ABDUL HAMID MUDJIB HAMID BERSHOLAWAT

Selasa, 29 Januari 2013

SHOLAWAT JAMI'AH LIMAQOSHIDIL MUSHOLLIN OLEH IMAM MUHAMMAD BAHA'UDDIN AL-SHOYYADI AL-RIFA'IY RA


(الصلاة الجامعة لمقاصد المصلين على سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم)
    قال الوارث المحمدي السيد محمد مهدي بهاء الدين الصيادي الرفاعي رضي الله عنه، في كتابه "بوارق الحقائق" ما نصه:
    انجلى لي نور رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ملأ الأكوان، فخشعت إعظاما لشأنه الشريف – عليه الصلاة والسلام – وغبت بمحضرة الأنوار،عني وعن كوني، فخاطبني حبيبي وأنا أسمع وأرى بنص (صل علي صلاة تجمع مقاصد المصلين علي من أهل الحضرة) فانبسطت في حضرة شهودي، وقلت بلسان خشوعي، منسلخا عن وجودي.
بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
     (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك، اللهم فهب لنا منك ما يرضيك عنا. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وترحم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما ترحمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم وتحنن على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما تحننت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما سلمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم صل على لوح رحمانيتك التي كتبت بقلم رحيميتك ومداد مدد رحموتيتك (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) اللهم صل على عرش رحمتك الشاملة وبركاتك الكاملة من حيث إحاطة قولك (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) إنسان عين الكل، في حضرة وحدانيتك، من حيث إحاطة قولك (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. وبشر الله بأن لهم من الله فضلا كبير) فأنلنا اللهم من بركاته، وافتح اللهم أقفال قلوبنا بمفاتيح حبه، وكحل أبصار بصائرنا بأثمد نوره، وطهر أسرار سرائرنا بمشاهدته وقربه، حتى لا نرى في الوجود فاعلا إلا أنت ومن نوم غفلتنا ننتبه.
اللهم صل على كاف كفايتك، هاء هدايتك، وياء يمنك، وعين عصمتك، وصاد صراطك (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
اللهم صل على نورك الأسنى المتشفع بالأسماء في حضرة المسمى، فكان معنى مظاهرها الوجودية، من حيث إحاطة علمك، وعين أسرار الجودية، من حيث إحاطة كرمك، ومعنى اختراعاتها الكلية الكونية، من حيث إحاطة إرادتك، ومعنى مقدوراتها الجبروتية، من حيث إحاطة قدرتك وقهرك، ومعنى إنشاءاتها الإحسانية، من حيث إحاطة سعة رحمتك، اللهم صل على ميم ملكك، وحاء حكمتك، وميم ملكوتك، ودال ديموميتك، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد.
اللهم صل على الواحد الثاني، المخصوص بالسبع المثاني، السر الساري في منازل الأفق الرحماني، القلم الجاري بمداد المدد الرباني، على مسطور العقل الإنساني، صلاة تتجدد بتجدد رحمتك عليه، وانتهاء نورك وسرك إليه، فهو ألف أحديتك، وحاء وحدانيتك، وميم ملكك، ودال دينك، (ألا لله الدين الخالص)، فقد أخلصت الخالص، القائم بالدين الخالص، وأضفته إليك، فصل يا رب على من قام بما أضفت إليك على التحقيق، فأتم دينك وبلغ رسالتك، وأوضح سبيلك وأدى أمانتك، وأقام البرهان على وحدانيتك، وأثبت في القلوب أحديتك، فهو سرك المصون بهيبتك وجلالك، المتوج بنور أسرارك وجمالك، بل صل رب عليه قدر مقامه العظيم لديك، وعلى قدر عزته عليك، اللهم صل على موضع نظرك، ومَظهر سرك، ومُظهر خزائن رحمتك، ومجد عظمتك، وخلاصتك من كنه كونك، وصفوتك ممن خصصته باصطفائيتك، النبي الأمي، الرسول العربي الأبطحي القرشي، أحمد الحامدين في سرادقات جلالك، ومحمد المحمودين في بساط جمالك، ألف إبداعك، وباء بداية اختراعك، وواو ودك في إنشاءاتك، وألف إبرازك لمخلوقاتك، ولام لطفك في تدبيراتك، وقاف إحاطة قدرتك على خلق أرضك وسماواتك، وسين سرك بين جميع أضداد مبدوعاتك، وميم مملكتك المحاطة بمعلوماتك، سر شهودك، ومظهر جودك، وخزانة موجودك، إمام حضرة جبروتك، المصلي في محراب قاب قوسين أو أدنى، بأحدية جمعه بك في صلواته فجمعته عليك، وخصصته بالنظر إليك، وأخلصته بالسجود بين يديك، وجعلت قرة عينيه في الصلاة الخالصة لديك، فهو المفتض أبكار أسرار مشاهدتك، المقتنص للمعات لمحات نفحات مشاهدتك، كلمتك العليا من حيث الاختراع والابتداع، وعروتك الوثقى من حيث تتابع الأتباع، وحبلك المعتصم به عند الضيق والاتساع، وصراطك المستقيم للهداية والاتباع (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، اللهم صل على المتخلق بصفاتك، المستغرق في مشاهدة ذاتك، رسول الحق، المتخلق بالحق، حقيقة مدد الحق (أحق هو إي وربي إنه لحق)، اللهم إنا قد
عجزنا من حيث إحاطة عقولنا، وغاية أفهامنا، ومنتهى إرادتنا، وسوابق هممنا، أن نصلي عليه من حيث هو، وكيف نقدر على ذلك، وقد جعلت كلامك خلقه، وأسماءك مظهره، ومنشأ كونك منه، وأنت ملجأه وركنه، وملؤك الأعلى عصابته ونصرته، فصل اللهم عليه من حيث تعلق قدرتك بمصنوعاتك، وتحقق أسمائك بإرادتك، فإنك به ابتدأت المعلومات، وإليه جعلت غايات الغايات، وبه أقمت الحجج على سائر المخلوقات، فهو أمينك خازن علمك، حامل لواء حمدك، معدن سرك، مظهر عزك، نقطة دائرة ملكك، المنفرد بالمشهد الأعلى، والمرد الأحلى، والطور الأجلى، والنور الأسنى، المختص في حضرة الأسمى، بالمقام الأسنى، والنور الأضحى، والسر الأحمى، النشأة الحبيبية، الشجرة العلوية، الثابت أصلها في معادن هيبتك، المزمل، المدثر، المنذر، المبشر، المكبر، المطهر، العطوف، الحليم، المنعوت بمنشور (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، فمشكاة جسمه ومصباح قلبه، وزجاجة عقله، وكوكب سره المتوقد من شجرة النور الممدود من نور ربه، نور على نور، الضمير البارز المستور، في النور الثاني الآخر المضروب به الأمثال في عالم المثال، من نورت يا الله بنوره ملكوت سماواتك وأرضك، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح من نوره، المصباح في زجاجة أجساد أنبيائك ورسلك، الزجاجة كأنها كوكب كوكب دري سره يوقد من شجرة أصله النور الذي هو من فيض أسمائك، نور على نور، يهدي الله بنوره بنور محمد صلى الله عليه وسلم من يشاء من خلقه، (ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم، الذي بهرت به كلية الكونين، وطرزت به الثقلين، وزينت به أركان عرشك وملائكة قدسك، وأدنيته من حضرة جبروتك، وجعلته المتشفع إليك في ملائكتك وأنبيائك ورسلك، فهو باب الرضا، والرسول المرتضى، حقيقة حقك، وصفوتك من خلقك، بنوره حمل عرشك، وبسره رفعت سماواتك، وبسطت أرضك، فهو سماء سمائك، وعناية عيون إحسانك، ومظهر عزك وسلطانك، فأنت العليم به من حيث الحق والحقيقة، فصل رب عليه من حيث حقيقة علمك بذلك، وتحققه لما هنالك، فهو سراج دينك، وكوكب يقينك، وقمر توحيدك، وشمس مشاهدة إحسانك، في إيجاد إنسانك، صل رب عليه صلاة تصعد بك منك إليك، وتعرف في الملأ الأعلى أنها خالصة لديك، صلاة مبلغها العلم المحيط بالكل، تتجدد بكلية ذلك الكل، وسلم اللهم عليه من المقام المختص به تسليما مبلغه ذلك كذلك، والحمد على ذلك.
     اللهم اجمعنا بك عليك، وارددنا منك إليك، وأرشدنا في حضرة جمع الجمع، حيث لا فرقة ولا منع، إنك أنت المانح الفاتح، تمنح من شئت من مواهب ربانيتك لمن شئت، ممن خصصته بعنايتك. اللهم إنا نسألك أن تحشرنا في زمرة نبيك، وأن تجعلنا من أهل سنته، وتخالف بنا يا مولانا عن ملته، ولا عن طريقته، اللهم كما مننت علينا بالصلاة عليه، فامنن علينا بفهم الكتاب الذي أنزل إليه لأنه شفاء للمؤمنين، ورحمة للعالمين.
     اللهم صل على شجرة الأصل النورانية، لامعة القبضة الرحمانية، وأفضل الخليقة الآدمية، أشرف الصور الجسمانية، معدن الأسرار الربانية، وخزائن العلوم الاصطفائية، صاحب القبضة الأصلية والبهجة السنية، والرتبة العلية. اللهم فصل وسلم عليه وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين، صلاة كاملة، وسلاما تاما، تنحل بهما العقد، وتنفرج بهما الكرب، وتقضى بهما الحوائج، وتنال بهما الرغائب، وحسن الخواتيم، فهو خاتم الأنبياء، ومعدن الأسرار، ومنبع الأنوار، وجمال الكونين، وشرف الدارين، وسيد الثقلين، المخصوص بقاب قوسين، الذي أشرقت بنوره الظلم، المبعوث رحمة لكل الأمم، المختار للسيادة والرسالة قبل خلق اللوح والقلم، الموصوف بأفضل الأخلاق والشيم، المخصوص بجوامع الكلم، وخصائص الحكم، الذي لا تنتهك في مجالسه الحرم، ولا يُغضى عمن ظَلَم، الذي كان إذا مشى تظلله الغمامة حيثما يمم، الذي انشق له القمر، وكلمه الحجر وأقر برسالته وصمم، الذي أثنى عليه رب العزة نصا في سالف القدم، الذي صلى عليه ربنا في محكم كتابه وأمر أن يُصلى عليه ويُسلم.
     اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته ما انهلت الديم، وما جُرَّت على المذنبين أذيال الكرم وسلم، اللهم صل على أشرف موجود، وأفضل مولود، وأكرم مخصوص وحمود، سيد سادات بريّاتك، ومن له التفضيل على جملة مخلوقاتك، صلاة تناسب مقداره العالي ومقداره، وتعم أهله وأزواجه وأولياءه وأنصاره. اللهم صل عليه وعلى جملة رسلك وأنبيائك، وزمرة ملائكتك وأصفيائك، صلاة تعم بركتها المطيعين من أهل أرضك وسمائك.
     اللهم إني أعوذ بعلمك من جهلي، وبغناك من فقري، وبعزك من ذلي، وبحولك وقوتك من عجزي وضعفي، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر. اللهم إني أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
     اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء. اللهم يا من بيده خزائن السماوات والأرض عافنا من محن الزمان، وعوارض الفتن، فإنا ضعفاء عن حملها، وإن كنا أهلا لها فعافيتك أوسع لنا يا واسع يا عليم. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
     اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه، اللهم لا تجعل عيشي كدّا، ولا تجعل دعائي ردا، ولا تجعلني لغيرك عبدا، ولا تجعل في قلبي لسواك ودا، إني لا أقول لك ضدا، ولا شريكا ولا ندا.
     اللهم ارزقني نفسا قانعة بعطائك، موقنة بلقائك، شاكرة لنعمائك، محبة لأوليائك، باغضة لأعدائك.
     اللهم وسع علي رزقي في دنياي، ولا تحجبني بها عن أخراي، واجعل مقامي عندك دائما بين يديك، وناظرا بك إليك، وأرني وجهك الكريم، ووارني عن الرؤية، وعن كل شئ دونك، وارفع البين بيني وبينك، يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم.
     اللهم صل على محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه.
اللهم صل على محمد كما هو أهله، اللهم صل على محمد كما تحب وترضى له، اللهم صل على روح محمد في الأرواح. اللهم صل على جسد محمد في الأجساد. اللهم صل على قبر محمد في القبور. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلاة تكون لك رضاء، وله جزاء، ولحقه أداء، وأعطه الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود الذي وعدته، واجزه عنا ما هو أهله، واجزه عنا ما هو أهله، واجزه عنا أفضل ما جازيت نبيا عن قومه ورسولا عن أمته، وصل على جميع إخوانه من النبيين والصالحين يا أرحم الراحمين.
     اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريه وأهل بيته عدد ما في علمك صلاة دائمة بدوامك.
     اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره، والرحمة للعالمين ظهوره، عدد ما مضى من خلقك ومن بقى، ومن سعد منهم ومن شقى، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد، صلاة لا غاية لها، ولا منتهى ولا انقضاء، وتنيلنا بها منك رضاء صلاة دائمة بدوامك باقية ببقائك إلى يوم الدين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك.
     اللهم صل على سيدنا محمد الذي ملأت قلبه من جلالك، وعينه من جمالك، فأصبح فرحا مسرورا مؤيدا منصورا، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما والحمد لله على ذلك.
     اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تزن الأرضين والسماوات على ما في علمك عدد جواهر أفراد كرة العالم، وأضعاف ذلك إنك حميد مجيد.
     اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الكامل، وعلى آله صلاة لا نهاية لها كما لا نهاية لكمالك. اللهم صل على سيدنا ونبينا ومولانا محمد سيد الأولين والآخرين، قائد الغر المحجلين، السيد الكامل، الفاتح الخاتم، الحبيب الشفيع، الرؤوف الرحيم، الصادق الأمين، السابق للخلق نوره، والرحمة للعالمين ظهوره، عدد من مضى من خلقك ومن بقى، ومن سعد منهم ومن شقى، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد، صلاة لا غاية لها وانتهاء ولا انقضاء، صلاة دائمة بدوامك، باقية ببقائك، وعلى آله وصحبه وأزواجه وذرياته وأصهاره وأنصاره، وسلم تسليما كثيرا مثل ذلك. اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، وناصر الحق بالحق، وهادي إلى الصراط المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم. اللهم صل على سيدنا محمد وآله، صلاة أهل السماوات والأرضين عليه، وأجر يا مولانا لطفك الخفي في أمري، وأرني سر جميل صنعك فيما أؤمله منك يا رب العالمين.
     اللهم صل على سيدنا محمد بحر أنوارك، ومعدن أسرارك، ولسان حجتك، وطراز ملكك، وخزائن رحمتك، وطريق شريعتك، المتلذذ بمشاهدتك، إنسان عين الوجود، والسبب في كل موجود، عين أعيان خلقك، المتقدم من نور ضيائك، صلاة تدوم بدوامك، وتبقى ببقائك، لا منتهى لها دون علمك، صلاة تحل بها عقدتي، وتفرج بها كربتي، صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يا رب العالمين، عدد ما أحاط به
علمك، وأحصاه كتابك، وجرى به قلمك.
     اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
     اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ما اتصلت العيون بالنظر، وابتهجت الأرضون بالمطر، وحج حاج واعتمر، ولبى وحلق ونحر، وطاف بالبيت العتيق وقبل الحجر.
     اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل سيدنا ومولانا محمد ميم المجد، وحاء الرحمة، وميم الملك، ودال الدوام، السيد الكامل الفاضل، الفاتح الخاتم، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسلم، عدد ما هو في علمك كائن أو قد كان، كلما ذكرك وذكره الذاكرون، وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون، صلاة دائمة بدوام ملكك، باقية ببقائك، لا منتهى لها دون علمك إنك على كل شئ قدير.
     اللهم اجعل أفضل صلواتك أبدا، وأنمى بركاتك سرمدا، وأزكى تحياتك فضلا وعددا، وأسنى سلامك أبدا مجددا، على أشرف الخلائق الإنسانية والجانيّة، وشمس الشريعة النبوية، وطراز الحلة العرفانية، وناصر الملة الإسلامية، نبي الرحمة الذاتية، وعين العناية الربانية، وعروس الحضرة القدسية، وإمام الرسل والملائكة، وإمام المملكة البشرية، الخليل الأعظم، والنبي المكرم، وأفضل من توضأ وتيمم، وصلى وسلم، وبالعقيق تختم، إمام مكة وطيبة والحرم، نبيك العظيم، ورسولك الكريم، المنادي إلى الصراط المستقيم، سيدنا وحبيبنا وطبيبنا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين.
     اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، إنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتبعدني من الخير، فإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
     اللهم يا رب محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد واجز محمدا صلى الله عليه وسلم ما هو أهله.
     اللهم إني أسألك بحبك له الذي أثبته، وبقسمك بعمره الذي شرفته وفضلته، وبمكانه منك الذي خصصته واصطفيته، أن تجازيه عنا أفضل ما جازيت به نبيا عن أمته، وتؤتيه من الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة فوق أمنيته، وتعظم عن يمين العرش نوره بما نورت به قلوب عبيدك، وأن تضاعف في حضرة القدس حبوره بما قاسى من الشدائد في الدعاء إلى توحيدك، وأن تجدد عليه من شرائف صلواتك ولطائف بركاتك، وعوارف تسليمك وكراماتك ما تزيده به في عرصات القيامة إكراما، وتعليه به في عليين مستقرا ومقاما. الله وأطلق لساني بأبلغ الصلاة عليه والتسليم، واملأ جناني من حبه وتوفية حقه العظيم، واستعمل أركاني بأوامره ونواهيه في النهار الواضح والليل البهيم، وارزقني من ذلك ما يبوؤني جنات النعيم، ويستغرقني برحمتك وفضلك العميم، ويقربني إليك زلفى في ظل عرشك الكريم، ويحلني دار المقامة من فضلك ويزحزحني ع؆ نار الجحيم، ويعطيني شفاعته يوم العرض، ويوردني مع زمرته على الحوض، ويؤمنني يوم الفزع الأكبر يوم تبدل الأرض غير الأرض، وارفعني معه في الرفيق الأعلى، واجمعني معه في الفردوس وجنة المأوى، واقسم لي أوفر حظ من كأسه الأوفى وعيشه الأصفى، واجعلني ممن شفى غليله بزيارة قبره وتشفى، وأناخ ركابه بعرصات حرمك وحرمه قبل أن يتوفى، والسلام الأكمل مرددا زائدا على القطر كثرة وعددا، عليك مني يا نبي الهدى، المنقذ من الردى ينتاب ضريحك المقدس سرمدا، ويصعد إلى عليين مع روحك الطاهرة ما تطارد الجديدان وتطاول المدى، ورحمة الله وبركاته أبدا، تحية ادخرها عندك عهدا وموعدا، وأُعدها إن شاء الله بعقبات الصراط معتمدا، وفي غرفات الفردوس معهدا، وأخص بإثرها الجليسين ضجيعيك في تربك، وأخص الناس في محياك ومماتك بقربك، وكافة المهاجرين والأنصار، وعامة أصحابك الذين عزروك وأيدوك ونصروك، وكان بعضهم لبعض ظهيرا، والطيبين من ذريتك، والطاهرات أمهات المؤمنين أزواجك، وأهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
    اللهم صل على سيد السادات ومراد الإرادات، محمد حبيبك المكرم بالكرامات، المؤيد بالنصر والسعادات، السر الظاهر، والنور الباهر، الجامع لجميع الحضرات، صاحب لواء الحمد الذي هو مفتاح أقفال الأغطية الإلهيات، الأول في الإيجاد والوجود، ومن به ختم أمر النبوة والرسالة واستودع نور عين العنايات، سيد أهل الأرض والسماوات، الفاتح لكل شاهد حضرة المشاهد، الذي أسري بجسمه الشريف الحاوي لجميع الكمالات، وروحه المقدسة العالية إلى أعلى المقامات، وخاطبته يا رب وأكرمته بأعظم التحيات، النور الأبهر، والسراج المنير الأزهر، القائم بكمال العبودية وبأتم العبادات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما لا يبلغ حصر عددهما أهل الأرضين والسماوات.
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة لاحقة بنوره، مقرونة بذكره ومذكوره، جامعة بين فرحه وسروره، شارحة لمنقوله في مسطوره. اللهم صل على سرك الجامع الدال عليك محمد المصطفى كما هو لائق بك منك إليه، وسلم عليه، واجعل لنا من صلواته صلة تعم بها شهودنا، وتحقق بها مشهودنا، ومن سلامه سلامة لكل ما ظهر منا وما بطن، من شوائب الإرادات والاختيارات والتدبيرات والاضطرارات، لنأتيك بالقوالب المسلّمة، والقلوب السليمة، حسبما هو لديك من الكمال الأقدس، والجمال الأنفس.
    الهم صل على ملائكتك المقربين، وعلى أنبيائك المطهرين، وعلى أعيان عبيدك المرسلين، وعلى
حملة عرشك، وعلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ورضوان خازن جنتك ومالك ورومان ومنكر ونكير وصل على الكرام الكاتبين، وصل على أهل طاعتك أجمعين من أهل السماوات والأرضين. اللهم صل على فاتح خزانة الذروة الكلية الربانية الإلهية القدسية بالخاتمية العنبرية الندية المسكية الخاصة العامة المحمدية الكاملة المكملة الأحمدية.
     اللهم صل على هذه الحضرة النبوية الهادية المهدية الوسيلة بجميع صلواتك التامات، صلاة تستغرق جميع العلوم بالمعلومات لا نهاية لها في آمادها، ولا انقطاع لأمدادها، وسلم كذلك على هذا النبي المبارك.
     يا سيدنا يا رسول الله أنت المقصود من الوجود، وأنت سيد كل والد ومولود، وأنت الجوهرة اليتيمة التي دارت عليها أصداف المكونات، وأنت النور الذي ملأ إشراقك الأرضين والسماوات، وبركاتك لا تحصى، ومعجزاتك لا يحدها العد فتحصى فتُستقصى.
الأحجار والأشجار سلمت عليك، والحيوانات الصامتة نطقت بين يديك، والماء تفجر وجرى من بين إصبعيك، والجذع عند فراقك حن إليك، والبئر المالحة حلت بتفلة من بين شفتيك، ببعثتك المباركة أمنا المسخ والخسف والعذاب، برحمتك الشاملة شملتنا الألطاف فرفع الحجاب. شريعتك مقدسة طاهرة، ومعجزاتك باهرة ظاهرة، أنت الأول في النظام، والآخر في الختام، والباطن بالأسرار، والظاهر بالأنوار، وأنت الجامع الفضل، وخطيب الوصل، وإمام أهل الكمال، وصاحب الجمال والجلال، والمخصوص بالشفاعة العظمى، والمقام المحمود العلي الأسمى، وبلواء الحمد المعقود، والكرم والفتوة والجود. عبيد من مواليك يتوسل بك في غفران السيئات، وستر العورات، وقضاء الحاجات، في هذه الدنيا وعند انقضاء الأجل وبعد الممات، يا رب بجاهه عندك تقبل منا الدعوات، وارفع لنا الدجات، واقض لنا الحاجات، واقض عنا التبعات، وأسكنا أعلى الجنان، وأبح لنا النظر إلى وجهك الكريم في حضرات المشاهدات، واجعلنا معه من الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أهل المعجزات، وأرباب الكرامات، وهب لنا العفو والعافية مع اللطف في القضاء آمين يا رب العالمين.
     اللهم بك توسلت، ومنك سألت، وفيك لا في سواك رغبت، لا أسأل منك سواك، ولا أطلب منك إلا إياك، اتوسل إليك بالوسيلة العظمى، والفضيلة الكبرى، محمد المصطفى، والرسول المرتضى، والنبي المجتبى، أن تصل عليه صلاة أبدية، ديمومية قيومية، إلهية ربانية، تصفينا بها من شوائب الطبيعة الآدمية بالسحق والمحق، وتطمس بها آثار وجودنا الغيرية عنا في غيب غيب الهوية، فيبقى الكل للحق في الحق بالحق، وترقينا بها في معاريج شهود وجود (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)، وأسألك أن تصلي عليه صلاة تليق بمقدس كماله الأقدس، وتصلح لكبير مقامه الأنفس، وتحف قائلها بشهود جماله الأونس، بمعان تفوق ظباء الحي في المكنس، صلاة تنيلنا بها حقيقة الاستقامة في حظائر قدسك، ومقاصير أنسك على أرائك مشاهدتك، وتجليات منازلتك، والهين بسطعات سبحات أنوار ذاتك، معطرين بأخلاق حقائق دقائق صفاتك، في مقعد حبيبك وخليلك وصفيك الجمال الزاهر، والجلال القاهر، والكمال الفاخر، واسطة عقد النبوة، ولجة زخار الكرم والفتوة سيدنا ومولانا وحبيبنا وطبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تصلي عليه وعلى آله صلاة تفرج بها عنا هموم حوادث الاختيار، وتمحو بها ذنوب وجودنا بماء سحاب القربة حيث لا بين ولا أين، ولا جهة ولا قرار، وتغيبنا بها في غياهب عيون أنوار أحديتك، فلا نشعر بتعاقب الليل والنهار، وتحقق لنا بها سماح رباح شروح فتوح حقائق بدائع جمال نبيك المختار، وتلحقنا بها بأسرار أنوار ربوبيتك في مشكاة الزجاجة المحمدية، فتضاعف أنوارنا بلا أمد ولا حد ولا إحصار، وتحسن بها أخلاقنا، وتوسع بها أرزاقنا، وتزكي بها أعمالنا، وتغفر بها ذنوبنا، وتشرح بها صدورنا، وتطهر بها قلوبنا، وتروّح بها أرواحنا، وتقدس بها أسرارنا، وتنزه بها أفكارنا، وتصفي بها أكدارنا، وتنور بها بصائرنا بنور الفتح المبين، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين، وتنجينا بها من هول يوم القيامة ونصبه، وزلازله وتعبه، يا جواد يا كريم، وتهدينا بها الصراط المستقيم، وتجيرنا بها من عذاب الجحيم، وتنعمنا بها في النعيم المقيم، وتطفئ بها عنا وهيج حر القطيعة ببرد يقين وصالك، وتلبسنا بها أنوار غرر تبلج رونق مجد كمالك، في الحضرات العندية، والمشاهد القدسية، منخلعين عن ذوات البشرية، بلطائف العلوم اللدنية، وسرائر الأسرار الربانية، وجواهر الحكم الفردانية، وحقايق الصفات الإلية، وشرايع مكارم الأخلاق المحمدية، يا الله (ثلاثا)، نسألك بدقائق معاني علوم القرآن العظيم، المتلاطمة أمواجها في بحر باطن خزائن علمك المخزون، بآياتك البينات الزاهرات الباهرات على مظهر لسان عين سرك المصون، أن تُذهب عنا ظلام وطيس الفقد بنور أنس الوجد، وأن تكسونا حلل صفات كمال سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم نور الجلالة، وأن تسقينا من كوثر معرفته رحيق تسنيم شراب الرسالة، وأن تلحقنا بالسابقين في حلبة التوفيق الفائزين بالأكملية في كل خلق أنيق، في الرفيق الأعلى مع الذين أنعمت عليهم بمواهب أنوار بهائك الأجلى، على بساط صدق المحبة مع الأحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه.
     يا ذا الفضل العظيم، والعطاء الجسيم، والكرم العميم، بحرمة هذا النبي الكريم، وأسألك أن تصلي وتسلم عليه صلاتك وزلامك في طي علمك الأزلي، وسابق حكمك الأبدي، صلاة لا يضبطها العد، ولا يحصرها الحد، ولا تكيفها العبارة، ولا تحويها الإشارة، سطع فجرها بحظه الأنفس، على أفراد الفحول فأبهت وأبهر، ولمع نورها بفيضه الأقدس، على ذوي العقول فأدهش وحير، صلاة وسلاما ينزلان من أفق كنه باطن الذات، إلى فلك سماء مظاهر الأسماء والصفات، ويرتقيان من سدر منتهى العارفين، إلى مركز جلال النور المبين، مولانا محمد عبد ورسولك عِلم يقين العلماء الربانيين، وعين يقين الخلفاء الصديقين، وحق يقين الأنبياء المكرمين، الذي تاهت في أنوار جلاله أولو العزم من المرسلين، وتحيرت في درك حقائقه عظماء الملائكة المهمين، المنزل عليه بلسان عربي مبين (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)، صلاة وسلاما يجلان عن الحصر والعد، وينزهان عن الدرك والحد، صلاة وسلاما يبلغان قائلهما أعلى درجات خلاصة أهل الله المقربين، وينيلانه زلفى مراتب أولياء الله المخلَصين بمواهب (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) في المكانة العليا، والغاية القصوى، فوق عرش الاستواء بتراكم تمكين (إنك اليوم لدينا مكين أمين)، يا رب يا باسط يا فتاح يا حليم يا ودود، نسألك عواطف الكرم، وفواتح الجود، أقل عثراتنا من كثائف وجودنا المظلمة بالبعد عنك، واغفر لنا بنور قربك، ونعمنا بصفاء ودك، وطهرنا من حدث الجهل بالعلم الإلهي، وأتحفنا بالحب الرباني، والوصل المعنوي كمن اصطفيته حتى أحببته، وأعطنا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر مما أعددت لعبادك الصالحين، والأئمة المرضيين، أولي الاستقامة واليقين. يا بر يا لطيف، يا كافي يا حفيظ، يا مغيث، يا واسع العطايا ويا سابغ النعم، نسألك بنور وجهك الكريم العظيم المبرة الجامعة من نور كمال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مصطفى عنايتك، وأن تتحد ذاتنا بذاته المقدسة بجلالك، وتتحقق صفاتنا بصفاته المشرفة بمحبتك، وتبدل أخلاقنا بأخلاقه المعظمة بكرامتك، فيكون عوضا لنا عنا، فنحيا كحياته الطيبة النقية، ونموت كموتته السوية الرضية، واجعل محبته في القبور لنا سراجا منيرا وبهجة، وعند اللقاء عدة وبرهان وحجة، أشهد أن لا إله إلا الله توحيدا ذاتيا صمدانيا مهيمنا على البواطن والظواهر، أزليا ابديا مستوليا على الأوائل والأواخر، وصفيا ساريا كشفيا بمشارق الكمال الباهر، غيبيا عينيا جاريا بمنافذ النور السافر، إسميا مالئا أدوار الآثار والمآثر، جاليا طالع الأسرار في الدوائر، ذاتيا ينزل بالأوتار في الأشفاع، وينتقل في أفراد الأعداد بالفرقان والاجتماع، فيه سلطان لاهوتية، قهار لناموس الناسوتية، يسلب العقول والأبصار، تنطوي تحت برازخ أحديته أسرار التفصيل والإجمال، وتنزوي في وتنزوي في ظل واحديته أدوار الانفصال والاتصال، استوت به عروش الصفات على قوائم الأسماء، وأحيط فروش القوابل بسور الظهور الأحمى، واستدار على حقائق الملكوت، واستنار ببواهر أضواء الجبروت لنقطة كل عالم، ومن طلعته أزهرت كواكب آدم، أد بلطائف الجمعيات طوائف الأكوان، واستضاء في أصداف الأوصاف بلوامع الرحمن، رجعت إليه أوامر الرغبوت غيبا وظهورا، وهمعت منه مواطر الرحموت مطويا ومنشورا.
     اللهم فبحق سوره المتلوة بلسان البيان عن حضرة القدم، وستره المجلوة فيه عرائس الحقائق والحكم، أنزل صلاة وصلتك السبوحية من عرش اسمك الأعظم على واحد عوالم تجلياتك القدسية الأكرم، نوراني المشارق والمغارب، صمداني الوجه بك إليك في المآرب والمطالب، لوح نقوش سرك المحيط الجامع، روح هياكل أمرك اللدني الواسع، لسان الأزل المفيض بكل ما شئت، خزانة رتبة الأبد الممدة لكل ما أردت، الأول القابل لأنواع تعيناتك العلية على اختلاف شؤونها، الآخر الخاتم على كنوز إمداداتك الزكية في ظهورها وبطونها، العبد القائم بسر الغيب والإحاطة بغايات الوصل، الناظر بعين الذات فلا كيف ولا مثل، فاتحة كتب الهيئات والصفات، والآيات البينات، سر الباقيات الصالحات الدائمات، الحبيب المحبوب الذي عنده المطلوب، وسلم باسمك السلام الممد القيومي عليه منك معك دائما ما دام كل ما كان وكل ما يكون، وبقى تعين أحديتك في الظهور والبطون، وأشرف جمال شهودك على عوالم أمرك في الحركة والسكون، وأنفقت من خزائن مواهبك ما شئت من سرك المصون، وبطن عن إدراك كل أحد من خلقك ما كتمت من أمرك المكنون، آمين (سبع مرات). (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين).
     اللهم يا علي يا عظيم، يا حليم يا كريم، يا غفور يا رحيم، إنا نتوسل إليك بجاه هذا السيد الكامل، الذي من جميع خلقك اخترته واصطفيته، وبجميع المكارم خصصته وأحببته، أن تميتنا على الإيمان والإسلام، وأن تسعدنا به وبلقائك يا رحمن يا رحيم يا سلام، واجعل اللهم ما مننت به علينا في جميع هذه المواهب التي وهبتها لنا بلجا في قلوبنا، ومحوا لذنوبنا، ونورا في يقيننا، وقوة في إيماننا، وتزكية لأعمالنا، وذخرا لآخرتنا، وارحم بها والدينا وإخواننا وأشياخنا وكل من انتمى إلينا ولا تؤاخذنا بذنوبنا وسوء أفعالنا، وعاملنا بما أنت أهله من الجود والكرم يا ارحم الراحمين.
     اللهم إنا نتوسل إليك بك، ونسألك ولا نسأل غيرك بحقك وحق نبيك، أن تميتنا على ملته، وأن تحشرنا في زمرته، وتحت لوائه وعنايته، وأن تغفر ذنوبنا وأن تستر بمنك عيوبنا، وأن تطهر من صدأ الغفلة قلوبنا، وأن تتجاوز عنا وعن سيئاتنا، وأن تهون علينا سكرات الموت وما بعده من فتنة القبر والحشر، والأهوال العظيمة التي لا يسعها حملنا ولا ضعفنا إلا ما كان من عفوك وجودك ورحمتك، فأنت الجواد الكريم الغفور الرحيم، والصلاة والسلام التامان الأكملان على سيدنا ومولانا محمد الذي انعقدت له العزة في الأزل، وانسحب فضلها إلى ما لم يزل، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
    قال رضي الله عنه: ثم إني بعد هذه الصلوات الشريفة، ختمت حضرتها بالفاتحة بين يدي حبيبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلي ضاحكا، والبشرى تلوح في وجهه الشريف، عليه ا:مل الصلاة وأتم السلام، وقال لي: "هي مقبولة بك، ومن يداوم عليها مقبول بقبولك"، فحمدت الله تعالى، وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar