«
الألوهية : تجمع الضدين من القديم والحديث ، والحق والخلق ، والوجود
والعدم ، فيظهر فيها الواجب مستحيلاً بعد ظهوره واجبا ، ويظهر فيها المستحيل واجبا بعد ظهوره فيها مستحيلا ، ويظهر الحق فيها بصورة الخلق مثل قوله : ] رأيت ربي في صورة شاب أمرد [([1]) ، ويظهر الخلق بصورة الحق مثل قوله : ] خلق آدم على صورته[([2]) . وعلى هذا التضاد فإنها تعطي كل شيء مما شملته من هذه الحقائق حقها ، فظهور الحق في الألوهية على أكمل مرتبة وأعلاها وأفضل المظاهر وأسماها وظهور الخلق في الألوهية على ما يستحقه الممكن من تنوعاته وتغيراته وانعدامه ووجوده . وظهور الوجود في الألوهية على كمال ما تستحقه مراتبه من جميع الحق والخلق وإفراد كل
منهما . وظهور للعدم في الألوهية على بطونه وصرافته وانمحاقه في الوجه الأكمل غير موجود في فنائه المحض . وإلى سر هذه الألوهية أشار بقوله : ] أنا أعرفكم بالله وأشدكم خوفا منه [([3]) . فما خاف من الرب ولا من الرحمن وإنما خاف من الله وإليه الإشارة بقوله : ] وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُم [([4]) ، على أنه أعرف الموجودات بالله تعالى وبما يبرز من ذلك الجانب الإلهي أي لا ادري ، أي : صورة أظهر بها التجلي الإلهي ، ولا أظهر إلا بما يقتضيه حكمها ، وليس لحكمها قانون ولا نقيض له . فهو يعلم ولا يعلم ، ويجهل ولا يجهل »([5]) .
والعدم ، فيظهر فيها الواجب مستحيلاً بعد ظهوره واجبا ، ويظهر فيها المستحيل واجبا بعد ظهوره فيها مستحيلا ، ويظهر الحق فيها بصورة الخلق مثل قوله : ] رأيت ربي في صورة شاب أمرد [([1]) ، ويظهر الخلق بصورة الحق مثل قوله : ] خلق آدم على صورته[([2]) . وعلى هذا التضاد فإنها تعطي كل شيء مما شملته من هذه الحقائق حقها ، فظهور الحق في الألوهية على أكمل مرتبة وأعلاها وأفضل المظاهر وأسماها وظهور الخلق في الألوهية على ما يستحقه الممكن من تنوعاته وتغيراته وانعدامه ووجوده . وظهور الوجود في الألوهية على كمال ما تستحقه مراتبه من جميع الحق والخلق وإفراد كل
منهما . وظهور للعدم في الألوهية على بطونه وصرافته وانمحاقه في الوجه الأكمل غير موجود في فنائه المحض . وإلى سر هذه الألوهية أشار بقوله : ] أنا أعرفكم بالله وأشدكم خوفا منه [([3]) . فما خاف من الرب ولا من الرحمن وإنما خاف من الله وإليه الإشارة بقوله : ] وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُم [([4]) ، على أنه أعرف الموجودات بالله تعالى وبما يبرز من ذلك الجانب الإلهي أي لا ادري ، أي : صورة أظهر بها التجلي الإلهي ، ولا أظهر إلا بما يقتضيه حكمها ، وليس لحكمها قانون ولا نقيض له . فهو يعلم ولا يعلم ، ويجهل ولا يجهل »([5]) .
«
ليس لتجلي الألوهية حد يقف عليه في التفصيل ، فلا يقع عليها الإدراك التفصيلي بوجه
من الوجوه ، لأنه
محال على الله أن يكون له نهاية ، لا سبيل إلى
إدراك ما ليس له نهاية . الحق I قد يتجلى بها على سبيل الكلية والإجمال »([6])
.
«
أسماء الألوهة التي تطلب العالم ، وإن كانت معاني قديمة بالنسبة إلى المسمى تعالى،
وكان التعلق لها نفسياً فتأثيرها في مؤثراتها حادث ، فلهذا نقول : إذا اعتبر الاسم
من حيث المسمى تعالى كان قديماً ، وإذا اعتبر من حيث الأثر كان حادثاً »([7])
.
«
المقول عليه : ] كان الله ولا شيء معه [([8]) : إنما هي الألوهية لا
الذات من حيث وجودها فحسب ... وكل حكم يثبت في باب العلم الإلهي للذات إنما هو
بحكم الألوهية : وهي أحكام ، ونسب ، وإضافات ، وسلوب ترجع إلى عين واحدة لم تتعدد
من حيث الإنيّة والهوية ، وإنما تتعدد من حيث الحقائق الإمكانية والفهوانية »([9])
.
«
الألوهية وإن اشتملت على كثير ، مردها إلى الله ، والله بينها ، أي بين مظاهرها
وتعددها . فالاتجاهات كثيرة لكن المصب واحد »([10])
.
ويقول
: « توجه الذات على جميع الممكنات يسمى :
إلهاً لمعنى يسمى : ألوهية »([11]) .
« سر الألوهية : هو أن كل فرد من
الأشياء التي يطلق عليها اسم الشبيه - قديماً كان أو محدثاً ، معدوماً كان أو موجوداً - فهو يحوي بذاته جميع بقية
أفراد الأشياء الداخلة تحت هيمنة الألوهية ، فمثل الموجودات كمثل مرآة متقابلات
يوجد جميعها في كل واحد منها »([12])
«
يظهر عند ابن عربي أن الألوهية هي طائفة الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من
حيث كونها إلهاً – أي معبوداً – ( قدوس سبوح ... ) .
أما
الربوبية فهي الطائفة الثانية من الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من حيث كونه
مدبراً للوجود ومتصرفاً فيه ( الخالق – المدبر ... ) .
فالألوهية
مرتبة الذات من حيث كونها إلهاً يعبد ويقدس في مقابل الربوبية المسؤولة عن المربوب
»([13])
.
ا
[2] - صحيح البخاري ج: 5 ص: 2299 برقم 5873 .
[3] - البيان
والتعريف ج: 1 ص: 294 .
[4] -
الأحقاف : 9 .
[5] -
الشيخ عبد الكريم الجيلي - الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – ج 1 ص 23 –
24 .
[6] - المصدر نفسه – ج 1 ص 24 .
[7] - الشيخ عبد القادر
الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج2 ص 622 .
[8] - كشف الخفاء للعجلوني ج :
2 ص : 171 .
[9]- الشيخ ابن عربي – كتاب
المسائل – ص 5 .
[10] - محمد غازي عرابي – النصوص
في مصطلحات التصوف – ص 26 .
[11]- الشيخ ابن عربي – كتاب
المسائل – ص 34 .
[12] - الشيخ عبد الكريم الجيلي
- الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – ج 1 ص 25 .
[13] - د . سعاد الحكيم – المعجم
الصوفي – ص 85 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar