=================
«
هذا الاسم [ الله ] علم للذات المتعالية ، وأن الله تعالى أقام هذا الاسم مقام
الذات موضوعاً لجميع الأسماء والصفات ، وأضاف سائر الأسماء الحسنى إليه وحملها
عليه بقوله : ] وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنى [([1])، وحمل هذا الاسم على هويته
الغيبية ووضعه موضع المسمى فقال تعالى : ] هُوَ اللَّهُ الَّذي لا إِلَهَ
إِلّا هُوَ [([2]) إشارة إلى ما يستحيل فقده »([3])
.
«
انه اسم تام ، لأنه
أربعة أحرف :
الألف
: هو عمود التوحيد . واللام الأول : لوح الفهم . واللام الثاني : لوح النبوة .
والهاء : النهاية في الإشارة »([4])
.
«
قيل : أن الألف الأول من اسمه ( الله ) ابتداؤه . واللام الأول لام
المعرفة . واللام الثاني لام الآلاء والنعماء . والسطر الذي بين
اللامين معاني مخاطبات الأمر والنهي . والهاء نهاية ما يمكن العبارة عن
الحقيقة لا غير .
وقيل
: أن الألف آلاء الله . واللام : لطف الله . واللام الثاني : لقاء الله . والهاء : تنبيه ، كأنه يقول : بآلاء
الله ولطفه وصل من وصل إلى لقاء الله فانتبهوا .
وقيل
: أن الوله كله من إظهار اسمه الله ، فوله به المحبون والمشتاقون حين عجزوا عن علم
شيء منه »([5])
.
ويقول
: « قيل في قوله الله : أن الألف إشارة إلى الوحدانية ، واللام إشارة إلى محو
الإشارة ، واللام الثاني محو المحو في كشف الهاء .
وقيل
: إن الإشارة في الألف هو قيام الحق بنفسه وانفصاله عن جميع خلقه ، فلا اتصال له
بشيء من خلقه كامتناع الألف أن يتصل بشيء من الحروف ابتداء ، بل تتصل الحروف به
على حد الاحتياج إليه واستغناؤه عنها ...
وقيل
: من قال الله بالحروف فإنه لم يقل الله ، لأنه خارج عن الحروف
والأوهام والأفهام ، ولكن رضى منا بذلك ، لأنه لا سبيل إلى توحيده من حيث لا حال
ولا قال .
وقيل
: أن معنى قول الله : أن الأسماء كلها داخلة في هذا الاسم وخارجة منه ، تخرج من
هذا الاسم معاني الأسماء كلها ، ولا يخرج هذا الاسم من اسم سواه ، وذلك أن الله
تفرد بهذا الاسم دون خلقه ، وشارك خلقه في اشتقاقات أسماءه .
وقال
بعض البغداديين : ليس الله ما يبدو لكم وبكم ، ووالله والله ، ما هذا هو الله هذه
حروف تبدو لكم وبكم ، فإذا تمعنت فمعناها هو الله .
وقيل
: أن الإشارة في الله هي في اتصال اللامين في الهاء وانفصال الألف عنه ، أي ما
أشرتم به إلي من ألف التعريف منفصل عني ، لأنكم بإياكم تقولون ، وما كان من صفاتي
فإنها متصلة بي كـ ( لله ) حيث اتصلت حروفه »([6])
.
«
الله : علم للذات مطلقاً . وهمزته : إشارة إلى التعين الأول . وقطعها : إلى انقطاعه من اللاتعين . وفتحها :
إلى أنه مفتاح مفاتيح الغيب . وألفها الخفية : إلى اختفاء النفَس المتعين به .
واللامان : إلى الملك والملكوت . والألف بعدهما : إلى دوران التجلي الحبي في نفسها
. والهاء : إلى غيب الذات »([7])
.
«
الألف الأولى : دلالة الذات . واللام الأولى : دلالة صفات الذات .
واللام الثانية : دلالة أسماء الأفعال . واللام الثالثة : دلالة أسماء
المعاني القائمة بأسماء الصفات . والهاء : دلالة أسماء الإشارة لبواطن
الأسماء »([8])
.
«
إن هذا الاسم [ الله ] خماسي ، لأن
الألف التي قبل الهاء ثابتة في اللفظ ولا يعتد بسقوطها في الخط ، لأن اللفظ حاكم على الخط .
واعلم أن الألف الأول : عبارة عن الأحدية التي
هلكت فيها الكثرة ولم يبق لها وجود من الوجوه ، وذلك حقيقة قوله تعالى : ] كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلّا
وَجْهَهُ [([9]) ، يعني : وجه ذلك الشيء وهو
أحدية الحق فيه ومنه ، له الحكم فلا يقيد بالكثرة إذ ليس لها حكم . ولما كانت
الأحدية أول تجليات الذات في نفسه لنفسه بنفسه ، كان الألف في أول هذا الاسم
وانفراده بحيث لا يتعلق به شيء من الحروف تنبيها على الأحدية التي ليس للأوصاف
الحقيقية ولا للنعوت الخلقية فيها ظهور ، فهي أحدية محضة ، اندحض فيها الأسماء
والصفات والأفعال والتأثيرات والمخلوقات ...
الحرف
الثاني من هذا الاسم : هو اللام الأول ، فهو عبارة عن الجلال ، ولهذا كان اللام
ملاصقاً للألف ، لأن
الجلال أعلى تجليات الذات …
الحرف
الثالث : هو اللام الثاني ، وهو عبارة عن الجمال المطلق الساري في مظاهر الحق I ...
الحرف
الرابع من هذا الاسم : هو الألف الساقط في الكتابة ولكنه ثابت في اللفظ، وهو ألف
الكمال المستوعب الذي لا نهاية ولا غاية له .
الحرف
الخامس من هذا الاسم : هو الهاء ، فهو إشارة إلى هوية الحق الذي هو عين الإنسان » ([10]) .
مما تقدم يتضح أن الاسم الله عند الشيخ الجيلي
يعني ما يأتي :
أحدية الذات المحضة الخالية من
الكثرة الخلقية والحقية .
الصفات الجلالية وهي تمثل مرتبة
الصفات الحقية .
الصفات الجمالية وهي تمثل مرتبة
الصفات الخلقية .
الصفات الكمالية الجامعة لصفات
الجلال والجمال في العالم والإنسان .
هوية الحق التي هي عين هوية الإنسان
.
«
هذا الاسم [ الله ] عند أهل التحقيق مركب من خمسة أحرف رقماً في ستة لفظاً: إشارة
إلى إحاطة الذات المتعالية العوالم الخمسة المحسوسة ، والجهات الست المختلفة ، وسد
طرق الأينيات . أولها الألف : وفيه إشارات منها : اختفاؤها في الخمسة لفظاً كخفاء الهمزة
في الألف رقماً ، إشارة إلى خفاء مظاهر الإمكان في الغيب المجهول ، أو لاختفاء
الأسرار الإلهية وحقائق الصفات الأزلية في رقوم المظاهر آخراً .
ومنها
: أن الألف هو عين النفس الممتد من باطن الصدر المتعين في جميع درجات المخارج الحرفية
الظاهر بصورة الحروف كلها ...
ومنها
: انفصال صورتها الحرفية الرقمية عن صور الحروف كلها في أوائل الكلام ، واتصال
الحروف به في الغاية إشارة إلى العلو والفناء والنـزاهة الذاتية وانقطاع نسبة
الذات المتعالية عن الغير لانتفاء المناسبة بين المطلق والمقيد ...
اللام
الأولى : إشارة إلى لوح الحقائق الملكوتية المتصلة بالتجلي الوجودي ، والتحلي
بالحلل الجودي في مرتبة العيان الشهودي قبل عالم الشهادة المحسوس ونظام الملك ،
بمشاركة الأجسام والنفوس ، وقبولها وجود الفيض الواصل بالتجلي النازل قبولاً
أحدياً جلياً ...
اللام
الثانية : إشارة إلى مجالي ظهور آثار تجليات الملك العزيز الجبار في سعة عرصة
الملك ، وتفصيل ما كان مجملاً من أحكام قدرة المالك وأسراره في حقائق الملكوت
وملكوت الملكوت »([11])
.
«
الألف [ في الله ] : تدل على البدء والمنتهى ، وفيها سر الواحدية .
واللام
: فيها دلالة الملك .
والهاء
: فيها الدلالة على سر إلوهيته التي لا تقتحم وذاتيته التي تعلو كل فهم
والألف
كثيراً ما كانت عند أهل المعرفة : إشارة على اسم الذات المجرد
واللام
الأولى : إشارة إلى التملك بالتمكن …
واللام
الثانية : للتمكن بالملكوت …
والهاء
إشارة
إلى ألوهية الذات التي لا يدركها عقل ولا يصل إليها وهم …
والاسم في مجموع حروفه : أول الأسماء الإلهية
وآخرها »([12])
[1] - الأعراف : 180 .
[2] - الحشر : 22 .
[3] - الشيخ حسين الحصني
الشافعي – مخطوطة شرح أسماء الله تعالى الحسنى ( تأديب القوم ) – ص 15 – 16 .
[4] - د . علي زيعور – التفسير
الصوفي للقرآن عند الصادق - ص 125 .
[5] - الشيخ أبو عبد الرحمن
السلمي – زيادات حقائق التفسير – ص 20 – 21 .
[6] - المصدر نفسه – ص 22 – 25
0
[7] - الشيخ فخر الدين إبراهيم
بن شهريار العراقي – مخطوطة اللمعات العادلية في برزخ النبوية – ص 2 .
[8]- الشيخ ابن عطاء الله
السكندري - مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح –
ص 109 .
[9] - القصص : 88 .
[10]- الشيخ عبد الكريم الجيلي –
الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – ج 1 ص 17 -19 .
[11] - الشيخ حسين الحصني
الشافعي – مخطوطة شرح أسماء الله تعالى الحسنى ( تأديب القوم ) – ص 10 – 15 .
[12] - الشيخ محمود أبو الفيض
المنوفي – معالم الطريق إلى الله – ص139 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar