يقول
: « لا اله إلا الله : تعني لا هوية إلا هويته »([1])
.
لا
اله إلا الله
: هي كلمة الشهادة ، وهي الإخبار بصحة الشيء الناشيء عن العلم الأخص منه ([2])
.
«
اعلم أن في كلمة ( لا إله إلا الله ) رموزاً وأسراراً ، منها :
أن
جميع حروفها جوفية ، أي ليس فيها شفوية ، بل بعضها حلقي ، وبعضها
وسطي ، إشارة إلى أن الإتيان بها يجب أن يكون في وسط الجوف ، أي القلب ...
وسطي ، إشارة إلى أن الإتيان بها يجب أن يكون في وسط الجوف ، أي القلب ...
ومنها
: أنها ليس فيها حرف معجم ، رمزاً إلى أنه يجب التجرد عن كل معبود
سواه ...
سواه ...
ومنها
: أن ( لا إله إلا الله ) اثني عشر حرفاً بعدد شهور السنة ، منها أربعة حرم ، وهي
الجلالة ، أولها فرد وثلاثة منها سرد ، وهي افضل كلماتها . كما أن في السنة أربعة
أشهر حرم ، أولها فرد وهو رجب ، وأما الباقية ، وأعني ذو القعدة وذو الحجة ومحرم
متواليات ، سميت حرماً لعظم ارتكاب المعاصي فيها ...
ومنها
: أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ، وحروف ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
أربع وعشرون حرفاً ، فمن تكلم بها صباحاً ومساءاً مرتا عليه بالسلامة وبكل حرف
منها يكفر ذنوب ساعة »([3])
.
«
اعلم أن أشعة ( لا اله إلا الله ) تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك
الشعاع وضعفه ، فلها نور ، وتفاوت أهلها في ذلك النور - قوة وضعفاً – لا يحصيه إلا
الله تعالى . فمن الناس : من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ، ومنهم : من نورها في
قلبه كالكوب الدري ، ومنهم : من نورها في قلبه كالمشعل العظيم ، وآخر : كالسرج
المضيء ، وآخر كالسرج الضعيف .
ولهذا
تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم ، وبين أيديهم ، على هذا المقدار ، بحسب ما في
قلوبهم من نور هذه الكلمة علماً مكملاً ، ومعرفة وحالاً .
وكلما
عظم نور هذه الكلمة واشتد : أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته ، حتى أنه
ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ، ولا ذنباً ، إلا أحرقه ، وهذا حال الصادق في
توحيده ، الذي لم يشرك بالله شيئاً . فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور
أحرقها »([4])
.
«
اعلم أن افضل الأذكار ذكر ( لا اله إلا الله ) ، إذ هذه الكلمة مركبة من النفي
والإثبات . والحجب الحاصلة للعبد إنما هي بواسطة انتقاش الصور الكونية في القلب ،
وفي هذا الانتقاش إثبات الغير ونفي الحق ، فلا يحصل القرب : إلا برفع الحجاب ،
وذلك بإثبات الحق ونفي الغير كما هو المفهوم من هذه الكلمة الطيبة »([5])
.
[1] – الشيخ نجم الدين الكبرى –
كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال - ص 67 .
[2] - الشيخ داود المدرس –
مخطوطة مطالع التوحيد – ص 46 ( بتصرف ) .
[3] - الشيخ داود المدرس –
مخطوطة مطالع التوحيد – ص 37 - 38 .
[4] – د . يوسف القرضاوي – في الطريق إلى الله ( 4- التوبة إلى الله ) -
ص 178 .
[5] – الشيخ حسين الدوسري –
الرحمة الهابطة في تحقيق الرابطة – ( بهامش كتاب مكتوبات الامام الرباني للسرهندي
) -ج1ص337
Tidak ada komentar:
Posting Komentar