«
بَتَّلَ إلى الله : تفرغ لعبادته »([1])
.
ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم مرتان في آية
واحدة في قوله تعالى : ] واذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتيلاً
[([2]) .
يقول
: « التبتل : هو رفض الدنيا مع كل ما فيها ، والتماس ما عند الله »([3])
.
يقول
: « اعلم أن جميع المفسرين فسروا التبتل بالإخلاص ... فالمشغول بطلب الآخرة غير
متبتل إلى الله تعالى بل متبتل إلى الآخرة ، والمشغول بعبادة الله متبتل إلى
العبادة لا إلى
الله ... فمن آثر العبادة لنفس العبادة أو لطلب الثواب أو ليصير متعبداً كاملاً بتلك
العبودية : فهو متبتل إلى غير الله ... إن التبتل إليه لا يحصل إلا بعد حصول المحبة ، والمحبة لا تليق إلا بالله تعالى »([4]) .
الله ... فمن آثر العبادة لنفس العبادة أو لطلب الثواب أو ليصير متعبداً كاملاً بتلك
العبودية : فهو متبتل إلى غير الله ... إن التبتل إليه لا يحصل إلا بعد حصول المحبة ، والمحبة لا تليق إلا بالله تعالى »([4]) .
يقول
: « التبتل : هو لزوم الانقطاع في خلوة التجلي »([5])
.
يقول
: « التبتل … هو قطع العلائق الظاهرة والباطنة .
فأما
الظاهرة : فهو الانقطاع إلى الله تعالى عن الخلق والدنيا وأمورها …
وأما
الباطنة : فهو الانقطاع عما سوى الله تعالى ، والتوجه إليه ، والمراقبة والحضور
معه في كل حال ، وقطع كل قاطع ومنع كل مانع حتى تصل إليه »([6])
.
يقول
: « التبتل : هو خلق من أخلاق القرآن ، وفضيلة من فضائل الإيمان ،
ولكنه خلق من أخلاق الخاصة ، بل خلق من أخلاق خواص الخاصة ، بل هو خلق من أخلاق
النبوة ، وفضيلة من فضائل سيدنا ورائدنا وقائدنا رسول الله ، ولذلك ذكره القرآن الكريم في
آية واحدة ، في سورة المزمل ، خاطب بها الرسول ، فقال فيها : ] واذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتيلاً
[([7]) ، وكأنه يريد سبحانه – وهو
أعلم بمراده – أن يقول لحبيبه وصفيه : انقطع لعبادة ربك وتفرغ لطاعته ، واستغرق في
مراقبته »([8])
.
يقول
: « التبتل إلى الله : الانقطاع والإخلاص له ... ولا يختلف المفهوم
الصوفي عن هذا المعنى اللغوي للكلمة ، فهو عندهم : الاسترسال مع الله ، والاستسلام
له »([9])
.
نقول : التبتل : هو الفناء بمراتبه الثلاث : الفناء في الشيخ –
الفناء في الرسول - الفناء في الله Y ، وهذا الفناء يعني الانقطاع الكلي روحياً من
الشجرة الإنسية الآدمية والارتباط بشجرة النور المحمدي المباركة
.
يقول : « تبتل
الأخلاق : هو الانقطاع إلى الله بتجريد
النفس عن الهوى ، وتزكيتها عن ظلمة طبائعها وهيآتها للتنور بنور أخلاقه وصفاته » ([12])
.
يقول
: « التبتل المطلق : هو ما لا يمكن أن يحصل إلا إلى الله تعالى ، لأن
الكمال المطلق له والتكميل المطلق منه ، فوجب أن لا يكون التبتل المطلق إلا إليه »([18])
.
يقول : « تبتل
المعاملات : هو الانقطاع إلى الله عن فعله
وحاله وقوته ، بتسليم النفس وتفويض الأمر إليه » ([19])
.
يقول : « تبتل
الولايات : هو الانقطاع عن أحكام الإمكان
وآثار الخليقة إلى أحكام الوجوب وأوصاف الألوهية » ([21])
.
نقول :
المتبتل : هو المنقطع لمعرفة الحق
تعالى عن طريق الفناء في الشيخ الكامل .
يقول الشيخ أبو حامد الغزالي :
« كان ذلك أول حال رسول الله
حيث
تبتل ، حين أقبل إلى جبل حراء حين كان يخلو فيه بربه ويتعبد ، حتى قالت العرب : إن
محمداً عشق ربه »([22])
.
يقول الشيخ محمد بن وفا الشاذلي :
«
حقيقته [ التبتل ] : رسوخ قدم صدق الطلب على صراط الاستقامة .
وغايته
: استدامة النظر في حل رموز أسرار القدر »([23])
.
يقول الشيخ عبد الله الهروي :
«
[ التبتل ] على ثلاث درجات :
الدرجة
الأولى : تجريد الانقطاع عن الحظوظ واللحوظ إلى العالم خوفاً ، أو رجاءً ، أو مبالاة بحال : بحسم الرجاء بالرضى ، وقطع
الخوف بالتسليم ، ورفض المبالاة بشهود الحقيقة.
والدرجة
الثانية : تجريد الانقطاع عن التعريج على النفس بمجانبة الهوى ، وتنسم روح الأنس ،
وشيم برق الكشف .
والدرجة
الثالثة : تجريد الانقطاع إلى السبق بتصحيح الاستقامة ، والاستغراق في قصد الوصول
، والنظر إلى أوائل الجمع »([24])
.
يقول الشيخ عبد الله الهروي :
«
التبتل : الانقطاع إليه بالكلية .
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص130 .
[2]
- المزمل : 8 .
[3]
- الإمام فخر الدين الرازي – التفسير الكبير – ج 8 ص 338 .
[4]
- المصدر نفسه – ج 8 ص 338 – 339 .
[5]
- الشيخ محمد بن وفا الشاذلي – مخطوطة دار المخطوطات العراقية - برقم ( 11353 ) -
ص 4 .
[6]
- الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج2 ص30 .
[7]
- المزمل : 8 .
[10]
- الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – مخطوطة جامع الأصول في الأولياء – ص 232 .
[11]
- المصدر نفسه – ص 232 .
[12]
- المصدر نفسه – ص 232 .
[14]
- الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – مخطوطة جامع الأصول في الأولياء – ص 232 .
[15]
- المصدر نفسه – ص 232 .
[16]
- المصدر نفسه – ص 232 .
[17]
- المصدر نفسه – ص 232 .
[18]
- الإمام فخر الدين الرازي – التفسير الكبير – ج 8 ص 339 .
[19]
- الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – مخطوطة جامع الأصول في الأولياء – ص 232 .
[20]
- المصدر نفسه – ص 232 .
[21]
- المصدر نفسه – ص 232 .
[22]
- د . عبد الحليم محمود – المنقذ من الضلال لحجة الإسلام الغزالي – ص 133 – 134 .
[23]
- الشيخ محمد بن وفا الشاذلي – مخطوطة دار المخطوطات العراقية - برقم ( 11353 ) -
ص 4 .
[25]
- المزمل : 8 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar