يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
«
إن الممكن باق بإبقاء مرجعه لا ببقائه ، لأنه لو كان بقاؤه ببقاء الله لزم أن يكون
معه أزلا ، ولو كان معه أزلا لكان واجب الوجود ولم يكن ممكنا وهو ممكن في نفسه ،
فلا بد أن يكون باقياً بإبقاء الله . وعلة بقائه هو إمداد الله U أبداً بحفظ وجوده عليه ، وتلقي العلوم والمعارف منه »([1])
.
ويقول
: « من علم أن وجوده لله أبقى الله عليه هذه الخلعة يتزين بها منعماً دائماً ، وهو
بقاء خاص ببقاء الله ، فإن الخائب ( الذي دساها ) هو أيضاً باقٍ لكن بإبقاء الله …
وإنما قلنا ذلك لئلا يتخيل من لا علم له أن المشرك والمعطل قد أبقى الله الوجود
عليهما ، فبينا أن إبقاء الوجود على المفلحين على جهة إبقائه على أهل النار ،
ولهذا وصف الله أهل النار بأنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، بخلاف صفة أهل السعادة
، فإنهم في الحياة الدائمة . وكم هناك فرق عظيم بين من هو باق ببقاء الله وبين من
هو باق بإبقاء الله ، وموجود بالإيجاد لا بالوجود » ([2]) .
ويقول الشيخ أبو القاسم النصراباذي :
«
الجنة باقية بإبقائه وذكره لك ، ورحمته ومحبته لك باق ببقائه ، فشتان بين ما هو
باق ببقائه وبين ما هو باق بإبقائه »([3])
.
[ تعليق ] :
علق
الشيخ عبد الله اليافعي على قول النصراباذي قائلاً : « وهذا القول في نهاية
التحقيق ، فإن مذهب أهل الحق أن صفات ذات القديم سبحانه باقيات ببقائه ، وأفعاله
باقيات بإبقائه »([4])
.
يقول الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي :
«
الباقي فاني . وليس كل فان باقي »([5])
.
[1]
- الشيخ ابن عربي – الدرة البيضاء – ص 18 .
[2]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – سفر 8 فقرة 274 ، 275 ، 276 .
[3]
- الشيخ عبد الله اليافعي – نشر المحاسن الغالية في فضل المشايخ الصوفية أصحاب
المقامات العالية – ص 340 .
[4]
- المصدر نفسه – ص 340 .
[5]-
الشيخ أبو المواهب الشاذلي – قوانين حكم الإشراق – ص 61 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar