يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
«
المبتلى تارة يبتلى عقوبة ومقابلة لجريمة ارتكبها ومعصية اقترفها ، وأخرى يبتلى
تكفيراً وتمحيصاً ، وأخرى يبتلى لارتفاع الدرجات ... فعلامة الابتلاء على وجه
المقابلة والعقوبات : عدم الصبر عند وجودها ، والجزع والشكوى إلى الخليقة والبريات
.
وعلامة
الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيئات : وجود الصبر الجميل ، من غير شكوى ، وإظهار
الجزع إلى الأصدقاء والجيران ، والتضجر بأداء الأوامر والطاعات .
وعلامة
الابتلاء للارتفاع : وجود الرضا والموافقة ، وطمأنينة النفس ، والسكون بفعل إله
الأرض والسماوات والفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام والساعات »([1])
.
ويقول الشيخ أبو النجيب السهروردي :
«
البلاء منه ما يكون تمحيصاً ، ومنه ما يكون تأديباً ، ومنه ما يكون اختياراً ،
ومنه ما يكون عقوبة وخذلاناً »([2])
.
ويقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
«
الابتلاء على نوعين : إكرام وإهانة .
فكل
بلاء يقربك من المولى : فهو في الاسم بلوى ، وفي الحقيقة زلفى .
وكل
بلاء يبعدك عن المولى : فهو في الحقيقة بلوى . ألا ترى الله تعالى ابتلى
إبراهيم u وكان سبب ابتلائه الخلة والقربة ، وابتلى إبليس ، وكان سبب ابتلائه اللعنة
والفضيحة ، فقال إبراهيم في البلوى : حسبي ربي ، وقال إبليس : حسبي نفسي فنودي لإبراهيم u بالخلة ، ولإبليس باللعنة »([3]) .
إبراهيم u وكان سبب ابتلائه الخلة والقربة ، وابتلى إبليس ، وكان سبب ابتلائه اللعنة
والفضيحة ، فقال إبراهيم في البلوى : حسبي ربي ، وقال إبليس : حسبي نفسي فنودي لإبراهيم u بالخلة ، ولإبليس باللعنة »([3]) .
يقول الإمام أبو حامد الغزالي :
«
البلاء : ينقسم إلى مطلق ومقيد .
أما
المطلق : في الآخرة ، فالبعد من الله تعالى إما مدة وإما أبداً . وأما في الدنيا :
فالكفر ، والمعصية ، وسوء الخلق ، وهي التي تفضي إلى البلاء المطلق . وأما المقيد
:
فكالفقر ، والمرض والخوف ، وسائر أنواع البلاء التي لا تكون بلاء في الدين بل في
الدنيا »([4]) .
فكالفقر ، والمرض والخوف ، وسائر أنواع البلاء التي لا تكون بلاء في الدين بل في
الدنيا »([4]) .
ويقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
«
الابتلاء على قسمين :
قسم
للسعداء وهو بلاء حسن ، وذلك أن السعيد لا يجعل المكونات مطلبه ومقصده الأصلي ، بل
يجعل ذلك حضرة المولى والرفيق الأعلى ، ويجعل ما سوى المولى بإذن مولاه وأمره
ونهيه وسيلة إلى القربات وتحصيل الكمالات ، فهو أحسن عملا ً .
وقسم
للأشقياء ، وهو بلاء سيئ ، وذلك أن الشقي يجعل المكونات مطلبه ومقصده الأصلي ،
ويتقيد بشهواتها ولذاتها ، ولم يتخلص من نار الحرص عليها والحسرة على فواتها ،
ويجعل ما أنعم الله عليه به من الطاعات والعلوم التي هي ذريعة إلى الدرجات
والقربات وسيلة إلى نيل مقاصده الفانية واستيفاء شهواته النفسانية ، فهو أسوء
عملاً »([5])
.
« البلاء وهو على ثلاثة أقسام :
بلاء العام : وهو للتأديب .
وبلاء الخاص : وهو للتذهيب .
يقول الشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي :
«
البلاء على ثلاث أضرب : منها تعجيل عقوبته للعبد ، ومنها امتحانه ليبرز ما في
ضميره فيظهر لخلقه درجته أين هو من ربه ، ومنها كرامة ليزداد عنده كرامة وقربة »([7])
.
يقول الشيخ أبو محمد الجريري :
« البلاء على ثلاثة أوجه :
على المخلصين نقم وعقوبات ، وعلى
السابقين تمحيص وكفارات ، وعلى الأولياء والصديقين نوع من الاختبارات »([8])
.
ويقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
«
البلوى من الله على وجهين : بلوى رحمة وبلوى عقوبة . فبلوى الرحمة ، يبعث صاحبه
على إظهار فقره إلى الله U وترك التدبير ، وبلوى
العقوبة ، يبعث صاحبه على اختياره منه وتدبيره »([9])
.
وسئل
عن البلوى من الله للعبد ، فقال : « هو كاسمه ، هو عبد ، والعبد لله ، والله للعبد
، وإذا كان من العبد حدث ، فهو ثالث ، وهو حجاب . فالعبد مبتلى بالله
وبنفسه »([10]) .
وبنفسه »([10]) .
ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي
:
«
حقيقة البلاء على وجهين : بلاء رحمة ، وبلاء عقوبة .
فبلاء
الرحمة : يبعث صاحبه إظهار فقره إلى الله .
وبلاء
العقوبة أن يكل صاحبه على اختياره وتدبيره »([11])
.
يقول الشيخ محمد النبهان :
«
الابتلاء ثلاثة :
1.
ابتلاء للاختبار ، قال تعالى : ] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ
الْمُجاهِدينَ مِنْكُمْ والصّابِرينَ وَنَبْلُوَ أَخْبارَكُمْ [([12])
.
2.
وابتلاء للتعريف ، قال تعالى :] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ والْجوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ والْأَنْفُسِ
والثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ . الَّذينَ إذا أَصابَتْهُمْ مُصيبَةٌ قالوا
إِنّا لِلَّهِ وإنا إِلَيْهِ راجِعونَ . أولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ
رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُم الْمُهْتَدونَ [([13]).
[1]
- الشيخ عبد القادر الكيلاني - فتوح الغيب
( بهامش قلائد الجواهر للتادفي ) – ص 87 – 88 .
[2]
- الشيخ أبو النجيب السهروردي – مخطوطة آداب المريدين – ص 60 .
[3]
- الشيخ أحمد الرفاعي - حالة أهل الحقيقة مع الله – ص 238
[4]
- الإمام الغزالي – إحياء علوم الدين – ج4 ص 121 .
[5]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 4 ص 100 .
[6]
- الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج 1 ص 203 .
[7]
- الشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي – شرح حزب البر – ص 126 .
[8]
- الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 1165 .
[9]
- الشيخ سهل التستري – تفسير القرآن العظيم – ص25 .
[10]
- عبد الرزاق الكنج – إمام الإخلاص والترقي سهل بن عبد الله التستري – ص29-30 .
[11]
- الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج 1 ص 179 .
[12]
- محمد : 31 .
[13]
- البقرة : 155- 157 .
[14]
- الآحاد والمثاني ج 4 ص 445 ، انظر فهرس الأحاديث .
[15]
- هشام عبد الكريم الآلوسي – السيد النبهان ، العارف بالله المحقق والمربي الصوفي
المجاهد - ص 176 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar