«
الله : اسم الذات الواجب الوجود ، واختلف في لفظ الجلالة على عشرين قولاً أصحها أن
أصله إله بمعنى مألوه أي معبود كقولنا : إمام لأنه مؤتم به »([1])
.
عن
عمران بن حصين عن النبي قال :] كان الله ولم يكن شيء قبله ،
وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء [([2]) .
يقول
: « الله : هو الاسم الفرد المتفرد ، لا يضاف إلى شيء ، بل تضاف
الأشياء كلها إليه ، وتفسيره : المعبود الذي هو إله الخلق ، منـزه عن درك مائيته ،
والإحاطة بكيفيته . وهو المستور عن الأبصار والأوهام والأفهام ، والمحتجب بجلاله
عن
الإدراك »([3]) .
الإدراك »([3]) .
يقول
: « الله : هو اسمه الذي هو مستولٍ على الأسماء – عالي
في علوه لم يقدر أن يدفعه ولا يجحده أحد من خلقه ، ولم يشركه فيه أحد من خلقه . ثم
نسب الأسماء إلى الله فقيل : أسماء الله فقال : ] وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنى [([4])
. فسائر
الأسماء منسوب إلى هذا الاسم لبروز هذا في كنهه على الأسماء »([5])
.
يقول
: « الله : هو الاسم الأعظم الذي حوى الأسماء كلها ، وبين الألف
واللام منه حرف مكنى ، غيب من غيب إلى غيب ، وسر من سر إلى سر ، وحقيقة من حقيقة
إلى حقيقة ، لا ينال فهمه إلا الطاهر من الأدناس الآخذ من الحلال قواماً ضرورة
الإيمان »([6]) .
الإيمان »([6]) .
الله : هو الرحمن الرحيم ، أي
المعروف الموصوف بالصفات الجلالية والجمالية ، ولهذا جميع حروفه حروف المعرفة ([8])
.
ويقول
: « الله : هو اسم الذات المشتملة بالصفات الجلالية والجمالية »([9])
.
يقول
: « الله I : هو الوجود المطلق لا عن
عدم ، بل وجب وجوده لنفسه فلم يزل موجوداً ولا يزال واحداً في ذاته »([10])
.
ويقول
: « اسم الله ... وهو الاسم المحيط بجميع الأسماء تحت حيطته ، وهو
لها كالذات لما تحمله من المعاني »([12])
.
ويقول
: « الله : هو الجامع للأسماء المتقابلة وغير المتقابلة »([13])
.
ويقول
: « الله Y : هو
الاسم الذي يَنْعَت ولا يُنْعَت به ، فجميع الأسماء نعته وهو لا يكون نعتاً ،
ولهذا يتكلف فيه الاشتقاق ، فهو اسم جامد ، علم ، موضوع للذات ، في عالم الكلمات
والحروف ،لم يتسم به غيره جل وعلا ، فعصمه من الاشتراك كما دل أن لا يكون ثَمَّ
إله غيره »([14])
.
ويقول
: « الله : هو [ الاسم ] المشتمل على جميع الأسماء الفاعلة والقابلة
، والحقيقة المستعدة للفاعلة والقابلة »([15])
.
يقول
: « الله : هو هيولي الكمالات
كلها ، ولا يوجد كمال إلا وهو تحت فلك هذا الاسم ، ولهذا ليس لكمال الله من نهاية
... وكان كل من تجليات الحق التي لنفسه في نفسه داخلاً تحت حيطة هذا الاسم وما
بعده إلا الظلمة المحضة التي تسمى : بطون الذات في الذات ، وهذا الاسم نور تلك
الظلمة ، فيه يبصر الحق نفسه ، وبه يتصل الخلق إلى معرفة الحق »([16]) .
يقول
: « الله Y : هو اسم جامع لمعاني الذات
والصفات والأفعال .
وإن
شئت قلت : هو اسم لموجود واجب الوجود ، موصوف بالصفات منـزه عن الآفات ، لا شريك
له في المخلوقات »([17])
.
اسم
( الله ) : هو أجل الأسماء
وأخصها ، وهو يحوي جميع معاني ( الألوهية ) و ( الربوبية ) وليس ثمة شيء في الوجود كله يمكن أن يشارك في هذا الاسم
بأي معنىً من المعاني ([18])
.
ويقول
: « الله : الاسم الذي وقع به الإعجاز أعني قوله تعالى : ] هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [([19]) أي لم يتسم أحد من الجبابرة
بهذا الاسم ...
ومنها
أنه اسم دال على الذات والصفات والأفعال دون غيره من سائر الأسماء .
ومنها
أنه ينسب إليه ولا ينسب هو لغيره ، تقول الرحمن من أسماء الله ولا تقول الله من
أسماء الرحمن .
ومنها
: أنه خص بإضافة الحمد له دون سائر الأسماء .
ومنها
: أن تعريفه لازم بخلاف غيره .
ومنها : أن تعريفه لا يزول مع النداء دون غيره ، وذلك لأن تعريفه كالجزء الذاتي .
ومنها
: وصله بميم مشددة ...
ومنها
: أنه أسم يختص بالتعجب ، يقال لله درك ولا يقال للرحمن درك .
ومنها
: أنه الاسم الذي إذا رفع من الأرض قامت الساعة ...
ومنها : أنه الاسم المخصوص بافتتاح جميع الكتب المنـزلة
على الأنبياء عليهم السلام .
ومنها
: أنه المخصوص بافتتاح الصلاة دون غيره .
ومنها
: أنه مختص بجميع الابتداءات والانتهاءات الفعلية والقولية »([20])
.
الله : الاسم الأعظم الذي هو
الذات مع جميع الصفات في عين جميع الوجود ([21])
.
يقول
: « لفظة الله اصله الإله ، بمعنى المألوه كالكتاب بمعنى المكتوب
والمعبود ، هو المطاع وكل مطاع معبود وكل معبود اله ولا يستحق الإلهية
والمعبودية إلا الله الموجِد
العدم ، الضار النافع السميع البصير »([23]) .
العدم ، الضار النافع السميع البصير »([23]) .
يقول
: « الله : اسم الذات المستجمعة لجميع الصفات كلها ... هذا الاسم
الشريف أعظم جميع الأسماء الحسنى في إفاضة أحكامها إلى الممكنات ، فإن من شيء إلا
وله تعلق بهذا الاسم من حيث الظهور »([24])
.
ويقول
: « اعلم أن المراد هنا ليس لفظة الله ، وإنما المراد مدلولها ، وهو
الذات المتصفة بالألوهية الجامعة لكل اسم »([25])
.
يقول
: « الله : هو الاسم الجامع الخاص الدال على الذات الأحدية ، جميع
أجزائه الحرفية وحقائقه الوصفية وسر الهوية فيه »([26])
.
يقول
: « هذا الاسم الشريف [ الله ] لا معنى له إلا الذات العلية المطلقة
لا غير ولذا قيل فيه : أنه الاسم الأعظم لكونه ظهر في مظهر الذات العلية لعدم
اختصاصه بمعنى دون معنى ، فإن الحق I سمّى به نفسه في غيب الغيب … فقد اتفق العارفون y قاطبة على أن [ الاسم الله ] عين المرتبة لا عين الذات ، إذ مرتبة
الحق I الألوهية ، والذات في غاية البطون لا يعلمها
غيره I »([27])
.
الاسم
الله : هو اسم الذات ([28])
.
يقول
: « الله : اسم للمرتبة المسماة بمرتبة الصفات المحيطة التعلقات »([29])
.
يقول
: « الله : هو الاسم الأعظم »([30])
.
الله U: هو اسم الله الأعظم الذي تدل كل الأسماء عليه وتشير جميع الصفات
إليه. وهو
الاسم المركب من الألف واللام والهاء ، فهو مستودع جميع معاني الإلهية وصفات
الربوبية وهو كنـز الأزلية وخزانة القدسية ، فجميع ما اشتملت عليه اللاهوتية
والملكوتية والجبروتية مندمجة في سر هذا الاسم منطوية في خزائن غيبه([31])
.
يقول
: « الاسم الله : هو جامع معاني أسماء الذات والصفات »([32])
.
يقول : « الله Y : لفظ الجلالة ،
نسخة جامعة لجميع الصفات الكمالية لدلالتها التزاماً عليه ، بسر استلزام ذاته
تعالى لصفاته بخلاف سائر الأعلام ، لعدم الاستلزام »([33]) .
تقول
: « الله Y [ عند ابن عربي ] : هو اسم
علم ذاتي لمرتبة الألوهية الجامعة لحقائق الأسماء كلها ، فهو الاسم الكامل المحيط
الجامع لجميع الأسماء – المتقابلة وغير المتقابلة – فما ثم من يقبل الأضداد في
وصفه إلا الله »([34])
.
وتقول
: « الله [عنده] : هو الإله الحق ، المطلق ، المجهول ، الذي لا يكون بالاتخاذ
والجعل فلا تضبطه الحدود ، في مقابل الإله المخلوق أو المجعول ، إله المعتقد الذي
تحده العقائد وتنسحب عليه عملية التنـزيه »([35])
.
يقول
: « الله Y : علم على الذات الواجب
الوجود المستحق لجميع المحامد ، وهو أعظم أسمائه تعالى لدلالته على الذات العلية
الجامعة لكل صفات الألوهية ، المنعوتة بنعوت الربوبية ، المنفردة بالوحدة في الذات
والصفات والأفعال المعبودة بحق »([36])
.
يقول
: « الاسم الله : هيولي الكمالات كلها ، ولا يوجد كمال إلا وهو تحت
فلك هذا الاسم ، وليس لكمال الله نهاية »([37])
.
يقول
: « [ الله Y ] : إن هذا الاسم أعظم
الأسماء التسعة والتسعين ، لأنه
دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية حتى لا يشذ منها شيء . فهو اسم للموجود
الحق I »([38]) .
الحق I »([38]) .
يقول
: « الله Y : الاسم الأعظم من حيث
التعريف . وعرّفه حده وأظهره . فالدلالة عليه منه وبه ، فليس ثم طريق آخر . والله
مجموع حروف ، ولذلك تجد أن ذا الهوية المحضة يتعين حروفاً ، والحروف كلمات ،
والكلمات مظاهر ، والمظاهر ظواهر .
فكلمة
الله تعني بالعرف الصوفي : الكون الجامع ، الداخل الخارج ، والكائن بلا كيان بل كيانه منه بمعنى عدم
انوجاد الكيان من لا شيء . وهذه الكينونة تشهد على أن لا إله إلا الله »([39])
.
نقول : أن الاسم الله هو
سلطان الأسماء وأصلها الذي امتدت منه امتداد الحروف من اصل النقطة أو امتداد
الأنوار من اصل المشكاة من غير تجزئة ولا انقسام ، حيث أن كل إسم إلهي يعبر لأهل
الأفكار من جهة ويكشف لأهل الحقائق من جهة أخرى عن وجه أو جانب من جوانب الحقيقة
الإلهية المطلقة ، ويأتي الاسم الله ليعبر ويكشف عن حقائق الأسماء الإلهية كلها
جمعاً وتفصيلاً .. أي أنه يعبر ويكشف عن كل الحقائق غيرالمتناهية ، فهو برزخ
الأسماء الأعظم الذي يفصل ويجمع في نفس الوقت بين بحر الذات الأحدية وبين بحر
الكثرة الأسمائية ، ولقد ثبت بنص القرآن الكريم إن أقرب صفة توضح كنه وحقيقة هذا
الاسم الأعظم هي صفة النور لقوله تعالى : ] اللَّهُ نورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ [([40]) ، فهو ظاهر
بنفسه مظهراً لغيره من الأسماء أزلاً ، فالسماوات والأرض تشيران إلى الأسماء الإلهية ، لأنهما من بعض تجلياتها وقد ظهرت من نور الاسم الله .
إذاً ظاهر الاسم الله هو الأسماء
الإلهية بما اشتملت عليه من تجليات وجودية ومعرفية ظهرت أم لم تظهر ، وباطنه أو
حقيقته النور المحض ولقد أكرم I الوجود بأن أنزل النور المحمدي فيه مشيراً إلى ذلك بقوله : ] مَثَلُ
نورِهِ كَمِشْكاةٍ [([41]) وقوله : ] قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نورٌ [([42]) فكان حضرته في
وجوده بيننا ممثلاً عن حضرات الأسماء الإلهية كلها بما فيها الاسم الله فهو الاسم
الأعظم ، لأنه حقيقة كل الأسماء وقد ذكره الله تعالى بهذه الصفة
في عدة آيات منها قوله سبحانه : ] إِنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ [([43]) وقوله
] وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمى [([44]) . فمن عرف النور المحمدي عن طريق الفناء في محبته والذوبان في ذكره وطاعته فإنه يعرف تحقيقاً معنى الاسم الله من حيث الوحدة في مواجهته للذات ، ومن حيث الكثرة في مواجهته للموجودات ، فأنى لواصف أن يصفه ؟ وأنّى لتعريف أن يحده ؟ !.
ولهذا فإننا نرى أن الاسم الله هو أسرع الأسماء من
بين الأذكار والأوراد في إيصال السالك إلى مقصوده ، وإلى إلى إجابة الداعي في
دعائه ، هو المستقيم الذي لا التفات فيه أو انحناء
] وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمى [([44]) . فمن عرف النور المحمدي عن طريق الفناء في محبته والذوبان في ذكره وطاعته فإنه يعرف تحقيقاً معنى الاسم الله من حيث الوحدة في مواجهته للذات ، ومن حيث الكثرة في مواجهته للموجودات ، فأنى لواصف أن يصفه ؟ وأنّى لتعريف أن يحده ؟ !.
[1] - بطرس البستاني – محيط
المحيط – ص 14 .
[2] - صحيح ابن حبان ج: 14 ص:
11 .
[3] - د . علي زيعور – التفسير
الصوفي للقرآن عند الصادق - ص 125 .
[6] - الشيخ سهل التستري –
تفسير القرآن العظيم – ص 9 .
[7] - بولس نويا اليسوعي - نصوص
صوفية غير منشورة ، لشقيق البلخي – ابن عطاء الأدمي – النفري – ص 35 .
[8] - الشيخ نجم الدين الكبرى –
كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال - ص 54 ( بتصرف ) .
[9] – المصدر نفسه - ص 69 .
[10]- الشيخ ابن عربي – الدرة
البيضاء – ص 13 .
[11] - الشيخ ابن عربي –
الفتوحات المكية - ج 3 ص 317 .
[12] - الشيخ ابن عربي – مخطوطة
المقصد الأتم في الإشارات – ورقة 152 أ .
[13] - الشيخ ابن عربي –
الفتوحات المكية - ج 3ص411 .
[14] - المصدر نفسه - ج 2 ص 174
.
[15] - الشيخ ابن عربي – مخطوطة
مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين - ص 8 .
[16] - الشيخ عبد الكريم الجيلي
- الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – ج 1 ص 17 .
[17] – عبد الرزاق قسوم – عبد
الرحمن الثعالبي والتصوف – ص 42 – 43 .
[18] - علي فهمي خشيم – أحمد
زروق والزروقية - ص 216 ( بتصرف ) .
[19] - مريم : 65 .
[20] - الشيخ أحمد البوني –
مخطوطة الترياق الفاروق لقراء وضيفة الشيخ الزروق – ورقة 84 أ – 84 ب .
[21] - الشيخ عبد الله الخضري – مخطوطة
شرح مكتوبات الشيخ عبد القادر الكيلاني – ص 89 .
[22] - العلامة حسن بن حمزة
الشيرازي – مخطوطة تحفة الافراد في معرفة المبدأ والمعاد - ورقة 38 ب .
[23] - الشيخ عبد الغني النابلسي
– مخطوطة قطرة السماء ونظرة العلماء – ص 10 .
[24] - الشيخ محمد المراد
النقشبندي – مخطوطة رسالة السلوك والأدب المسماة بسلسلة الذهب – ص 2 .
[25] - المصدر نفسه - ص1-2
[26] - الشيخ حسين الحصني
الشافعي – مخطوطة شرح أسماء الله تعالى الحسنى ( تأديب القوم ) – ص 7 – 8 .
[27] - الشيخ علي حرازم بن
العربي – جواهر المعاني وبلوغ الاماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني – ج
2ص228-229 .
[28] - الشيخ ابن إدريس
الرباطابي – الإبانة النورية في شأن صاحب الطريقة الختمية – ص 138 ( بتصرف ) .
[29] - الشيخ عبد القادر
الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 - ص 539 .
[30] - الشيخ محمد بهاء الدين
البيطار – النفحات الأقدسية في شرح الصلوات الأحمدية الإدريسية – ص 265 .
[32] - الشيخ محمد ماء العينين
بن مامين – فاتق الرتق على راتق الفتق ( بهامش نعت البدايات وتوصيف النهايات ) – ص
244 .
[33] – الشيخ سعيد النورسي –
إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز - ص 32 .
[34] - د . سعاد الحكيم – المعجم
الصوفي – ص 78 .
[35] - المصدر نفسه – ص 82 .
[36] - حسنين محمد مخلوف - أسماء
الله الحسنى والآيات الكريمة الواردة فيها – ص 27 .
[37]- د . إبراهيم بيومي مدكور - الكتاب التذكاري ( محي الدين بن
عربي ) في الذكرى المئوية الثامنة لميلاده – ص 28 .
[38] - د . محمود السيد حسن –
أسرار المعاني في أسماء الله الحسنى – ص 15 .
[39] - محمد غازي عرابي – النصوص
في مصطلحات التصوف – ص 21 – 22 .
[40] - النور : 35 .
[41] - النور : 35 .
[42] - المائدة : 15 .
[43] - الفتح : 10 .
[44] - الأنفال : 17 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar