يقول الشيخ أبو الحسن الجوسقي :
«
بكاء الزاهدين بعيونهم ، وبكاء العارفين بقلوبهم »([1])
.
يقول الإمام القشيري :
«
أراد به الضحك والبكاء المتعارف عليهما بين الناس ، فهو الذي يجريه ويخلقه .
ويقال
: أضحك الأرض بالنبات ، وأبكى السماء بالمطر .
ويقال
: أضحك أهل الجنة بالجنة ، وأبكى أهل النار بالنار .
ويقال : أضحك المؤمن في
الآخرة وأبكاه في الدنيا ، وأضحك الكافر في الدنيا وأبكاه في الآخرة .
ويقال
: أضحكهم في الظاهر ، وأبكاهم بقلوبهم .
ويقال
: أضحك المؤمن في الآخرة بغفرانه ، وأبكى الكافر بهوانه .
ويقال
: أضحك قلوب العارفين بالرضا ، وأبكى عيونهم بخوف الفراق .
ويقال
: أضحكهم برحمته ، وأبكى الأعداء بسخطه »([3])
.
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
«
بكاء السمع بذوبان الوجود على نار الشوق والمحبة »([5])
.
[
تفسير صوفي – 3 ] : في تأويل قوله تعالى : ]
وَإِذا
سَمِعوا ما أُنْزِلَ إلى الرَّسولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفيضُ مِنَ الدَّمْعِ [([6])
.
يقول الشيخ ابن عطاء الأدمي :
«
فلما سمعوا منه ،لم يطيقوا حمله إلا ببكاء فرح أو بكاء حسرة ، أو بكاء دهش ، أو
بكاء حرقة ، أو بكاء معرفة ، كما قال الله تعالى : ] مِمّا عَرَفوا مِنَ الْحَقِّ [([7])
»([8])
.
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
«
ابكوا بين يديه ، ذلوا له بدموع أعينكم وقلوبكم ، البكاء عبادة وهو مبالغة في الذل »([9])
.
ويقول
: « كان الفضيل بن عياض ( رحمة الله عليه )
إذا لقي سفيان الثوري يقول له : تعال نبكي في علم الله U فينا ، ما أحسن هذا الكلام
، هذا كلام عارف بالله U عالم به وبتصاريفه ، ما علم
الله الذي أشار إليه ؟ هو قوله : ] هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار
ولا أبالي
[([10])
، وخلط
الكل موضعاً واحداً فلا يدري من أي القبيلين هو ؟ »([11])
.
يقول الشيخ الفضيل بن عياض :
«
إذا رأيت الرجل يبكي وقلبه ساه فهو منافق ، وإن البكاء بكاء القلب »([12])
.
ويقول الشيخ الفضيل بن عياض :
ويقول الشيخ أبو سليمان الداراني :
«
ليس البكاء بتعصير العيون ، إنما البكاء أن تترك الأمر الذي تبكي عليه »([14])
.
ويقول الشيخ أبو يزيد البسطامي :
«
لم أزل أبكي حتى ضحكت ، ولم أزل أضحك حتى صرت لا أضحك ولا أبكي »([15])
.
الشيخ عبد العزيز المكي العتابي :
يقول
لرجل في مجلسه وقد بكى : « تلذذك بالبكاء ثمن البكاء »([16])
.
ويقول الشيخ حماد الدباس :
«
البكاء من بقية الوجود »([17])
.
وتقول السيدة فاطمة بنت ابن المثنى
القرطبي :
«
عجبت لمن يقول : أنه يحب الله ولا يفرح به وهو مشهوده ، عينه إليه ناظرة في كل عين
، لا يغيب عنه طرفة عين . فهؤلاء البكاؤون كيف يدعون محبته ويبكون ؟ ! أما يستحيون
؟ إذا كان قربه مضاعفاً من قرب المتقربين اليه ، والمحب أعظم الناس قربة اليه ،
فهو مشهوده ، فعلى من يبكي ؟ ! إن هذه لأعجوبة »([18])
.
ويقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
«
عن بعض أهل المعرفة ... نِعْمَ الشفيع البكاء »([19])
.
« كان في عهد الحسن البصري رجل كان له ابنة تبكي حتى عميت عيناها فجاء
الرجل إلى الحسن ودعاه ليعظها ، لعلها ترفق بنفسها ، فأتاها الحسن وقال لها :
أرفقي
فقالت
: أيها الأستاذ إن عينيّ لا تخلو من وجهين ، أما أن تصلح لرؤية ربي أو لا تصلح فإن
لم تصلح فحق لها أن تعمى ، وإن كانت تصلح فألوف مثل عيني فداء لرؤيته .
قال
الحسن : جئت مداوياً فصرت مداوى ، وأتيت
مطبباً فوجدت طبيباً »([20])
.
يقول الشيخ ذو النون المصري :
«
خرجت من وادي كنعان بالليل ، فإذا بشخص قد أقبل إلي وهو يقرأ :
] وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكونوا يَحْتَسِبونَ [([21]) ، فلما قرب الشخص مني إذا هي امرأة عليها جبة صوف وبرقع صوف ، وفي يدها ركوة وعكاز ، فقالت : من أنت ؟ غير فزعة مني .
] وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكونوا يَحْتَسِبونَ [([21]) ، فلما قرب الشخص مني إذا هي امرأة عليها جبة صوف وبرقع صوف ، وفي يدها ركوة وعكاز ، فقالت : من أنت ؟ غير فزعة مني .
قلت
: رجل غريب .
قالت
: يا هذا وهل تجد مع الله غربة وهو مؤنس الغرباء ومعين الضعفاء ؟ ! فبكيت .
فقالت
: ما بكاؤك ؟
فقلت
: وقع الدواء على الداء .
فقالت : إن كنت صادقاً في
قولك لم بكيت ؟
فقلت
: يرحمك الله والصادق لا يبكي ؟
قالت : لا .
قلت
: ولم ذلك ؟
قالت
: لأن البكاء راحة القلب وملجأ يلجأ إليه ، وما كتم القلب شيئاً أحق من الشهيق
والزفير ، وأما البكاء فهو عند الأولياء رضي الله عنهم ضعف »([22])
.
[1]
– الشيخ علي بن يوسف الشطنوفي – مخطوطة بهجة الأسرار ومعدن الأنوار - ص 401 .
[2]
- النجم : 43 .
[3]
- الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج 6 ص 57 – 58 .
[4]
- مريم : 58 .
[5]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 5 ص 344 .
[6]
- المائدة : 83 .
[7]
- المائدة : 83 .
[8]
- بولس نويا اليسوعي - نصوص صوفية غير منشورة ، لشقيق البلخي – ابن عطاء الأدمي –
النفري – ص 48 .
[9]
- الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني - ص 88 .
[10]
-الفردوس بمأثور الخطاب ج: 3 ص: 422 .
[11]
- الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني - ص 307 .
[12]
- الشيخ أحمد الرفاعي - حالة أهل الحقيقة مع الله – ص 222 .
[13]
- الشيخ أبو نعيم الأصفهاني – حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ج 8 ص 99 .
[14]
- الشيخ أحمد بن عجيبة – إيقاظ الهمم في شرح الحكم – ج 1 ص 117 .
[15]
- د . عبد الرحمن بدوي – شطحات الصوفية – ص 152 .
[16]
- د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص
117 .
[17]
- الشيخ عمر السهروردي – عوارف المعارف ( ملحق بكتاب إحياء علوم الدين للغزالي -
ج5 ) ص 117 .
[18]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 2 ص 347 .
[19]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 5 ص 315 .
[20]
- المصدر نفسه – ص 223 – 224 .
[21]
- الزمر : 47 .
[22]
- الشيخ عبد الله اليافعي – روض الرياحين في حكايات الصالحين – ص 243 – 244 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar