على الله تعالى بما مُنِحُوه من الخصوصية، فقال
عليه الصلاة والسلام: وأنا أثنى علي من يعلم علانية العبد ونجواه، الحمد لله الذي
أرسلني رحمة للعالمين وأنزل علي الفرقان فيه تبيان لكل قضية، وجعل أمتي وسطا وآخر
الخلق بعثا وأولهم في حلول الفردوس وسكناه، وشرح لي صدري ووضع عني الأدران
الوزرية، ورفع لي ذكري فلا يذكره أحد إلا ذكرني وإياه.
وضم
الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق
له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
وجعلني فاتحا خاتما لديوان الرسالة
الرحمانية، فقال إبراهيم عليه السلام: بهذا فضلكم محمد، فأذعن له بذلك الكل وهناه،
ثم تذاكروا أمر الساعة فأجاب عن بعض أشراطها عيسى بن مريم الطاهرة العمرانية،
وأشاعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: بعثت أنا والساعة كهاتين، مشيرا
بمسبحته ووسطاه، وأخذه صلى الله عليه وسلم من العطش ما أخذه فأُتي بقدحي لبن وعسل
أحدهما عن اليمين والثاني عن الناحية الشمالية، فشرب صلى الله عليه وسلم من العسل
قليلا ومن اللبن ما أرواه، وقيل عرضت عليه أوان فيها مياة وألبان وأشربة خمرية،
فشرب من الماء واللبن قليلا ثم قدم له الخمر وقيل اشرب، فقال: قد رويت لا أهواه،
فقال أما أنها ستحرّم على أمتك، أصبت الفطرة الدينية، لو شربت الخمر لغوت أمتك ولو
شربت الماء لغرقت وإنك لمهدي الله تعالى ومصطفاه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ثم أتي بالمعراج الذي تعرج عليه الأرواح عند
حلول المنية، لم تر الخلائق أحسن منه له مراق من الذهب والفضة مرقاة فوق مرقاة،
فصعدا حتى انتهيا إلى أحد أبواب السماء الدنيوية، عليه ملك لم يصعد ولم يهبط إلى
يوم وفاة من في تلك الليلة وافاه، فاستفتح جبريل عليه السلام، قيل: من؟ قال:
جبريل، قيل: من معك؟ قال: الذات الأحمدية، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال:
مرحبا به نعم المأتى مأتاه، ففتح لهما فإذا فيها آدم بذاته البدرية، وتعرض عليه
الأرواح فيأمر بالمؤمنة إلى عليين والكافرة إلى سجين الجحيم ولظاه، فسلم عليه فرد
وسأل عنه قال: أبوك آدم، والذي ترى عن جانبيه نسم الذرية، والباب الأيسر باب جهنم
والأيمن باب الجنة السامي ذراه، فإذا نظر من يدخل الجنة فرح بحلول القصور
الجنانية، وإذا نظر من يدخل جهنم أبكاه، ثم رقى إلى الثانية فاستفتح جبريل عليه
السلام قيل: من معك؟ قال: درة الكنز المخفية، قيل: مرحبا به وأهلا نعم المبدا
مبداه، ففتح لهما فإذا هو بعيسى ويحيى عليهما الصلاة والسلام وقد أخذ كل من أخيه
الشبيهة، فسلم عليهما فردا ورحبا به ودعيا له بخير حين رأياه، ثم رقى إلى الثالثة
فاستفتح جبريل عليه السلام، قيل: من معك؟ قال: نقطة الدائرة الوجودية، قيل: مرحبا
به وأهلا حياه الله من خليفة وحباه، ففتح لهما فإذا هو بيوسف الذي أعطي شطر
المحاسن الجمالية، فسلم عليه فرد ورحب به واستبشر بلقياه،
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ثم رقى إلى الرابعة فاستفتح جبريل عليه
السلام قيل: من معك؟ قال: الذات المصطفوية، قيل مرحبا به وأهلا حياه الله وأحياه،
ففتح لهما فإذا هو بإدريس الذي رفعه الله مكانة علية، فسلم عليه فرد ورحب به ودعا
له بخير دعاه، ثم رقى إلى الخامسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل: من معك؟ قال: سر
الأسرار الملكوتية، قيل مرحبا وأهلا وسهلا بمن أجاب من دعاه، ففتح لهما فإذا هو
بهارون ولحيته تضرب إلى سرته البهية، فسلم عليه فرد ورحب به وأكرم مثواه، ثم رقى
إلى السدسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل: من معك؟ قال: عين الأعيان الإنسانية،
قيل مرحبا وأهلا بشمس أفق الكون وضياه، ففتح لهما فإذا هو بالنبي والنبيين معهم
الرهط والقوم وسواهم وليس معه فرد من الأشباح القرشية، فمر بسواد عظيم فسأل من
هذا؟ قيل: موسى ومن تبعه من قومه وداناه، ولكن ارفع رأسك فرفع، فإذا هو بسواد عظيم
قد سد الجوانب الأفقية، قيل له: هؤلاء أمتك وسواهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير
حساب وجوههم كالبدر ليلة وفاه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ثم رقى إلى السابعة فإذا فوقه رعد وصواعق
ولوامع برقية، فاستفتح جبريل عليه السلام ق: من معك؟ قال: الحبيب الذي خصه الله
تعالى بالشفاعة وارتضاه، ففتح لهما فسمع تسبيح الملائكة الروحانية، تسبح الله
تعالى وتقدسه بألسنة مختلفة اللغات ترجو عفوه ورضاه، فإذا هو بإبراهيم عند باب
الجنة فسلم عليه فرد وقابل بالترحيب لقيه، وقال: مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة،
وغراسها لا حول ولا قوة إلا بالله، ووجد عنده قوما جلوسا بيض الوجوه وقوما في
ألوانهم كدرة جزئية، فدخلوا أنهارا واغتسلوا فيها فصارت ألوانهم مثل أصحابهم
النقاة، فسأل من هم؟ وما هذه الأنهار المخصوصة بهذه المزية؟ قال: قوم خلطوا وقوم
أخلصوا والأنهار نعمة الله ورحماه، وقيل هذا مكان من قضى نحبه على ملتك الحنيفية،
فتهلل عند سماع هذا الخطاب باهر محياه، وإذا هو بأمته شطرين شطر عليهم ثياب بيض
نقية، وشطر عليهم ثياب رمد وهم الذين يخلطون العمل الصالح بأرداه، فدخل البيت
المعمور ومعه الذين عليهم الثياب البيض القرطاسية، وحجب الآخرون وكلا وعد الله
حسناه، فصلى هو والمؤمنون فيه وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفا من الهياكل
الملكية، ولا يعودون إليه إلى يوم الحساب والمجازاة.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ومر صلى الله عليه وسلم على الملأ الأعلى
فإذا جبريل عليه السلام كالحلس البالي من هيبة الربوبية، ثم رفع إلى سدرة المنتهى
التي تأوي إليها أرواح من اتبع دينه ووالاه، فإذا فيها شجرة يخرج منها أنهار من
ماء غير آسن وأهار من لبن لم يتغير طعميَّه، وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من
عسل طاب ورده وصفاه، يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطع ظلالها الوريفية،
الورقة منها تظل الخلق، رواه الطبراني وحكاه، فغشيها من أمر الله تعالى ما غشيها
فلا يستطيع أحد أن يصف محاسنها الذاتية، فقيل له: إلى هنا ينتهي كل أحد من أمتك
خلى على سبيلك واقتفاه، وإذا فيها عين ينشق منها نهران أحدهما الكوثر عليه خيام
جوهرية، وعليه طير خضر أنعم طير أنت راء حين تراه، يجري على رضراض من اللآلئ كؤسه
عدد الأنجم السماوية، فأخذ منها فشرب، فقال جبريل: هذا النهر الذي خبأ لك ربك في
خباياه، والثاني نهر الرحمة فاغتسل فيه فغفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر من
الخطية، أي سترها عنه ومن ملابستها عصمه وحماه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ثم دخل الجنة فإذا فيها ما لا عين رأت ولا
أذن سمعت ولا خطر على القلوب البشرية، مما أعده الله فيها من النعيم المقيم لمن
اتقاه، ورأى الحسنة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فسأل عن هذه الأفضلية، فقال
جبريل عليه السلام: لأن المستقرض لا يستقرض إلا من عسر أحوجه وألجاه، واستقبلته
لزيد بن حارثة جارية حورية، ورأى الجنة من درة بيضاء وإذا ترابها مسك ضاع شذاه،
وسمع وجسا في جوانب قيعان جنابذها اللؤلؤية، فقال: يا جبريل ما هذا؟ قال: بلال
المؤذن مولى الصديق عبد الله، ثم عرضت عليه النار فرأى خازنها عابسا فبدأ النبي
بالتحية الوفية، وأغلقت دونه أبوابها وصعد السدرة إلى مرتقاه، فغشيها ما غشيها من
الأنوار القدوسية، ومن الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على العضاة، فقيل له: إن
ربك يقول: سبوح قدوس قضيت للرحمة على الغضب بالسبقية، وعرج به حتى ظهر لمستوى سمع
فيه صريف الأقلام بما قدره العلام وقضاه، ورأى رجلا مغيبا في نور العرش فقال: من
هذا الممنوح بهذه العطية؟ أنبي مرسل؟ أم ملك قربه الله تعالى وأدناه؟ قيل: رجل كان
لسانه رطبا من أذكار الحضرة الأحدية، وقلبه معلقا بالمساجد ولم يستسب للذين ولداه،
ثم علا به فوق ذلك وكشفت له حجب الأنوار الجلالية، ودنا من رب العزة فتدلى حتى كان
منه قاب قوسين أو أدنى وناجاه، فغشيته سحابة التجليات السبوحية، ووقف جبريل عليه
السلام وتلا وما منا إلا له مقام معلوم، فجاز الحجب واعتلى إلى حيث شاء وأراد له
الله، وجعل الله له ملكا يشبه أبا بكر رضي الله عنه في الصورة الحسية، يؤانسه مع
ارتقائه إلى أن خر ساجدا لمن تعنو له الوجوه والجباه، ورأى صلى الله عليه وسلم
الذات المنزهة عن الكيفية والكمية، والخلاف مشهور والصحيح أنه رأى بعيني رأسه بلا
ريب ولا اشتباه.
وترقى
به إلى قاب قوسيـ
ـــن وتلك السيادة القعساء
رتب
تسقط الأماني دونها حسرى
دونها ما وراءهن وراء
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
وناداه ربه عز وجل، يا محمد! سل تعط كل
أمنية، فقال: إنك اتخذت إبراهيم خليلا وموسى كليما وعلمت عيسى الإنجيل والتوراة،
وأعذته وأمته من النزغات الشيطانية، قال: قد اتخذتك حبيبا وهو في التوراة حبيب
الله، وأعطيتك سبعا من المثاني وخواتيم البقرة والحياض الكوثرية، وثمانية أسهم
الإسلام وما بني عليه من صلاة وزكاة، وفرضت
عليك
وعلى أمتك خمسين صلاة عملية، فقم بها أنت وأمتك من غير مواناة، ثم انجلت السحابة
فمر بموسى عليه السلام فقال له: ما فرض عليك ربك؟ قال خمسين صلاة بين الغداة
والعشية، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك ولا تقواه، فرجع
سريعا حتى انتهى إلى الشجرة فغشيته سحابة الأنوار السبحانية، فخر ساجدا وسأل ربه
التخفيف فوضع عنه خمسا أو عشرا على اختلاف الرواة، فرجع إلى موسى وأخبره بذلك
فقال: ارجع إلى ربك واسأل التخفيف فإن أمتك أضعف الخلق جثمانية، فلم يرجع بين موسى
وربه عز وجل ويحط عنه في كل مرة وسحابة تغشاه، حتى قال سبحانه وتعالى: يا محمد!
إنهن خمس صلوات لكل صلاة عشر كما قضت بذلك الإرادة الأزلية، لا يبدل قولي ولا ينسخ
كتابي، إني أنا الله الذي لا يعبد سواه، والحسنة بعشر أمثالها ومن هم بها ولم
يعملها كتبت له فردية، والسيئة بمثلها إن عملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شئ مما
نواه، ثم انحدر فقال موسى عليه السلام: سل التخفيف، فقال صلى الله عليه وسلم: قد
استحييت من مراجعة ربي ورضيت بأحكامه المقضية، فنادى منا أن قد أمضيت فريضتي وخففت
عن عبادي فقال موسى: اهبط، فقال صلى الله عليه وسلم: بسم الله.
وإنما
السر في موسى يردده
ليجتلي حسن ليلى حين يشهده
يبدو
سناها على وجه الرسول فيا
لله در رسول حين أشهده
وكل قوم يلحظون مذهبهم، وقد علم كل أناس
مشربهم من علماء الظاهر والصوفية، عباراتهم شتى وحسنك واحد وكل إلى ذلك الجمال
إشارته وإيماه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
ولم يمر صلى الله عليه وسلم بملأ من الملائكة
إلا قالوا: مر أمتك بالحجامة وأكثروا فيها الوصية، ثم انحدر صلى الله عليه وسلم
إلى سماء الدنيا فرأى أسفل منها زهرجا وأصواتا ودخانا فقال لجبريل عليه السلام: ما
هذا الذي أراه؟ قال: هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم لئلا يتفكروا في
الأملاك العلوية، ولولا ذلك لرأوا العجائب مما أبدعه المبدع عز وجل وأبداه، ثم ركب
صلى الله عليه وسلم منصرفا فمر بعير لقريش فلما دنا منها نفرت بتلك الأرض
الفضائية، وصرع بعير منها ونكسر حين حاذاه، ومر صلى الله عليه وسلم بعير لقريش قد
أضلوا بعيرا لهم قد جمعه أحدهم بهمة عزمية، فسلم عليهم فقال بعضهم: هذا صوت محمد
بن عبد الله، ثم أتى قبل الصبح أصحابه بالأباطح المكية، فلما أصبح قعد حزينا وعرف
أن الناس تكذب مسراه، فمر به أبو جهل رئيس الطائفة القليبية، وقال كالمستهزئ: هل
من خبر؟ وديدنه بغض النبي وأذاه، فقال الصادق صلى الله عليه وسلم: أسري بي الليلة
إلى رحاب القدس الأفيحية، قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم، فاستعظم ذلك
واستقصاه، فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا إليه الطائفة القرشية،
فقال: إن دعوت قومك أتحدثهم بهذا؟ قال: نعم، فناداهم فانقض إليه كل من مجلسه
وفناه، فقال له أبو جهل: أخبر قومك بأخبارك المروية، فحدثهم بما حدث به أبا جهل
الذي أهواه في الهاوية هواه، فمن بين مصفق ومستبعد إسراء من أعلى الله تعالى على
السبع الطباق رقيه، ومن واضع يده على رأسه قد ذهب به العجب إلى منتهاه، فكذبه
المطعم بن عدي حصب الطباق السعيرية، أطعمه الله ضريع الزقوم ومن طينة الخبال سقاه،
وقال: نحن نضرب أكباد الإبل إليه ستين ليلة عددية، تزعم أنك أتيته الليلة وأقسم
ألا يصدقه بلاته وعزاه، فقال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه: بئس ما قلت لابن
أخيك، كذبته وهو سيد الأسرة الهاشمية، أنا أشهد أنه صادق مأمون فرضي الله تعالى عن
أبي بكر وأرضاه، فقالوا: يا محمد! صف لنا بيت المقدس وأوضح الوصفية، فذهب صلى الله
عليه وسلم يصف لهم ويقول: كذا وكذا هيئته وقربه من الجبل وبناه، فما زال ينعت حتى
التبس عليه النعت وكرب كربا ما كرب مثله قط منذ برز من الصدفة الزهرية، فجيء
بالمسجد ووضع دون دار عقيل أو عقال شك من رواه، فسألوه عن أبوابه فنظر إليه ودها
بابا بابا بالتبعية، وأبو بكر رضي الله عنه يقول: صدقت صدقت، أشهد أنك رسول الله،
فقال القوم: إنه أصاب الوصف والنعتية، أفتصدقة يا أبا بكر؟ قال: أصدقه في خبر
السماء في غدوة كل يوم ومساه، فمن ثم لقب بالصديق وفاز من الإيمان بالأولية، وتبرع
بماله في حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى تدرع بعباه، فقالوا: يا
محمد! أخبرنا عن عيرنا وأخبارها الحقيقية، فقص عليهم أمرها ووذكر موضع كل منها
وسماه، وقال: وقال: هاهي ذه تطلع عليكم من الثنية، تجيئ يوم الأربعاء فأشرفوا
ينتظرونها فلم تجئ حتى انتهى من النهار دجاه، فدعا صلى الله عليه وسلم فزيد له
ساعة في تلك العصرية، وحبست الشمس حتى دخلت العير وأخبرت بخبره ودحر الله من كذبه
وأخزاه، فرموه بالسحر وأنزل الله في محكم الآيات القرآنية (وما جعلنا الرؤيا التي
أريناك إلا فتنة للناس)، ممن غره الشيطان وأغواه، وكان عليه أفضل الصلوات
والتسليمات الزكية، منذ أسري ريحه ريح عروس وأطيب قد أرج أرجه وهاد الكون ورُباه،
وهاهنا كف انسياب تيار ينبوع البيان عن حياض هذه الرياض البديعية، وألقت نجائب
الإبداع يديها في نضير مرابع من تهواه.
(ضوع اللهم معهده الشميم، بنشر غوال من صلاة
وتسليم، اللهم صل وسلم وبارك عليه).
اللهم يا من ترفع إليه العفاة أكفها وهي
عفية، فيغدقها هاطل منه وعطاه، يا من تعالى عن الأغيار والمثلية، يا من وسعت رحمته
من أعطاه وعصاه، يا من يرى مد أجنحة البعوض في الدياجير الحلكية، ويسمع دبيب
أرجلها إذا أرخى الغيهب ستره وأضفاه، نسألك بعظيم أنوارك الجلية، التي أزالت رين
القلب وصداه، ونتوسل إليك بصاحب المقامات العلية، الممنوح بالشفاعة العظمى، يوم
العدل والمقاضاه، ونقسم عليك بالمخصوص بالدنو من حضرة قدسك والمشاهدة البصرية، المصفى
من خالص السؤدد والجاه، وبعترته المطهرة من الأقذار الرجسية، وجماهير أصحابه الغر
الميامين الهداة، وبورثته الجامعين للفضائل الحسية والمعنوية، وبكل عبد قربه مولاه
وهداه، وبسائر أمته المخصوصة بالخيرية، وهديها الفائز من دنا منه وداناه، أن تقضي
لنا من مهم المهمات الدينية، وتتمم لكل مقصده من أمور آخرته ودنياه، وتنعش رضيع
الألبان بحليب حسن الطوية، وتشفي سقيم الهوى من سقم بلواه، وتنشق مشام الأفهام من
عرار الإنابة الزكية، وتقي ركبان الأذهان قاطع السبيل أن يظهر قطيعته وجفاه، وتقصم
عرى التكاسل والحسد والنفسانية، وتهب هذا الجمع الميمون ما تمناه، وتشفي مخيف عضال
الأدواء القلبية، وتجعل في علاج طبيب الانكسار دواه، وتكف كف شجاع شهوات النفس
الدنية، بكف سلطان الخوف من عقابك وأذاه، وترحم منسجم وابل العبرات العينية، وتبل
أوام كبد حري أضرمت لإبعادها عن حماك اللامع ضياه، اللهم امنحنا في الأقوال
والأفعال الإعانة والخلوصية، وسلمنا من خواطر الإعجاب والمراءاة، وخص مجري هذه
الحسنات بالحفظ والرعاية السرمدية، وبوئه من كثيب الفردوس أعلاه، وأصلح الرعاة
خصوصا ملوك بلادنا الإسلامية، وألهم الجميع العدل والقسط في رعاياه، واسمح عن
البرزنجي محبر حبر أخبار الليلة المعراجية، عبيدك زين العابدين بن محمد المعترف
بتقصيره وخطاياه، وانظمه في سلك من اخترتهم من خلص عبادك ذوي الخصوصية، واجعل مع
الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين مثواه، وامنن عليه
ووالديه والحاضرين ووالديهم بالفوز والأمان والشهودية، واجعل مقعد الصدق منزل كل
منهم ومرقاه، واغفر لأشياخهم وأحبابهم والأهلية، وأسبل ضافي الأستار على راقم هذه
الخصائص النبوية، وكن لسامعها وقارئها منعما بإنالة رجواه، اللهم صل وسلم على
المحبو بالمعراجية الجسدية الرفرفية، وعلى آله وصحبه الولاة الدعاة، ما مد سماء
الند وريف ظلاله من نفحات عرف مجامرها المندلية، وسح سحاب أخباره الكريمة على ثغور
زهور الأفكار بعزيز أنواه، وقلدت أجياد عرائس البراعة الباسمة بنظيم سموطها
الذرية، وتم بغاية الانتهاء تاريخ حسن الخاتمة ودبج عراص المشاهد نفح كباه، سبحان
ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar