«
ابتَدَعَ الشيء : بَدَعَه .
بَدَعَ
الشيء : أنشأه على غير مثال سابق »([1])
.
يقول
: « الابتداع : هو عبارة عن انسدال ستارة الحس على أشعة أنوار الروح
التي شهدت وقالت : ( بلى ) ، فتحيل تحت ناموس القوى الحسية ، وتتصبغ بصبغتها ،
وتجول في تلك المحسوسات عما فيها من الأسرار الربانية التي أشهدها لها ربها في
مقام : ] أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ [([2]) ، فتختلف عليها المشارب ،
وتمزج منها الأنوار بظلمات تلك الحجب »([3])
.
« الإبداع : 1. الابتكار .
2. إيجاد الشيء من عدم »([4])
.
يقول
: « الإبداع : إيجاد الشيء من لا شيء »([5])
.
يقول
: « الإبداع : هو إيجاد شيء من غير مادة »([6])
.
يقول
: « الإبداع : هو تعينات عوالم العلوية النورانية »([7])
.
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
«
الإبداع لا يكون إلا في الصور خاصة ، لأنها التي تقبل الخلق فتقبل الابتداع ، وأما
المعاني فليس شيء منها مبتدعاً ، لأنها لا تقبل الخلق فلا تقبل الابتداع ، فهي
تعقل ثابتة الأعيان : هذه هي حضرة المعاني المحققة . وثم صور تقبل الخلق والابتداع
تدل عليها كلمات هي أسماء لها ، فيقال تحت هذا الكلام أو لهذه الكلمة معنى تدل
عليه ، ويكون ذلك المعنى الذي تتضمنه تلك الكلمة صورة لها وجود عيني ذو شكل ومقدار
، كلفظ زيد ، فهذه كلمة تدل على معنى يفهم منها وهو الذي وضعت له ، وهو شخص من
الأناسي »([8])
.
يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
«
[ الأرواح ] لها ابتداعين واختراعين :
الابتداع
الأول : هو كتابتها في اللوح المحفوظ ، لأن الله كتب مقاديرها وأزمنتها وأمكنتها ،
وكلما أراد الله منها وبها ولها من بدئها إلى الاستقرار في الدارين .
والابتداع
الثاني : هو خلق الأرواح وإخراجها من العدم إلى الوجود ... وفي الابتداع الثاني
تميّز المؤمن من الكافر »([9])
.
يقول الشريف الجرجاني :
«
قيل : الإبداع تأسيس الشيء عن الشيء ، والخلق إيجاد شيء من شيء . قال الله تعالى : ] بَديعُ السَّماواتِ والْأَرْضِ [([10]) ، وقال : ] خَلَق الإنسانَ [([11]) . والإبداع أعم من الخلق ،
ولذا قال : ] بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض [ وقال : ] خَلَقَ الْأِنْسَانَ [ ، ولم يقل بديع الإنسان »([12])
.
يقول الشريف الجرجاني :
«
الإبداع : إيجاد شيء غير مسبوق بمادة ولا زمان كالعقول ، وهو يقابل التكوين
[ الابتداع ] لكونه مسبقا بالمادة والإحداث لكونه مسبقا بالزمان .
[ الابتداع ] لكونه مسبقا بالمادة والإحداث لكونه مسبقا بالزمان .
والتقابل
بينهما تقابل التضاد إن كانا وجوديين : بأن يكون الإبداع عبارة عن الخلوّ عن
المسبوقية بمادة ، والتكوين عبارة عن المسبوقية بمادة .
ويكون
بينهما تقابل الإيجاد والسلب إن كان أحدهما وجوديا والآخر عدميا ، ويعرف هذا من
تعريف المتقابلين »([13])
.
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني في قول بعضهم : ( ليس في
الإمكان أبدع مما كان ):
«
يعني أن الحق تعالى لا يمكن أن يخلق مثل نفسه ، فلو خلق ما خلق إلى ما لا يتناهى
في الحسن فكله في مرتبة الحدوث والعبودية ، لأنه ما ثم إلا حق وخلق ، ولا يبلغ خلق
مرتبة خالقه أبداً »([14])
.
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص 137 .
[2]
- الأعراف : 172 .
[3]
- الإمام محمد ماضي أبي العزائم – شراب الأرواح – ص178 .
[4]
- المعجم العربي الأساسي – ص138 .
[5]
- الشريف الجرجاني – التعريفات – ص 6 .
[6]
- الشيخ ولي الله الدهلوي – التفهيمات الإلهية - ج1 ص 75 .
[7]
- الشيخ علي البندنيجي – مخطوطة شرح العينية – ص 15 .
[8]
- الشيخ ابن عربي - الفتوحات المكية - ج 2 ص 421 .
[9]
- الشيخ علي حرازم ابن العربي - جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي
العباس التجاني – ج 2 ص 117 .
[10]
- البقرة : 117 .
[11]
- النحل : 4 .
[12]
- الشريف الجرجاني – التعريفات – ص 6 .
[13]
- المصدر نفسه – ص 5 .
[14]
- الشيخ عبد الوهاب الشعراني – مخطوطة رسالة الفتح في تأويل ما صدر عن الكمل من
الشطح – ص 58 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar