«
أَمْرٌ : طلب .
أَمَرَ
الرجل أمراً : طلب منه فعله ، والآمر الناهي : من له سلطه غير محدودة .
والأمير
من يتولى إمارة »([1]) .
وردت
مادة ( أمر ) في القرآن الكريم ( 149 ) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : ] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ والْأِحْسانِ وَإيتاءِ ذي الْقُرْبى [([2])
.
يقول
: « الأمر [ الإلهي ] : إنما هو التكوين والتخليق والإيجاد »([3])
.
أمر
الله :
هو الملك المسمى في اصطلاح الصوفية بـ : الحق المخلوق به ، والحقيقة المحمدية ([4])
.
يقول
: « أمر الله : هو قيوميته إلى جميع العوالم »([5])
.
«
يأتي الأمر من الذات إلى الإرادة ، ومن الإرادة إلى القدرة ، ومن القدرة إلى
القلم ، ومن القلم إلى العقل والعلم ، ثم يأتي من العلم إلى اليد ، وينقسم عند ذلك ويصير ديناً ودنيا ، ودواءاً وداءاً ، ويقيناً ويميناً ، ونداء ودعاء »([6]) .
القلم ، ومن القلم إلى العقل والعلم ، ثم يأتي من العلم إلى اليد ، وينقسم عند ذلك ويصير ديناً ودنيا ، ودواءاً وداءاً ، ويقيناً ويميناً ، ونداء ودعاء »([6]) .
ويقول
: « ينـزل الأمر الإلهي … بالإمداد الذاتي إلى العقل فيظهر في التوجهات العقلية
إلى التوجهات النفسية ذلك الأمر الإلهي بصورة عقلية بعد ما كان في صورة أسمائية ،
فاختلفت على ذلك الأمر الإلهي الصور بحسب الموطن الذي ينـزل إليه ، فينصبغ في كل منـزل
صبغة . ثم ينـزل ذلك الأمر الإلهي في الرقائق النفسية بصورة نفسية لها ظاهر وباطن
وغيب وشهادة ، فتتلقاه الرقائق الشوقية العرشية فتأخذه منها فينصبغ في العرش صورة
عرشية ، فينـزل في المعارج إلى الكرسي على أيدي الملائكة وهو واحد العين غير منقسم
في عالم الخلق وقد كان نزل من النفس إلى العرش منقسماً انقسام عالم الأمر ، فلما
انصبغ بأول عالم الخلق وهو العرش ظهر في وحدانيته الخلق وهو أول وحدانية الخلق ،
فهو من حيث الأمر منقسم ومن حيث الخلق واحد العين ...
ثم
أن الأمر الإلهي يتفرع في السدرة كما تتفرع أغصان الشجرة ، ويظهر فيه صور الثمرات
بحسب ما يمده من العالم الذي ينـزل إليه … فكل أمر إلهي فهو : اسم إلهي عقلي نفسي
عرشي كرسي ، فهو مجموع صور كل ما مر عليه في طريقه ... إلى أن ينتهي إلى الأرض »([7])
.
«
الأمر ينقسم إلى مؤثِّر ومؤثر فيه وهما عبارتان :
فالمؤثِّر
بكل وجه وعلى كل حال وفي كل حضرة : هو الله .
والمؤَثَّر
فيه بكل وجه وعلى كل حال وفي كل حضرة : هو العالم »([8])
.
ويقول
: « كتب [ القلم ] خمسة أشياء ، وأودع في كل شيء منها أمراً من
أوامره : فأودع في العمل أمر التكوين ، وفي الأثر أمر التدبير ، وفي الرزق أمر الإتيان ، وفي الأجل أمر المجيء ، وفي بسم الله الرحمن الرحيم أمر التنـزيل . والمشير إلى الأوامر الخمس قوله تعالى : ] إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقولَ لَهُ كُنْ فَيَكونُ [([9]) »([10]) .
أوامره : فأودع في العمل أمر التكوين ، وفي الأثر أمر التدبير ، وفي الرزق أمر الإتيان ، وفي الأجل أمر المجيء ، وفي بسم الله الرحمن الرحيم أمر التنـزيل . والمشير إلى الأوامر الخمس قوله تعالى : ] إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقولَ لَهُ كُنْ فَيَكونُ [([9]) »([10]) .
ويقول
: « الأمر محصور في علم وعمل .
والعمل
على قسمين : حسي وقلبي .
والعلم
على قسمين : عقلي وشرعي »([11])
.
«
أوامر الله تعالى تنحصر في ثلاثة أمور :
1.
أمر بعقيدة لا بد أن تتلقى من كلامه I وكلام رسوله ، حتى
يتحقق المسلم أنه كامل الإيمان ، مؤمن بحقيقة ما يجب عليه به ...
2.
الأمر الثاني : أمر بعبادته Y ، من تعظيم لذاته ، وذكر له
I ، ورياضات
للنفس ، بإمساك عن الطعام بياض النهار ، وبذله جزءاً مما يملكه ، وهجره إلى مكان مخصوص وعمل مخصوص ...
للنفس ، بإمساك عن الطعام بياض النهار ، وبذله جزءاً مما يملكه ، وهجره إلى مكان مخصوص وعمل مخصوص ...
3.
الأمر الثالث : أمره بمعاملات شريفة ، والمعاملات هي المقام العلي الذي يتفاضل فيه
المسلمون ، ويتسابق فيه أهل النفوس العالية ، لأنه أثر اليقين الكامل
بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك ، وأدران الحظوظ ، ورين التقليد والعصبية »([12])
.
«
أوامر الحق شتى :
منها
أمر على الظاهر : من الترسم بالعبادات .
وأمر
على الباطن : من دوام المراعاة .
وأمر
على القلب : بدوام المراقبة .
وأمر
على السر : بملازمة المشاهدة .
وأمر
على السر : بلزوم الحضرة »([13])
.
«
هناك أمر تشريعي ، وهو ما جاء على لسان الرسل .
وهناك
أمر الإرادة ، والأخير لا بد من وقوعه وتحققه ، والأمر قد يقع وقد لا يقع . ومثل
الأول الأمر بطاعة الله ، ومثل الثاني : ] أَمَرْنا مُتْرَفيها فَفَسَقوا
فيها [([14]).
فهو أمر الإرادة . أما قوله إن الله : ] لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ [([15]) فهو أمر تشريعي ظاهري . وآدم رأى أمر الإرادة فأكل من الشجرة وكان الأمر الظاهري مخالفا لذلك ، فتركه لأنه رآه غير واقع ، ولذا نال بعد ذلك الخلافة »([16]) .
فهو أمر الإرادة . أما قوله إن الله : ] لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ [([15]) فهو أمر تشريعي ظاهري . وآدم رأى أمر الإرادة فأكل من الشجرة وكان الأمر الظاهري مخالفا لذلك ، فتركه لأنه رآه غير واقع ، ولذا نال بعد ذلك الخلافة »([16]) .
«
قال بعض أرباب الحقيقة الأمر : تكليفي وإرادي . والإرادة كثيرة ما تكون مخالفة للأمر
التكليفي . فالرسل والورثة في خدمة الحق من حيث أمره التكليفي ، وليسوا في خدمته
من حيث الأمر الإرادي ، ولو كانوا خادمين للإرادة مطلقاً لما ردوا على أحد في فعله
القبيح بل يتركونه على ما هو عليه ، لأنه هو المراد ، ولما كان
لعين العاصي الثابتة في الحضرة العلمية
استعداد التكليف توجه إليه الأمر التكليفي ، وليس لتلك العين استعداد الإتيان
بالمأمور به ، فلا يتحقق منه المأمور به ، ولهذا تقع المخالفة والمعصية »([17]) .
«
الأوامر على وجوه :
«
أنواع أجزاء الأمر [ الإلهي ] فهي : جزء القلم ، وجزء النون ، وجزء اللوح ، وجزء
العقل ، وجزء القلب ، وجزء الفرقان ، وجزء الحروف ، وجزء النقط »([30])
.
«
امتثال الأمر في الظاهر يدل على كمال الشريعة وتحقيق العبودية »([31])
.
«
من الأمر المخصوص بالسماء الأولى من هناك : لم
يبدل حرف من القرآن ولا كلمة »([32])
«
ومن الأمر المخصوص بالسماء الثانية من هناك أيضاً : خص بعلم الأولين والآخرين والتؤدة والرحمة والرفق ،
] وَكانَ بِالْمُؤْمِنينَ رَحيماً [ ([33])
» ([34]) .
«
ومن الأمر المخصوص من وحي السماء الثالثة من هناك أيضاً : السيف الذي
بعثه ، والخلافة ، واختص بقتال الملائكة معه »([35]) .
بعثه ، والخلافة ، واختص بقتال الملائكة معه »([35]) .
«
ومن الوحي المأمور به في السماء الرابعة : نسخه بشريعته جميع الشرائع ، وظهور دينه
على جميع الأديان عند كل رسول ممن تقدمه ... فهو من شرعه وعموم رسالته … كما قال
النابغة في مدحه :
ألم تر أن الله أعطاك سـورةً ترى كل ملك دونها يتذبـذب
بأنك شمس
والملوك كواكب إذا طلعت لم
يبد منهن كوكب »([36])
« ومن الأمر الموحى في السماء السادسة : إعجاز
القرآن ، والذي أعطيه من جوامع الكلم ومن هذه السماء تتنـزل
إليه … ومن أمر هذه السماء ، ما خصه الله به من إعطاءه إياه مفاتيح خزائن الأرض »([38]) .
«
ومن الوحي المأمور به في السماء السابعة ، من
هناك ، وهي السماء التي تلينا : كَوْن الله خصه بصورة الكمال ، فكملت به الشرائع ،
وكان خاتم النبيين ولم يكن ذلك لغيره .
فبهذا وأمثاله ، انفرد بالسيادة الجامعة للسيادات الجامعة كلها ، والشرف المحيط
الأعم . فهذا قد نبهنا على ما حصل له في
مولده ، من بعض ما أوحى الله به في كل سماء من أمر »([39])
.
ويقول
مضيفاً : « وهو يشتمل على منازل :
منـزل
الأرواح البرزخية ، ومنـزل التعليم ، ومنـزل السرى ، ومنـزل
السبب ، ومنـزل التمائم ، ومنـزل القطب والإمامين ، ولنا فيه :
السبب ، ومنـزل التمائم ، ومنـزل القطب والإمامين ، ولنا فيه :
«
كل فاعل في عالم الخلق إنما يفعل ما ينسب إليه من الأفعال ، بأمر عالم الأمر أعني
أمره الخاص به . فإذا فعل الفاعل ، أي فعل كان ، من عالم الخلق ، فعلاً ما ، بأمر
أمره الخاص به ، المضاف إليه ، فقد يكون ذلك الفعل صواباً وقد يكون خطأً ، وقد
يكون طاعة وقد يكون معصية ، فإن الأمر الخاص هو منفذ لأمر الحق تعالى في ذلك شراً
كان أو خيراً ، نفعاً كان أو ضراً . وأما إذا فعل الفاعل فعلاً ما ، بأمر الأمر
الكل ، الجامع للأمور كلها ، فلا يكون إلا صواباً وطاعة ، وهذا لا يكون إلا لنبي
أو وارث .
فلهذا
قال العبد الصالح الخضر قاطعاً لاعتراض الكليم
u : ] وَما فَعَلْتُهُ عَنْ
أَمْري [([44]) ، بمعنى : ما فعلته فعلاً ناشئاً عن أمري الخاص بي ، المضاف إلي ، بل فعلته فعلاً ناشئاً عن الأمر الكل الذي لا يأمر بالفحشاء »([45]) .
أَمْري [([44]) ، بمعنى : ما فعلته فعلاً ناشئاً عن أمري الخاص بي ، المضاف إلي ، بل فعلته فعلاً ناشئاً عن الأمر الكل الذي لا يأمر بالفحشاء »([45]) .
[1] - المعجم العربي الاساسي –
ص105- 106.
[2] - النحل : 90 .
[3]- الإمام فخر الدين
الرازي - التفسير الكبير – ج 3 ص 88
.
[4] - الشيخ عبد الكريم الجيلي
- الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – ج 2 ص 10 ( بتصرف ) .
[5]- الشيخان حسن البوريني وعبد
الغني النابلسي - شرح ديوان ابن الفارض – ج 2 ص 186 .
[6] – قاسم محمد عباس ، حسبن
محمد عجيل – رسائل ابن عربي ، شرح مبتدأ الطوفان ورسائل أخرى – ص 255 .
[7]- الشيخ ابن عربي - الفتوحات المكية – ج 3 ص 29 – 30 .
[8] - الشيخ ابن عربي - فصوص
الحكم – ص 183 .
[9] - النحل : 40 .
[10] - الشيخ ابن عربي - مخطوطة مراتب القرة في عيون القدرة – ورقة 36 أ .
[11]- الشيخ ابن عربي - الفتوحات المكية – ج 3 ص 6 .
[12] - الإمام محمد ماضي ابي
العزائم – مذكرة المرشدين والمسترشدين - ص 8 – 11 .
[13] - الشيخ أبو عبد الرحمن
السلمي – حقائق التفسير – ص 680 0
[14] - الإسراء : 16 .
[15] - الأعراف : 28 .
[16]- د . عبد الحليم محمود –
المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي – ص 402 .
[18] - الأنعام : 72 .
[19] - البقرة : 117 .
[20] - البقرة : 65 .
[21] - فصلت : 40
[22] - النساء : 135 .
[23] - الإسراء : 23 .
[24] - الإسراء : 64 .
[25] - الأحزاب : 53 .
[26] - لقمان : 17 .
[27] - المجادلة : 11 .
[28] - التوبة : 37 .
[30] - الشيخ ابن عربي - مخطوطة
مراتب القرة في عيون القدرة – ورقة 81 ب .
[31] - الشيخ أحمد بن عجيبة –
إيقاظ الهمم في شرح الحكم – ج 1 ص 159 .
[32] - الشيخ ابن عربي –
الفتوحات المكية – سفر 2 فقرة 524 .
[33] - الاحزاب : 43 .
[34] - الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية - سفر 2 فقرة
525 .
[37] - المصدر نفسه – سفر 2 فقرة 531 .
[38] - المصدر نفسه – سفر 2 فقرة
532 .
[39] - المصدر نفسه – سفر 2 فقرة
533 .
[40] - الشيخ ابن عربي - مخطوطة
مراتب القرة في عيون القدرة – ورقة 36 أ (
بتصرف ) .
[41] - الشيخ ابن عربي –
الفتوحات المكية – ج1 ص 172 .
[42] - الشيخ ابن عربي –
الفتوحات المكية – ج1 ص 179 .
[43] - المصدر نفسه – ج1 ص 179 .
[44] - الكهف : 82 .
[45] - الشيخ عبد القادر
الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 ص 514 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar