يقول
: « البرزخ المسمى بالخيال المتصل والخيال المقيد ، ويسمى
بأرض السمسمة وأرض الحقيقة : وهو البرزخ الخيالي تظهر فيه الصور الجسمانية الكثيفة
التي تقبل التجزؤ والتبعيض والخرق والالتئام . وهي المركبة من العناصر صوراً مركبة
لطيفة ، لا تقبل التجزؤ ولا الخرق ولا التبعيض ، ولا يمتنع فيها إيراد الكبير على
الصغير ولا تصور المحال ، ومنه ورد : ] اعبد الله كأنك تراه [([1]) . ومن شأن هذه المرتبة :
تلطيف الكثيف المقيد ، لأن المحسوسات الكثيفة تظهر فيها بصور لطيفة روحانية ...،
وتكثيف اللطيف المقيد . ومنشأ هذه المرتبة
البرزخية الخيالية مقدم الدماغ ، وهي التي تمسك صور المحسوسات عند غيبوبتها
، كما يرى الإنسان مثلاً مدينة ثم يغيب عنها ، فإذا تذكرها رآها كما كان رآها ،
فيظن أنه رآها في موضعها في غير هذه المرتبة الخيالية » ([2])
.
يقول
: « البرزخ الخيالي النومي : هو البرزخ بين الموت والحياة .
فإن النائم لا حي ولا ميت ، بل له وجه إلى الموت ووجه إلى الحياة ، وفي هذه
المرتبة يرى الإنسان ربه متصوراً بصور المحدثات ، ومنه ما ورد في الخبر عنه : ] رأيت ربي في صورة شاب أمرد له
وفرة وفي رجليه نعلان ، وعلى وجهه فراش من ذهب [([3]). فهو من صور البرزخ المسمى
: بالخيال المقيد ، ويرى الإنسان نفسه في مكان غير المكان الذي هو فيه ، فهو في
مكانين وهو هو لا غيره ، وأمثال هذا من المحالات المنامية ، والكل صحيح » ([4])
.
البرزخ السحري : هو برزخ بين الغيب والشهادة ، وفيه يقف كل سر قام من الشريعة حتى تقوم
الدنيا وتأتي الآخرة ، وهو بين الموت والحياة الوجودية ، وفيه عرش الهوية ،
وكرسي تجلي الفيض للنعم الإلهية في هذه الدار ([5])
.
يقول
: « البرزخ الصوري : هو قرن من نور ، أعلاه واسع ، وأسفله ضيق ، فإن
أعلاه العماء وأسفله الأرض . وفي هذا البرزخ تظهر صور الجن ، والملائكة ، وباطن
الإنسان هي الظاهرة في النوم ، وصور سوق الجنة »([6])
.
«
برزخ الصور : هو البرزخ الخيالي الذي تنتقل إليه أرواحنا بعد
الموت الطبيعي ، وهو المسمى في قوله تعالى : ] فَإِذا نُفِخَ في الصّورِ [([7]) ، وبالناقور في قوله : ] فَإِذا نُقِرَ في النّاقورِ [([8])... فإن صوره خيالية . وكل
ما ندركه في البرزخ من نعيم لأهله وعذاب
لأهله ، فإنما يدركونه بإدراكات هذه الصور البرزخية الخيالية ، كما قال تعالى : ] النّارُ يُعْرَضونَ عَلَيْها غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقومُ السّاعَةُ أَدْخِلوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ [([9]) ([10]) .
لأهله ، فإنما يدركونه بإدراكات هذه الصور البرزخية الخيالية ، كما قال تعالى : ] النّارُ يُعْرَضونَ عَلَيْها غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقومُ السّاعَةُ أَدْخِلوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ [([9]) ([10]) .
[1]
- صحيح مسلم ج: 1 ص: 37 ، انظر فهرس الأحاديث .
[2]
- الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 ص 529 .
[3]
- ورد بصيغة أخرى في الكامل في ضعفاء الرجال ج: 2 ص: 261 ، انظر فهرس الأحاديث .
[4]
- الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 ص 531 .
[5]
- د . عبد الرحمن بدوي – الإنسان الكامل في الإسلام – ص 159 ( بتصرف ) .
[6]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – سفر 2 فقرة 553 .
[7]
- المؤمنون : 102 .
[8]
- المدثر : 8 .
[9]
- غافر : 46 .
[10]
- الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 ص 530 (
بتصرف ) .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar