يقول
: « أهل البقاء : هم الكمل ، يشهدون الذات في الصفات ، والجمع في
الفرق . لا يحجبهم جمعهم عن فرقهم ، ولا فرقهم عن جمعهم . يعطون كل ذي حق حقه ،
ويوفون كل ذي قسط قسطه »([1])
.
أصحاب البقاء : هم المحترقة أجسادهم من
قلة الطعام والشراب ، ونفوسهم محترقة عن الشهوات ، وقلوبهم محترقة عن الخطرات ،
وأرواحهم محترقة عن اللحظات ، وهم المحترقون بنور اللقاء ([2])
.
يقول
: « أهل البقاء ... هم الذين أحياهم الله بالوجود الموهوب
الحقاني بعد فناءهم ، فلا يذوقون الموت في القيامة كرة أخرى ، لكون حياتهم وفنائهم
عن أنفسهم من قبل »([3])
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
«
علامة أهل البقاء : أن لا يصحبهم في وصفهم به شيء فانٍ ، لأنهما ضدان »([4])
.
يقول الشيخ محمد بهاء الدين البيطار :
« صاحب البقاء بسفينة تجليات
الأسماء والصفات ، سالك مسالك التحقيق ، ولا يخفى أن استمداد الكمال بالبقاء بعد
الفناء والاضمحلال إنما هو من الحضرة الجامعة لجبال موج بحار أحدية الذات الساطعة
، وهذه الحضرة عائدة إليه »([5])
.
يقول
الشيخ ابن عطاء السكندري :
« صاحب الفناء له التلقي من
الله ، وصاحب البقاء له الإلقاء عنه .
وصاحب البقاء يتوب من الله ، وصاحب الفناء ينوب الله عنه .
وصاحب الفناء قد طمست دائرة حسه وانفتحت حضرة قدسه ، وصاحب البقاء باق بربه في
حضرة قدسه وحسه
وصاحب الفناء مدعو إلى الله
، وصاحب البقاء داع إلى الله ، وهو محل الخلافة والنيابة مع الإذن والتمكين ،
والرسوخ في اليقين ، داع إلى الله على بصيرة من الله »([6])
.
[1]
- الشيخ أحمد بن عجيبة – شرح تصلية القطب ابن مشيش – ص 19 .
[2]
- الشيخ عبد القادر الكيلاني – مخطوطة الرسالة الغوثية – ص67 ( بتصرف ) .
[3]
- الشيخ عبد الله الخضري - شرح مكتوبات الشيخ عبد القادر الكيلاني - ص 92 – 93 .
[4]
- الشيخ محمد بن يحيى التادفي – قلائد الجواهر – ص 72 .
[5]
- الشيخ محمد بهاء الدين البيطار – النفحات الأقدسية في شرح الصلوات الأحمدية
الإدريسية – ص 244 .
[6]
- الشيخ ابن عطاء الله السكندري – لطائف المنن
في مناقب أبي العباس المرسي (بهامش لطائف المنن والأخلاق للشعراني) - ج2 ص 78 – 79
Tidak ada komentar:
Posting Komentar