يقول
: « المبديء : المُظهِر ابتداء . فالله
تعالى مبديء جميع الأشياء بالخلق والإنشاء ، يقال : بدأ الله الخلق وأبداهم بمعنىً
»([1])
.
يقول
: « المبدىء : هو الذي ابتدأ الخلق
بالإيجاد في الرتبة الثانية ، وكل ما ظهر من العالم ويظهر فهو فيها ، وما ثم رتبة
ثالثة فهي الآخرة والأولى للحق فهو الأول ، فالخلق من حيث وجوده لا يكون في الأول
أبداً ، وإنما له الآخر والحق معه في الآخر ، فإنه مع العالم أينما كانوا وقد تسمى
بالآخر »([2])
.
يقول
: « المبدىء : هو
المظهر للأكوان على غير مثال ، الخالق للعوالم على نسق الكمال . هو الذي ابتدأ
العباد بالفيض والمدد فأبرزهم ، وهو نعم السند »([3]) .
يقول : « المبدىء : فإنه
كان متحققاً به ، والدليل على ذلك : أنه
أبدى غرائب مكنونات الغيب ، وأخبرنا عنها ماضياً
ومستقبلاً وحالاً ، وأظهرها بعد أن كانت مستورة باطنة مجهولة غير معروفة »([4]) .


يقول الشيخ الأكبر ابن عربي
:

«
المبدىء Y : التعلق : افتقارك إليه في إخلاص
النية فيما تظهره من الأعمال ، وتنشئه على طريق القربة إلى الله تعالى .
التحقق : أبدأ الأشياء
ابتداء في أعيانها وأبدأ إظهارها ، وإن كانت ظاهرة له أو لنفسها ...
التخلق : يظهر بما يخترعه العبد من الأفعال في
نفسه وعلى يده مما يسبق إليه في علمه أو في نفس الأمر ، ومنه : من سن سنة حسنة ،
فقد أبيح له إنشاء العبادات على حال مخصوص معين »([5])
.
يقول
: « عبد المبدىء : هو الذي أطلعه الله على إبدائه ، فهو يشهد ابتداء
الخلق والأمر ، فيبدىء بإذنه ما يبدىء من الخيرات »([6])
.
يقول
: « المبدىء المعيد : هو يبدي ويعيد
، يعني : يبدي لأوليائه صفات أعداءِهِ وعلى أعدائه صفات أوليائه حتى يعيدهم إلى
حقائق معلومة ، وهو فعال لما يريد بإظهار فضله على أهل عدله ، وإظهار عدله في أهل
فضله ، فهذا مما يكدر عيش المريدين في الدار الدنيا »([7])
.
[1]
- الإمام القشيري – التحبير في التذكير – ص 74 .
[2]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 4 ص 325 .
[7]
- الشيخ الجنيد البغدادي – مخطوطة معالي الهمم – ص 76 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar