يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
« ما بلاء أشد : من بلاء من أظلم
عليه قلبه ، والتبس عليه أمره ، وخفيت عليه قدرة مولاه . فهو يتردد في أمره ،
متمرداً على مولاه لفقدان نور الهداية عن قلبه ، وطلب النجاة من غير وجهة »([1])
.
ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي
:
«
أشد البلاء مجموعة في ثلاث : خوف الخلق ، وهم الرزق ، والرضاء عن النفس »([2])
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
«
على قدر مشاهدته يعرف الابتلاء ، وعلى قدر معرفته بالابتلاء يطلب العصمة ، وعلى
قدر إظهار فقره وفاقته إلى الله يتعرف الضر والنفع ويزداد علما وفهما وبصرا »([3]).
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
«
البلاء في الدنيا نعمة معجلة من الله تعالى على عباده المؤمنين ، قال تعالى :
] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدينَ مِنْكُمْ والصّابِرينَ [ . فالبلاء : على قدر المراتب عند الله تعالى »([4]).
] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدينَ مِنْكُمْ والصّابِرينَ [ . فالبلاء : على قدر المراتب عند الله تعالى »([4]).
يقول الإمام علي بن أبي طالب :
«
الله يختبر عباده بأنواع الشدائد ، ويتعبدهم
بأنواع المجاهد ، ويبتليهم بضروب المكاره إخراجاً للتكبر من قلوبهم ،
وإسكاناً للتذلل في نفوسهم . وليجعل ذلك أبواباً فتحاً إلى
فضله ، وأسباباً ذللاً لعفوه »([6]) .
فضله ، وأسباباً ذللاً لعفوه »([6]) .
ويقول الإمام محمد الباقر u
:
«
إن العبد ليكون له عند الله الدرجة السنية العظيمة الشريفة فيبتليه بالبلاء : لكي
ينال تلك الدرجة ، فيعيدوا إليه الناس أفواجاً يعزونه ويتوجعون له مما أصابه ، ولو
علموا ما آتاه الله من تلك الدرجة لم يتوجع له أحد ولم يعزه أحد » ([7])
.
ويقول الإمام جعفر الصادق u :
«
البلاء زين المؤمن ، وكرامة لمن عقل ، لأن في مباشرته والصبر عليه ، والثبات عنده
تصحيح نسبة الإيمان . قال النبي : ] نحن
معاشر الأنبياء أشد الناس بلاء ، والمؤمنون الأمثل
فالأمثل [ ([8]) ، ومن ذاق طعم البلاء تحت
سر حفظ الله له ، تلذذ به أكثر من تلذذه بالنعمة ، واشتاق إليه إذا فقده ، لأن تحت
ميزان البلاء والمحنة أنوار النعمة ، وتحت أنوار النعمة نيران البلاء والمحنة ،
وقد ينجو من البلاء ، ويهلك في النعمة كثير . وما أثنى الله على عبد من عباده من
لدن آدم إلى محمد إلا بعد ابتلائه ووفاء حق العبودية فيه .
فكرامات
الله في الحقيقة نهايات بداياتها البلاء ، وبدايات نهاياتها البلاء . ومن خرج من
سكة البلوى جعل سراج المؤمنين ومؤنس المقربين ودليل القاصدين . ولا خير في عبد شكى
من محنة تقدمها آلاف نعمة ، وأتبعها آلاف راحة . ومن لا يقضي حق الصبر في البلاء ،
حرم قضاء الشكر في النعماء ، كل من لا يؤدي حق الشكر في النعماء ، يحرم من قضاء
الصبر في البلاء ، ومن حرمها ، فهو من المطرودين »([9])
.
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
«
إن الابتلاء فضل ولطف خفي ، ليعلموا أن أحوال العباد جالبة لظهور أوصاف الحق عليهم
، فما أعدّوا له نفوسهم موهوب لهم من عند الله … ولئلا يناموا إلى الأحوال دون
المسلكات ، وليتمرنوا بالصبر على الشدائد ، والثبات في المواطن ، ويتمكنوا في
اليقين ، ويجعلوه ملكاً لهم ومقاماً … ولا يميلوا إلى الدنيا وزخرفها ، ولا يذهلوا
عن الحق ، ولا يبيعوه بالدنيا والآخرة ، وليكون عقوبة عاجلة للبعض فيتمحصوا عن
ذنوبهم ، وينالوا درجة الشهادة ، برفع الحجب ، خصوصاً حجاب محبة النفس ، فيلقوا
الله طاهرين » ([10])
.
« إذا أراد الله أن يطوي مسافة البعد
بينه وبين عبده ، سلط عليه البلاء ، حتى إذا تخلص وتشحر ، صلح للحضرة ، كما تصفي
الفضة والذهب بالنار لتصلح لخزانة الملك . وما زال الشيوخ والعارفون يفرحون بهذه
النوازل ويستعدون لها في كسب المواهب »([11]) .
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
«
قال الله تعالى : ] وَجَعَلْنا الْلَيْلَ لِباساً . وَجَعَلْنا النَّهارَ
مَعاشاً
[([12])
، فيه
إشارة لطيفة … وهذا اللباس ، لباس البلاء ، ولباس المتعزّين المصابين لفوت
القابلية مثل : المكاشفة والمشاهدة والمعاينة وبموت حياة الأبدية ، ومثل الشوق
والذوق والعشق والروح القدسي ، ومرتبة القربة والوصلة ، وهؤلاء من أعظم المصائب .
ولا بد من لباس المتعزين في مدة عمره ، لأنه فاتته المنفعة الأخروية »([13])
.
[1]
- الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 357 .
[2]
- الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج 1 ص 71 .
[3]
- د . محمد كمال إبراهيم جعفر - التصوف طريقاً وتجربةً ومذهباً – ص 311 .
[4]
- الشيخ ابن عربي – كتاب الكتب – ص 41 .
[5]
- الشيخ عبد الوهاب الشعراني – لطائف المنن والأخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة
الله على الإطلاق – ج 2 ص 93 (بتصرف)
[6]
- الشيخ محمد عبده – نهج البلاغة – ج 2 ص 148 .
[7]
- الشيخ علي الطبرسي – مشكاة الأنوار في غرر الأخبار – ص 291 .
[8]
- الأحاديث المختارة ج: 3 ص: 252 ، انظر فهرس الأحاديث .
[10]
- الشيخ ابن عربي – تفسير القرآن الكريم – ج 1ص27 .
[11]
- الشيخ أحمد بن عجيبة – إيقاظ الهمم في شرح الحكم – ج 1 ص 22 .
[12]
- النبأ : 10 – 11 .
[13]
- الشيخ عبد القادر الكيلاني – سر الأسرار ومظهر الأنوار – ص59-60 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar