يقول
: « عالم البرزخ : هو عالم الخيال ، ويسميه بعض أهل الطريق : عالم
الجبروت
»([1]).
البرزخ الأسفل : هو برزخ يكون في مغرب عالم الهيولي
وفي حجب العناصر ، وهو دار الثواب والعقاب ، وفيه جنة الأعمال والنار ، ويعبر عنه
: بلوح المحو والإثبات ، فإن كل ما فيه يتبدل ويتغير من حال إلى حال ، لأنها نتائج
الأفعال والأعمال ، وهذا العالم يسمى : بالمثال ، لأنه مثال وظل للعالم الدنياوي ([2])
.
البرزخ
الوسط
: هو نبيكم ، لأنه الآخذ من الله ([3]) .
البرزخ الأعلى : هو برزخ يكون في مشرق
عالم الهيولي وفي حجب السموات العلى ، وهو الجنة التي هبط منها أبونا آدم وأمنا
حواء ، وفيه صور جميع الموجودات من الأزل إلى الأبد ولا يتغير ولا يتبدل ما في هذا
العالم ، ولهذا يسمى : باللوح المحفوظ ([4])
.
البرزخ
الأول
: هو إشارة إلى العماء الذي هو النفس الرحماني ، وهو بعينه الغيب الإضافي الأول
بالنسبة إلى معقولية الهوية التي لها الغيب المطلق ([5])
.
برزخ البرازخ : هو البرزخ الفاصل بين
الوجود المطلق والعدم ، له وجه إلى الوجود ووجه إلى العدم ، فهو يقابل كل واحد من
المعلومين بذاته ، وهو المعلوم الثالث ، وفيه جميع الممكنات وهي لا تتناهى كما أنه
كل واحد من المعلومين لا يتناهى ، ولها في هذا البرزخ أعيان ثابتة من الوجه الذي
ينظر إليها الوجود المطلق ([6])
.
يقول
: « برزخ البرازخ كلها وجمعها : هو الحقيقة المحمدية »([7])
.
يقول
: « البرزخ الجامع : هو الحضرة ( الواحدية ) ، والتعين الأول الذي
هو أصل البرازخ كلها ، فلهذا يسمى : البرزخ الأول ، والأعظم ، والأكبر »([8])
.
البرزخ الحقيقي : هو الذي عرفنا إياه الحق
تعالى في قوله : ] مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقيانِ . بَيْنَهُما
بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ [([9])
، وهو
الذي يلتقي ما بينهما بذاته ، فإن اِلتقى الواحد منهما بوجه غير الوجه الذي يلقى
به الآخر فلا بد أن يكون بين الوجهين في نفسه برزخ يفرق بين الوجهين حتى لا
يلتقيان فإذاً ليس ببرزخ ، فإذا كان عين الوجه الذي يلتقي به أحد الأمرين الذي هو
بينهما عين الوجه الذي يلتقي به الآخر فذلك هو البرزخ الحقيقي ، فيكون بذاته عين
كل ما يلتقي به ، فيظهر الفصل بين الأشياء والفاصل واحد العين . وإذا علمت هذا
علمت البرزخ ما هو . ومثاله : بياض كل أبيض هو في كل أبيض بذاته ما هو في أبيض ما
بوجه منه ، ولا في أبيض آخر بوجه آخر بل هو بعينه في كل أبيض ، وقد تميز الأبيضان
أحدهما عن الآخر وما قابلهما البياض إلا بذاته ، فعين البياض واحد في الأمرين ،
والأمران ما هو كل واحد عين الآخر فهذا مثال البرزخ الحقيقي ([10])
.
يقول
: « البرزخ المسمى بالخيال المنفصل ، وبالخيال المطلق ، وبالعماء ،
وبالحق المخلوق به كل شيء . وهو البرزخ بين المعاني التي لا أعيان لها في الوجود
كالعلم والثبات ونحوها ، وبين الأجسام النورية والطبيعة ، وفيه تظهر الصور المرئية
في الأجسام الصقيلة مثل المرايا ونحوها . وشأن هذا البرزخ الخيالي العمائي تكثيف
اللطيف المطلق وهو الحق تعالى . فإنه من هذا البرزخ الخيالي ظهر موصوفاً بصفات المحدثات
منعوتاً بنعوتها ، كما ورد في الكتب الإلهية وسنن الأنبياء من المتشابهات وتلطيف
الكثيف المطلق . ومنه اتصف الممكن المحدث بالصفات الإلهية كالحياة والعلم والقدرة
ونحوها . فالبرزخ العمائي هو الخيال ، والصور المرئية فيه هي المتخيلات ، وفي هذه
المتخيلات ما يرى بعين الحسِّ ومنه ما يرى بعين الخيال ... وصور جميع الجسمانيات
هي في هذا البرزخ الخيالي صور روحانية خيالية على وجه لطيف ، لا يمتنع فيه التداخل
ولا التزاحم ولا إيراد الكبير على الصغير ، بل ولا الجمع بين الضدين ، ولا وجود
شخص واحد في مكانين »([11])
.
[1]
- المصدر نفسه - ج 2 ص 129 .
[2]
- الشيخ عبد الحميد التبريزي - مخطوطة البوارق النورية - ورقة 243 أ – ب ( بتصرف )
.
[3]
- الشيخ أحمد الرفاعي – البرهان المؤيد – ص17( بتصرف ) .
[4]
- الشيخ عبد الحميد التبريزي - مخطوطة البوارق النورية - ورقة 243 أ – ب ( بتصرف )
.
[5]
- عبد القادر أحمد عطا - التفسير الصوفي للقرآن ، دراسة وتحقيق لـ (إعجاز البيان
في تأويل أم القرآن للقونوي) ص150(بتصرف)
[6]
- الشيخ ابن عربي - الفتوحات المكية - ج 3 ص 46 ( بتصرف ) .
[7]
- الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 ص 527 .
[9]
- الرحمن : 21 .
[10]
- الشيخ ابن عربي - الفتوحات المكية - ج 3 ص
518 ( بتصرف ) .
[11]
- الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 ص 528 –
529 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar