«
أبصر الشخص : نظر ببصره فرأى »([1])
.
الإبصار : حاصل من اجتماع النور المستودع في القلوب ، مع نور
الإلهام الوارد من خزائن الغيوب ([2])
.
«
استبصر في أمره : كان ذا بصيرة فيه »([3])
.
يقول : « الاستبصار : هو العثور على حقيقة
العدل في التصاريف الإلهية : من إعطاء ، ومنع ، وقبض ، وبسط ، وغير ذلك من الأضداد النافذة
أحكامها في الخلق »([4])
.
«
بَصِرَ بالشيء : رآه ورمقه .
البصر
: العين »([5])
.
وردت
هذه اللفظة في القرآن الكريم (150) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : ] إِنَّ
السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفؤادَ كُلُّ أولَئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤولاً [ ([6]) .
يقول
: « البصر : هو شعاع البصيرة ، فلا ينبغي للفقير أن يفتح
بصره إلا إذا اتصل البصر بالبصيرة ، حتى إذا اتصل وصار كله بصيرة يرى من ليس كمثله
شيء بسائر أجزائه كما أنه يسمع كلامه بسائر حواسه كما قيل :
فكلـي
أعين إذا بـدا مقبـلاً كما إذا
ناجاني فكلي مسامع »([7])
.
يقول الباحث محمد غازي عرابي :
«
البصر بصران : بصر ظاهر وبصر باطن .
والبصر
الظاهر : الرؤية وآلته العين ، وهي حاسة من الحواس المطلة على العالم الخارجي ،
ووظيفتها معاينة العالم الخارجي تمهيداً لتخليص اللب من القشر بالإضافة إلى مساعدة
الإنسان على قضاء حاجاته .
أما
البصر الباطن فيدعى : البصيرة ، وهي حاسة باطنة للروح ، لها وجهان : وجه يطل على
الظاهر ، أي يمتد جسراً بين الروح والبصر الخارجي ، ووجه داخلي هو كوة تطل على
عالم الروح الكلي والرؤية هنا رؤيا ، أي تجل »([8])
.
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
«
يريد البصر أن يدرك لون الماء والشفافة الغلبة في الصفاء فلا يدركها ، فإنه لو
أدركها لقيدها ، وذلك لأنها أشبهته في الصفاء . والإدراك لا يدرك نفسه ، لأنه في
نفسه و يدركها ، فهو البصر المُبْصِر المُبَصِّر »([9])
.
يقول الشيخ علي البندنيجي :
«
غض البصر من المؤمن الكامل وجهين :
الأول
: غض بصر الرأس عمّا حرم الله .
يقول الشيخ علي البندنيجي :
«
اعلم أيها السالك إن من غض بصره عن شهود الخلق يشهد بعين رأسه عين قلبه ، وبعين
قلبه عين روحه ، وبعين روحه عين سره ، وعين السر هي المدركة لحقيقة الحق . وإن
الشاهد يزعم أنه يرى بعين الرأس ، والحال أنه بعين السر ، لأن الغيبيات لم تشهد
إلا بعين الباطن »([11])
.
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
«
ارجع بصرك الظاهر من ظواهر الأشياء إلى بصرك الباطن ، ومن بصرك الباطن إلى بواطن
الأشياء ، يعني : انظر باتحاد بصرك وبصيرتك إلى
ظواهر الأشياء وبواطنها ، هل ترى من شقوق الخلاف بحسب استعداد كل واحد من
الموجودات ؟ لإعطائه كل ذي حق حقه »([13]) .
يقول الشيخ
الحكيم الترمذي :
«
قوله تعالى : ]
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ
[
، فإنما ذكر الأبصار ولم يذكر سائر الأعضاء ، كقوله : لا تلمسه الأيدي ... لأن
البصر فيه حياة الروح ... فهو أحد وأقوى من سائر الأعضاء »([15]) .
ويقول الشيخ
الأكبر ابن عربي :
« الكلام في قوله تعالى : ]
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ
[ من باب الجلال والجمال ، فيقابلها فيها . قيل
للنبي : أرأيت ربك ؟ فقال : ] نور أنى
أراه [([16]) ، فلا يزال حجاب العزة
مسدلاً لا يرفع أبداً ، جل أن تحكم عليه الأبصار »([17]) .
ويقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
«
يعني : الأبصار المخلوقة ، وأما البصر الخفي القديم الذي يراه العبد به ، فإنه غير
مخلوق ، إذ هو حقيقة كنه بصره الذي يبصر به »([18])
.
يقول
: « قال بعضهم : أهل البصر : هم الذين نظروا من الله تعالى
إلى الأشياء فشاهدوها في أسر القدرة . وأهل النظر : استدلوا بالأشياء على الله
تعالى ، فحجبتهم عقولهم واستدلالاتهم عن بلوغ كنه المعرفة بالله تعالى »([19])
.
بصر
الروح
: هو النظر بالله تعالى ، فإذا انفتح يطالع جميع الأكوان والعوالم فلا تختلط عليه
الرؤية ([20])
.
«
بَصِيرَةٌ : 1. الإدراك والفطنة والنظر النافذ إلى خفايا الأشياء.
2. العلم والخبرة »([21])
.
يقول
: « البصيرة : هي اليقين الذي لا مرية فيه ، والبيان الذي لا شك فيه
.
البصيرة
: يكون صاحبها ملاطفاً بالتوفيق جهراً ،
ومكاشفاً بالتحقيق سراً .
ويقال
: البصيرة أن تطلع شموس العرفان ، فتندرج فيها أنوار نجوم العقل »([22])
.
يقول
: « البصيرة : ما يخلصك من الحيرة »([23])
.
يقول
: « البصيرة : من عين الروح تفتح في مقام الفؤاد للأولياء ، ولذلك
لا تحصل بعلم الظاهر ، بل بعلم اللدن الباطن ، كما قال الله تعالى : ] وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً [([24]) . فالواجب على الإنسان
تحصيل تلك العين على أهل البصائر بأخذ التلقين من ولي مرشد مخبر من عالم اللاهوت »([25])
.
و يرى أن
البصيرة لها معنيان :
الأول : الولاية الكاملة ، وقد
استنبطها من قوله تعالى : ] أَدْعو إلى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ
اتَّبَعَني
[([26])
، فيقول : « على البصيرة أنا ومن اتبعني : وهو
إشارة إلى الوارث الكامل المرشد ، أي الإرشاد من بعدي لمن له بصيرة باطنة مثل
بصيرتي من وجه ، والمراد منه الولاية الكاملة ، كما أشار إليه بقوله Y : ] وَلِيّاً مُرْشِداً [([27])
»([28])
.
والثاني : نور عين القلب ، «
قيل للشيخ إن أحد المريدين يدعي أنه يرى الله Y ، فأرسل إليه وعنفه ونهاه
عن ذلك القول ، ولما سئل عن حقيقة قول هذا المريد وهل هو محق أو لا ؟ فقال : هو
محق ملبس عليه ، وذلك أنه شهد ببصيرته نور الجمال ، ثم خرق من بصيرته إلى بصره
منفذ ، فرأى بصره ببصيرته متصل شعاعها بنور شهوده فظن أن بصره بصيرته فحسب وهو لا
يدري »([29])
.
البصيرة : هي النظر المؤيد بنور
الله ، فتُرى به نور النبوة والرسالة لا بالحس الظاهر ([30])
البصائر
: هي
الرؤية بنور البصيرة والعقل ([31])
.
البصيرة : هي إدراك البصر في الباطن
أو إدراك المعاني ([32])
.
البصيرة : إعطاء البصر حقه في حكمه
وسائر الحواس ، وإعطاء العقل حكمه وسائر القوى المعنوية ، وإعطاء النسب الإلهية
والفتح الإلهي حكمهم ، وهي التي نزل القرآن بها في قوله تعالى : ] أَدْعو إلى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ
اتَّبَعَني
[([33]) .. ([34])
.
ويقول : « البصيرة : هي
الكشف »([35])
.
ويقول
: « البصيرة : نور يبصر به القلب كما أن البصر نور تبصر به
العين ( فمن أبصر ) أي صار بصيراً بها
فإنما فائدة أبصاره و هدايته لنفسه ، ومن حجب عنها فإنما مضرة احتجابه لا تتعدى
إلى غيره بل إليه »([36])
.
ويقول
: « البصيرة : ما يقع البصر بالشيء والعلم به »([37])
.
يقول
: « البصيرة : قوة للقلب منورة ( بنور القدس يرى بها حقائق الأشياء
وبواطنها بمثابة البصر للنفس الذي ترى به صور الأشياء وظواهرها ) ، وهي القوة التي
يسميها الحكماء ( القوة ) العاقلة النظرية . أما إذا تنورت بنور القدس ، وانكشف
حجابها بهداية الحق فيسميها الحكيم القوة القدسية »([38])
.
يقول : « البصيرة : هي فقه القلب
في حل أشكال مسائل الخلاف فيما لا يتعلق العلم به تعلق القطع »([39]) .
يقول
: « البصيرة : هي ناظر القلب تفيد الحكم ، وهو صحة ما شاهدته »([40])
يقول
: « البصيرة : هي عبارة عن سريان الفهم في سائر أجزاء الروح ، كما
يسري في جميعها أيضاً سائر الحواس ... فالعلم قائم بجميعها ، والبصر قائم بجميعها
، والشم قائم بجميعها ... فبصرها من سائر الجهات ، وكذا بقية الحواس »([41])
.
البصيرة : هي قوة العقل المدركة ([42])
.
يقول
: « البصائر : هي ملكة في العقل تدرك بها المعقولات »([43])
.
يقول
: « البصيرة : هي تنور العقل بنور الحق ، حتى يشهد جميع الأشياء منه
، ويشهد عدله في الهداية والضلال ، واختلاف الأقسام وبره في التضييق والإعسار »([44])
.
يقول
: « البصائر : جمع بصيرة ، أي : أعين القلوب ، فإن للقلوب أعياناً
تدرك بها المعقولات ، كما أن للأجسام أعياناً تدرك بها المحسوسات . بل الإدراك
بأعين الباصرة المنورة بنور الحق أتم ، لأنها تدرك الأشياء على ما هي عليه في نفس
الأمر وإدراك البصر قد يخطئ »([45]) .
البصائر : هي الأعمال المشروعة التي
أخبر الله تعالى عنها بقوله : ] قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ [([46]) ، فما جاءتنا هذه البصائر
إلا من جهة الرب ([47])
.
يقول
: « البصيرة : هي عين البصر »([48])
.
يقول
: « البصيرة : أمرها غريب ، تدرك كل شيء ، فهي التي تبصر وتسمع
وتحكي وتشم وتذوق : ] أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَميعاً [([49]) ، نحن لنا الأعين لكن البصر
له ، ولنا الآذان لكن السمع له ، ولنا اللسان لكن الكلام له »([50])
.
يقول
: « البصيرة [عند الصوفية] : هو نور في القلب وإشراق ، وكشف ومعرفة
اعمق وأكمل »([51])
.
يقول : « البصيرة [عند الصوفية] :
هي تنور العقل بنور الحق حتى يشهد جميع الأشياء منه »([52])
.
يقول الشيخ محمد بن وفا الشاذلي :
« حقيقتها [ البصيرة ] : نور يقذف في القلب
يستدل به العقل الخابط عشوى على سبيل الإصابة وقد أظلم ليل الحيرة .
وغايتها : النظر إلى الخلق من وجه الذي نظر هو
فيه منه إليه »([53])
.
يقول الشيخ عبد الله الهروي :
«
[ البصيرة ] وهي على ثلاث درجات :
الدرجة
الأولى : أن تعلم أن الخبر القائم بتمهيد الشريعة يصدر عن عين لا تخاف عواقبها ،
فترى من حقه أن تلذه يقيناً ، وتغضب له غيرةً .
والدرجة
الثانية : أن تشهد في هداية الحق وإضلاله إصابة العدل ، وفي تلوين أقسامه رعاية
البر ، وتعاين في جذبه حبل الوصال .
والدرجة
الثالثة : بصيرة تفجر المعرفة ، وتثبت الإشارة وتنبت الفراسة »([54])
.
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص 158 .
[3]
- المعجم العربي الأساسي – ص 158 .
[4]
- الشيخ عبيدة بن محمد بن أنبوجة التيشيتي – ميزاب الرحمة الربانية في التربية
بالطريقة التيجانية - ص 138 .
[5]
- المعجم العربي الأساسي – ص 158 .
[6]
- الإسراء : 36 .
[7]
- د . مارتن لنجز – الشيخ أحمد العلوي الصوفي المستغانمي الجزائري – ص 179 .
[9]
- الشيخ ابن عربي – رسالة في سؤال إسماعيل بن سودكين – ص 8 .
[10]
- الشيخ علي البندنيجي – مخطوطة شرح العينية – ص 98 .
[11]
- المصدر نفسه – ص 103 .
[12]
- الملك : 3 .
[13]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 10 ص 80 .
[14]
- الأنعام : 103 .
[15]
- الشيخ الشيخ الحكيم الترمذي – ختم الأولياء – ص 48 .
[16]
- ورد بصيغة أخرى في الإيمان لابن منده ج: 2 ص: 768 ، انظر فهرس الأحاديث .
[17]
- الشيخ ابن عربي – رسالة في سؤال إسماعيل بن سودكين – ص 7 .
[18]
- الشيخ عبد الكريم الجيلي - الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – ج 1 ص 10
.
[19]
- الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 64 .
[20]
- الشيخ علي حرازم ابن العربي - جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي
العباس التجاني – ج 2 ص 15 ( بتصرف ) .
[21]
- المعجم العربي الأساسي – ص 159 .
[22]
- الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج 2 ص 213 .
[24]
- الكهف : 65 .
[26]
- يوسف : 108 .
[27]
- الكهف : 17 .
[28]
- الشيخ عبد القادر الكيلاني – سر الأسرار ومظهر الأنوار – ص 2 .
[29]
- المصدر نفسه – ص85 .
[30]
- الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 6 ص 216 ( بتصرف ) .
[31]
- المصدر نفسه – ج 5 ص 208 ( بتصرف )
.
[32]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 2 ص 597 ( بتصرف ) .
[33]
- يوسف : 108 .
[34]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 2 ص 645 ( بتصرف ) .
[35]
- المصدر نفسه – ج 3 ص 198 .
[36]
- الشيخ ابن عربي – تفسير القرآن الكريم – ج1 ص 394 .
[37]
- الشيخ ابن عربي - مخطوطة مراتب القرة في عيون القدرة – ورقة 144 أ .
[39]
- الشيخ محمد بن وفا الشاذلي – مخطوطة دار المخطوطات العراقية - برقم ( 11353 ) -
ص11 .
[40]
- الشيخ ابن عباد الرندي– غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية – ج 1 ص 171 .
[41]
- الشيخ أحمد بن المبارك - الإبريز – ص 53 .
[42]
- الشيخ عبد الغني النابلسي – مخطوطة كواكب المباني ومواكب المعاني شرح صلوات
الشيخ عبد القادر الكيلاني - ورقة 16 ب
( بتصرف ) .
[43]
- الشيخ حسن بن علي العبدلاني – مخطوطة رسالة في شرح بيتين للشيخ الأكبر مطلعهما : بذكر الله
تزداد الذنوب – ورقة 12 ب .
[45]
- السيد أحمد فائز البرزنجي – أبهى القلائد في تلخيص أنفس الفوائد – ص 66 .
[46]
- الأنعام : 104 .
[47]
- الشيخ محمد بهاء الدين البيطار – النفحات الأقدسية في شرح الصلوات الأحمدية
الإدريسية – ص 261 ( بتصرف ) .
[48]
- الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق
الصوفية – ص234 .
[49]
- البقرة : 165 .
[50]
- هشام عبد الكريم الآلوسي – السيد النبهان ، العارف بالله المحقق والمربي الصوفي
المجاهد - ص 207 – 208 .
[51]
- د . حسن محمد الشرقاوي – الشريعة والحقيقة – ص 120 .
[52]
- عبد الرزاق الكنج – تاج العارفين وسيد الصالحين أحمد الرفاعي الكبير - ص 41 .
[53]
- الشيخ محمد بن وفا الشاذلي – مخطوطة دار المخطوطات العراقية - برقم ( 11353 ) -
ص11 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar