«
بَلَغَ المكان : انتهى إليه ووصله .
بَلَغَ
أشدَّه : وصل مرحلة الاكتمال والقوة »([1])
.
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (50) مرة
على اختلاف مشتقاتها
، منها قوله تعالى : ] وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً [([2]).
يقول
: « البلوغ : هو أن يكون المكلف بالغاً في معرفة الله بالشهود ،
ومبالغاً بحيث عرف معرفة لا يعتريها وهم ، ويكون سبق له الاستغراق في الذات لا في
وجود الصفات »([3])
.
يقول الشيخ أبن علوية المستغانمي :
«
البلوغ له خمس علامات ، فإذا وجدت واحدة منهن في مريد التصوف وقع عليه التكليف
وجوباً بحيث يراعي سائر التجليات ويلزم آدابها .
فمن
علامات بلوغ المريد لمقام الرجال : أن ينطق بالحكمة ، أو يفهم حقائق الأسماء ، أو
يغيب عن حسه في مشاهدة ربه في ابتداء أمره ، أو يتكلم على لسان ربه ، أو يشهد له
بها شيخه وإخوانه ، فإذا ظهرت علامة من هذه العلامات على ظاهر الفقير كلفناه
بالأدب في سائر المظاهر »([4])
.
يقول الشيخ أحمد زروق :
«
قال بعض المحققين رضي الله عنهم :
من
بلغ إلى حقيقة الإسلام ، لم يقدر أن يفتر عن العمل .
ومن
بلغ إلى حقيقة الإيمان ، لم يقدر أن يلتفت إلى العمل .
ومن
بلغ إلى حقيقة الإحسان ، لم يقدر أن يلتفت إلى أحد سوى الله تعالى »([5])
.
«
بَالِغ : ما وصل غايته »([6])
.
يقول : « البالغ : أي إلى الله تعالى وواصل إليه بالعلم والقرب
فهو اعلم الناس بربه وأقربهم منه منـزلة ومكانة »([7])
.
«
بَلَّغَ الشيء : أوصله .
تبليغ
: كتاب يتضمن الإعلام بأمر من الأمور »([8])
.
وردت
هذه اللفظة في القرآن الكريم (27) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : ] يا
أَيُّها الرَّسولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإن لَمْ تَفْعَلْ
فَما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [([9]) .
يقول
: « التبليغ : هو التوصل »([10])
.
ويقول الشيخ أحمد السرهندي :
«
التبليغ درجات ، والأعيان والمبلغون متفاوتون في الدرجات :
العلماء
مخصوصون بتبليغ الظاهر ، والصوفية يهتمون بالباطن . والذي هو عالم صوفي هو كبريت
أحمر ، ومستحق للدعوة والتبليغ ظاهراً وباطناً ، ونائب النبي ووارثه »([11])
يقول : « وصاحب التبليغ :
هو الأمين المأمون الذي لا تسعه الخيانة من حيث الإعطاء من الحقيقة لغير أهلها ،
ولا يمكنه كتمانها عن أهلها . فبالصورة الأولى : عطاؤه خيانة من جهة الإسراف ،
وبالصورة الثانية : كتمه ظلم من جهة منع المستحق »([12])
.
يقول
: « المبلغ : أي عن الله ما أمره بتبليغه ، ومبلغ من شاء
الله هدايته من الخلق إلى الله تعالى وإلى مراتب السعادة »([14])
.
المبلغ : هو من حبب عباد الله إلى
الله ، ومن حبب الله إلى عباده ([15])
.
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص 173 – 174 .
[2]
- الطلاق : 30 .
[3]
- الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق
الصوفية – ص 32 .
[4]
- الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي – المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق
الصوفية – ص 32 – 33 .
[6]
- المعجم العربي الأساسي – ص 174 .
[7]
- الشيخ يوسف النبهاني – جواهر البحار في فضائل النبي المختار – ج2 ص 384 .
[8]
- المعجم العربي الأساسي – ص 174 .
[9]
- المائدة : 67 .
[10]-
الشيخ علي البندنيجي – مخطوطة شرح العينية – ص 9 .
[11]
– الشيخ أحمد السرهندي – مكتوبات الإمام الرباني – ج2 ص 99 .
[12]-
الشيخ علي البندنيجي – مخطوطة شرح العينية – ص 9 .
[13]
- صحيح مسلم ج: 2 ص: 1113 رقم 1475 .
[14]
- الشيخ يوسف النبهاني – جواهر البحار في فضائل النبي المختار – ج2 ص 384 .
[15]
- الشيخ أحمد السرهندي – مكتوبات الإمام الرباني - ج 2 ص 98 ( بتصرف ) .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar