«
بدأ الشيء : حدث وحصل .
البداية
: أول الأمر قبل كل شئ »([1])
.
وردت
هذه اللفظة ( 15 ) مرة في القرآن الكريم بمشتقاتها
المختلفة ،
منها قوله تعالى : ] قُلْ سيروا في الْأَرْضِ فانْظُروا كَيْفَ بَدأَ
الْخَلْقَ
[([2])
.
«
البدء : افتتاح وجود الممكنات على التتالي والتتابع ، لكون الذات
الموجدة له اقتضت ذلك من غير تقييد بزمان »([3])
.
[ إضافة ] :
وأضاف
الشيخ قائلاً : « فالبدء حالة مستصحبة قائمة لا تنقطع بهذا الاعتبار ، فإن معطي
الوجود لا يقيده ترتيب الممكنات فالنسبة منه واحدة . فالبدء ما زال ولا يزال ، فكل
شيء من الممكنات له عين الأولية في البدء ، ثم إذا نسبت الممكنات بعضها إلى بعض
تعين التقدم والتأخر لا بالنسبة إليه سبحانه »([4])
.
يقول
: « علم البُداء : بمعنى افتتاح الوجود ، علم عزيز منيع
الحمى عن الإدراك والتصور ، فإنه غير مقيد بموجود دون موجود ، ولا محدود بحد يكون
له جنس وفصل ، والموجودات لا نهاية لها ، فلا حد ولا قيد لأشخاصها »([5])
.
يقول
: « البدائية : إضافة محضة تلي الأحدية باعتبار تقدم الذات الأحدية
على الحضرة الواحدية : التي هي منشأ التعيّنات ، والنسب الأسمائية ، والصفات .
والإضافات اعتبارات عقلية »([6])
.
يقول
: « البداية : هي الخروج من المعهود إلى المشروع ، ثم المقدور ، ثم
الرجوع إلى المعهود ، ويشترط حفظ الحدود »([7])
.
يقول :« البدايات مجلاة النهايات
، وإن من كانت بالله بدايته كانت إليه
نهايته »([8]).
نهايته »([8]).
يقول
: « البداية : هي مجاهدة بلا مشاهدة »([9])
.
[ إضافة ] :
يقول : « البدايات : هي ما يظهر على المريد في أول دخوله : من مجاهدة ،
ومكابدة ، وصدق ، وتصديق ، وهو مظهر
ومجلاة للنهايات ، أي : ينجلي فيها ما يكون في النهايات . فمن أشرقت بدايته
أشرقت نهايته . فمن رأيناه جادا في طلب الحق باذلاً نفسه وفلسه وروحه وعزه وجاهه
ابتغاء الوصول إلى التحقيق بالعبودية والقيام بوظائف الربوبية : علمنا إشراف
نهايته بالوصول إلى محبوبه »([12])
.
«
أوائل البدايات
: هي الفروض الواجبة ، والأوراد الزكية ، ومطايا الفضل ، وعزائم الأمر . فمن أحكم
على نفسه هذا ، مَنَّ الله تعالى عليه بما بعده »([13])
.
«
تصحيح البدايات : هو انتفاء الرخصة لمواظبة النفس ، وتحكيم السنة بامتثال الأمر ،
وامتثال أحكام المشايخ بعدم الاعتراض ، واستحقار العمل ، واستشعار الأجل ، والتمسك
بعروة الإخلاص بالنجاة والخلاص »([14])
.
يقول الشيخ أبو علي الروذباري :
«
البداية هي كالنهاية ، والنهاية فهي كالبداية . فمن ترك شيئاً في نهايته مما كان
يعمل في بدايته : فهو مخدوع »([15])
.
ويقول الشيخ أبو المواهب الشاذلي :
«
مقام التوبة لم يخرج صاحبه عن البداية ، لذلك شغل بتعب المجاهدة ، والنهاية لذة
بأنواع المشاهدة .
وإن
شئت قلت : البداية إماطة طبع وتطهير ، والنهاية ملكة كمال وتنوير .
وإن
شئت قلت : البداية تخلى ثم تحلى ، والنهاية استعداد لنور التجلي .
وإن
شئت قلت : البداية بعد عن الأوصاف الذميمة وهرب عن الأخلاق اللئيمة .
وإن
شئت قلت : البداية ملء الإنا بأنا ، والنهاية تفرق بين أنت وأنا .
وإن
شئت قلت : البداية تخل عن الأنام ، بل تحل بالأخلاق الكرام . ثم استعداد بتجلي
الصمد العلام .
وإن
شئت قلت : البداية منها تعلم النهاية ، فراسة دون كشف عبادة ، وذلك معلوم بالعادة
.
وإن
شئت قلت : إذا ثبت أساس البداية على القواعد . وجد صاحبه في النهاية
ما يروم من المقاصد والفوائد »([16]) .
ما يروم من المقاصد والفوائد »([16]) .
ويقول الشيخ أحمد زروق :
«
من دخل الأشياء بالله ، كانت نهايته فيها إلى الله .
فمن
كانت بدايته بالتفويض إلى الله تعالى ، كانت نهايته بالرضى عن الله .
(
ومن كانت بدايته بالتوكل ، كانت نهايته بالرجوع إلى الله ) .
ومن
كانت بدايته بالاستعانة بالله ،كانت نهايته بحسن الظن بالله .
ومن
كان لله ، كان الله له .
ومن
كان في الله تلفه ، كان على الله خلفه .
ومن
كان لغير الله ، كان ذلك الغير حظه من الله »([17])
.
يقول الإمام الغزالي :
«
قال بعض مشايخ الصوفية : من رآني في الابتداء ، قال صديقاً . ومن رآني في الانتهاء
، قال زنديقاً ، يعني : أن الابتداء يقتضي المجاهدة الظاهرة للأعين ، بكثرة
العبادات . وفي الانتهاء يرجع العمل إلى الباطن ، فيبقى القلب على الدوام في عين الشهود والحضور ، وتسكن ظواهر الأعضاء فيظن أن ذلك تهاون بالعبادات وهيهات »([18]) .
العبادات . وفي الانتهاء يرجع العمل إلى الباطن ، فيبقى القلب على الدوام في عين الشهود والحضور ، وتسكن ظواهر الأعضاء فيظن أن ذلك تهاون بالعبادات وهيهات »([18]) .
ويقول الشيخ عمر السهروردي :
«
المبتدئ صادق ، والمنتهي صديق »([19])
.
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
«
كل بداية لا يجر إليها صاحب النهاية ، لا يعول عليها »([20])
.
يقول
الشيخ الأكبر ابن عربي :
«
الابتداء يشتمل على منازل منها : منـزل الغلظة والسبحات ، و منـزل التنـزلات
والعلم بالتوحيد الإلهي ، ومنـزل الرحموت ، و منـزل الحق والفزع »([21])
.
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
[1]
- المعجم العربي الأساسي – ص 135 - 136 .
[2]
- العنكبوت : 20
[3]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 2 ص 55 .
[4]
- المصدر نفسه – ج 2 ص 55 .
[5]
- الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 2 ص 827 .
[7]
- الشيخ عبد القادر الكيلاني - فتوح الغيب
( بهامش قلائد الجواهر للتادفي ) – ص 106 .
[8]
- الشيخ أحمد بن عجيبة – إيقاظ الهمم في شرح الحكم – ج2 ص 288 .
[9]
- الشيخ علي الكيزواني - مخطوطة زاد المساكين إلى منازل السالكين - ص 27 .
[10]
- المصدر نفسه - ص 27 .
[11]
- الشيخ محمد المراد النقشبندي – رسالة السلوك والأدب المسماة بسلسة الذهب – ص 10
.
[12]
- الشيخ أحمد بن عجيبة – إيقاظ الهمم في شرح الحكم – ج1 ص 59
[13]
- بولس نويا اليسوعي - نصوص صوفية غير منشورة ، لشقيق البلخي – ابن عطاء الادمي –
النفري – ص 69 .
[14]
- الشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي – قلائد الجواهر – ص 118.
[15]
- الشيخ السراج الطوسي – اللمع في التصوف – ص 416 .
[16]-
الشيخ أبو المواهب الشاذلي – قوانين حكم الإشراق – ص 23 0
[18]
- الإمام الغزالي – ميزان العمل – ص 347 – 348 0
[19]
- الشيخ عمر السهروردي – عوارف المعارف ( ملحق بكتاب إحياء علوم الدين للغزالي –
ج5 ) ص 255 .
[20]
- الشيخ ابن عربي – رسالة لا يعول عليه – ص 9 .
[21]
- الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج1 ص 174 .
[22]
- المصدر نفسه – ج1 ص 179 .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar