«
بعث الله الخلق : أحياهم بعد موتهم »([1])
.
ورد
لفظ البعث (67) مرة في القرآن الكريم بصيغ مختلفة ، منها قوله تعالى : ] فأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ [([2]) .
يقول : « الباعث
... بمعنى أنه يبعث الخواطر الخفية في الأسرار . فمن دواع يـبعثها إلى الحسنات ،
ومن دواع يبعثها إلى السيئات »([3]) .
يقول
: « الباعث Y : وتوجهه على إيجاد اللوح المحفوظ ، وهو
النفس الكلية ، وهو الروح المنفوخ منه في الصور المسواة بعد كمال تعديلها ، فيهبها
الله بذلك النفخ أية صورة شاء من قوله : ] في أَيِّ صورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ [([4]) . وتوجهه على إيجاد الهاء
من الحروف ، وهاء الكنايات ، وتوجهه على إيجاد البطين من المنازل المقدرة »([5])
.
ويقول
: « الباعث : عموماً وخصوصاً . فالعموم بما بعث من الممكنات إلى
الوجود من العدم ، وهو بعث لم يشعر به كل أحد إلا من قال بأن للمكنات أعياناً
ثبوتية ، وإن لم يعثر على ما أشرنا إليه القائل بهذا ، ولما كان الوجود عين الحق
فما بعثهم إلا الله بهذا الإسم خاصة . ثم خصوص البعث في الأحوال ، كبعث الرسل ،
والبعث من الدنيا إلى البرزخ نوماً وموتاً ، ومن البرزخ إلى القيامة . وكل بعث في
العالم في حال وعين فمن الإسم الباعث فهو من أعجب اسم تسمى به تعريفاً لعباده »([6])
.
يقول
: « الباعث
Y : هو تعالى باعث الرسل بالأحكام ، وباعث الموتى من القبور والنائم
باليقظة من المنام .
وقيل
: معناه باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد ، والتنقي من ظلمات صفات العبيد .
وقيل
: هو الذي يبعثك على عليات الأمور ، ويرفع عن قلبك وساوس الصدور »([7])
.
يقول :
« الباعث Y : هو الذي يبعث من في
القبور ويُحَصِّل ما في الصدور ، يبعث الأرواح إلى الأجسام فيحييها ، ويبعث الرسل
إلى الخلائق فيهديها ويبعث الأرزاق إلى العوالم فيغذيها ، يبعث الإنسان بعد نومه
فيقوم عاملاً بعد قومه ، يبعث نفحات لطفه إلى قلوب المحبين ، فيحييها باليقين »([8])
.
يقول
: « الباعث : الذي يصفي السرائر عن الهوى وينقي الأعمال عن الدنس »([9])
.
يقول
: « الباعث : فإنه كان متصفاً به ، والدليل على ذلك أنه قال :
] وأنا الحاشر يحشر الناس على قدمي [([10]) ، والحاشر هو الباعث إذ المعنى واحد »([11]) .
] وأنا الحاشر يحشر الناس على قدمي [([10]) ، والحاشر هو الباعث إذ المعنى واحد »([11]) .
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري:
«
الباعث على الفعل إما روحاني فقط وهو الإخلاص ، أو شيطاني فقط وهو الرياء ، أو
مركب منهما . والمركب إما أن يتساوى فيه الطرفان ، أو يكون الروحاني أقوى ، أو
النفساني أقوى »([12])
.
يقول الشيخ الأكبر أبن عربي :
«
الباعث Y :
التعلق
: افتقارك إليه في أن يرزقك الإفادة عن همة مؤثرة في المستفيد حالاً .
التحقق
: الباعث على الإطلاق من يبعث لا عن باعث حتى لا يكون مبعوثاً لباعثه أن يبعث ،
وذلك لا يكون إلا الله وحده ، ويحتاج هذا الفصل إلى نظر وتحقيق يفكر فيه من ينظر
في كلامنا .
التخلق
: لا يصح البعث المقصود هنا إلا بعد الموت ، فإن الله يقول : ] هُوَ الَّذي بَعَثَ في الْأُمِّيّينَ رَسولاً
مِنْهُمْ
[([13]) ؟ وهل يكون الموت حياة
أولاً ؟ فيه نظر ، كل مولود يولد على الفطرة ، فهو حي ، ثم يغلب عليه بهذا التركيب
الطبيعي موت القلب بالجهل وموت الجوارح بالمخالفات ، فإذا أحييته من هذا الموت
بالعلم الشريف على ضروبه ، وأحييته بالموافقة من موت المخالفة التي كان فيها
عموماً حساً ومعنى كنت : باعثاً ، ولكن عن باعث لا بد لك من ذلك »([14])
.
«
اسمه تعالى الباعث يذكره أهل الغفلة ، ولا يذكره أهل طلب الفناء »([15])
.
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص163 .
[2]
- البقرة : 259 .
[3]
- الإمام القشيري – التحبير في التذكير – ص 67 .
[4]
- الانفطار : 8 .
[5]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 2 ص 427 .
[6]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية - ج 4 ص 324 .
[7]
- الشيخ عبد العزيز يحيى – الدر المنثور في تفسير أسماء الله الحسنى بالمأثور – ص
63 .
[8]
- الشيخ أحمد العقاد – الأنوار القدسية في شرح أسماء الله الحسنى وأسرارها الخفية
– ص193-194
[9]
- حسنين محمد مخلوف - أسماء الله الحسنى والآيات الكريمة الواردة فيها – ص 62 – 63
.
[10]
- ورد في صحيح البخاري ج : 3 ص : 1299 ، انظر فهرس الأحاديث .
[12]
- الشيخ ابن عطاء الله السكندري - مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح – ص 25 .
[13]
- الجمعة : 2 .
[15]
- الشيخ ابن عطاء الله السكندري - مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح – ص 35 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar