«
بُدٌ : مناص أو مهرب .
لابد
أن : حتماً أو من الضروري »([1])
.
يقول الدكتور أبو الوفا الغنيمي
التفتازاني :
يَعِدْ
ابن سبعين كتاب ( بد العارف ) أهم ما صنف من مصنفات في مذهبه في التحقيق فيقول :
«
ومن أراد المقصود منكم فعليه بكتاب ( بد العارف ) فهو الكتاب الذي بثثت فيه ما لم
نبث في كتاب قط .. الخ »([2])
.
والبُد
لغة : يعني الصنم وهو معرب به ، و ابن سبعين لا يعني بالبد الصنم ، وإنما يعني به
المعبود الذي يتوجه إليه العارف ، وفيما يلي بعض النصوص التي وقفنا عليها من كلام
ابن سبعين تثبت أن البد عنده بمعنى المعبود .
-
ورد في مقدمة بد العارف ما نصه : « والذي حملني على ذلك ( يقصد تأليف بد العارف )
استدعاء من وجب في الشريعة الإسلامية أجابته...ومشوقه إلى عالمه وبده »([3])
.
-
ويقول ابن سبعين في ( الرسالة الفقيرية ) مستخدماً لفظ ( البد ) بمعنى الله الواحد
الحق : « ولا يبقى لك ( أيها السالك ) توجه إلا إلى بدك الحق ، الواحد الحق وحده »([4])
-
ويقول في رسالة ( الفتح المشترك ) : « أشهدتُ الأول الحق ، بد الكل ، وبد العارف ،
والمعروف والمعرفة »([5])
.
-
ويقول : « يا الله ، يا بد ، يا حق ، يا القبل والبعد ، ... الخ »([6])
.
والشواهد من كلام ابن سبعين على استعماله ( البد
) بمعنى المعبود ، وهو الله ،
كثيرة ، وفيما ذكرناه ما يفي لإثبات أن ما افترضه بعض الباحثين من فروض حول عنوان هذا الكتاب غير صحيحة .
كثيرة ، وفيما ذكرناه ما يفي لإثبات أن ما افترضه بعض الباحثين من فروض حول عنوان هذا الكتاب غير صحيحة .
وأما عن موضوع ( بد العارف ) فهو علم التحقيق ،
ويبين ابن سبعين رأيه باعتباره محققاً في عدد من المشكلات الفلسفية بالقياس إلى
أراء الفقهاء والأشعرية والصوفية والفلاسفة .
والثلث
الأول من الكتاب في علم المنطق ، وفيه يتحدث ابن سبعين عن مباحث الحد والمطالب الأصلية
، وايساغوجي ، والمقولات العشر ، وكتاب العبارة والقياس والعلم وحدوده ، ومذهب
المقرب أو المحقق في هذه المسائل المنطقية بالقياس إلى مذهب غيره من النظار
والفلاسفة .
وفي
الثلثين الأخيرين من ( بد العارف ) يتحدث ابن سبعين ، بالتفصيل عن مشكلة النفس
والعقل بنفس الطريقة ، فيتحدث عن مذاهب غيره بالقياس إلى مذهبه ، فيبطل تلك
المذاهب ويقرر مذهبه هو .وفي أثناء حديثه عن المشكلات التي يعرض لها يستطرد إلى
بيان مسائل متعددة : كالفلسفة وأقسامها ، والتصوف وأقسامه وبعض مباحث متعلقة
بالعلوم الطبيعية والفلكية وعلم النبات والحيوان وغير ذلك .
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص 136 .
[2]
- الشيخ ابن سبعين – مخطوطة رسالة الفتح المشترك – ص 213 .
[3]
- الشيخ ابن سبعين – بد العارف - لوحة 3 .
[4]
- الشيخ ابن سبعين – الرسالة الفقيرية – ص 233 .
[5]
- الشيخ ابن سبعين – مخطوطة رسالة الفتح المشترك – ص 209 .
[6]
- المصدر نفسه – ص 101 .
[7]
- د . أبو الوفا الغنيمي التفتازاني – ابن سبعين وفلسفته الصوفية - ص 98 – 103 ( بتصرف ) .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar