«
البقرة : حيوان مستأنس ضخم الجثة يستخدم للحرث ويتخذ للّبن واللحم »([1])
.
وردت
في القرآن الكريم ( 9 ) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : ] يوسُفُ أَيُّها الصِّدّيقُ أَفْتِنا في سَبْعِ
بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ [([2]) .
البقرة : كناية عن النفوس ، وذلك
لأن بني إسرائيل حين قتلوا نفساً أمروا بذبح بقرة ، فإن بينها وبين النفس نسبة ([3])
.
ويقول
: « بقرة : هي النفس الحيوانية ،
وذبحها قمع هواها الذي هو حياتها ومنعها عن أفعالها الخاصة بها بشفرة سكين الرياضة
»([4])
.
يقول
: « البقرة : كناية عن النفس إذا استعدت للرياضة ، وبدت فيها صلاحية
قمع الهوى الذي هو حياتها ، كما يكنى عنها بالكبش قبل ذلك ، وبالبدنة بعد الأخذ
في السلوك »([5])
.
[ تفسير صوفي – 1 ]: في تأويل قوله تعالى : ] إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحوا بَقَرَةً [ ([6])
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
«
إشارة إلى ذبح بقرة النفس البهيمية ، فإن في ذبحها حياة القلب الروحاني ، وهذا هو
الجهاد الأكبر »([7])
.
ويقول الشيخ أبو العباس المرسي :
«
بقرة كل إنسان نفسه ، والله أمرك بذبحها »([8])
.
ويقول الباحث محمد غازي عرابي :
« البقرة هنا النفس المسلمة
، أي هي طوع الخلاق ، أودعها الجسم ، وتصرف بها تصرف الحكيم العليم الدراك للمرامي
. وذبح البقرة : ذبح النفس ، وهو ضرورة لإعادة الحق إلى صاحبه . فالإنية تدعي ،
وصاحبها مستمسك بها ، ساع لتأمين مصالحها وغايتها ، وهذا هو عين الحجاب . فنفسك
ليست لك ، وإن كانت لك ، وهي وديعة عندك ، لو عرفت كيف تجب سياستها صارت بقرة بحق
، أي وسيلة لمعرفة الحق . فعند ذبح البقرة تصبح النفس لغيرك ، لا لك ، وليس الغير
سوى الله .. وعندئذ تجد أن نفسك مرآة ترتسم فيها آيات تستطيع قراءتها أما رمزاً ،
وإما صوراً في خيالات ، فتغدو بذلك عالماً ، وعلمك بالله . هكذا علم الله الإنسان
ما لم يعلم . فمن الداخل لا من الخارج تم خلع النعلين ، وبالتوجيه النفثي توجه آدم
إلى غايته . فكن بقرة وضحَّ بها ، تجدها حلوباً ولبنها العلم الذي ما بعده علم »([9])
.
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
«
إشارة إلى كثرة تشبه البطالين بزي الطالبين وكسوتهم وهيئتهم »([11])
.
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
« إشارة إلى صفرة وجوه أرباب الرياضات وسيما أصحاب
المجاهدات في طلب المشاهدات »([13])
.
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص 168 .
[2]
- يوسف : 46 .
[3]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج1 ص 564 – 565 (بتصرف) .
[4]
- الشيخ ابن عربي – تفسير القرآن الكريم – ج1 ص59 .
[6]
- البقرة : 67 .
[7]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 1 ص 161 .
[8]
- الشيخ ابن عطاء الله السكندري – لطائف المنن في مناقب أبي العباس المرسي ( بهامش
لطائف المنن والأخلاق للشعراني ) – ج 1 ص159.
[10]
- البقرة : 70 .
[11]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 1 ص 161 .
[12]
- البقرة : 69 .
[13]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 1 ص 161 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar