يقول الشيخ ولي الله الدهلوي :
«
البيعة على أقسام :
منها
بيعة الخلافة ، ومنها بيعة الإسلام ، ومنها بيعة التمسك بحبل التقوى ، ومنها بيعة
الهجرة والجهاد ، ومنها بيعة التوثق في الجهاد »([1])
.
يقول الشيخ ولي الله الدهلوي :
«
البيعة المتوارثة بين الصوفية على وجوه :
أحدها
: بيعة التوبة من المعاصي .
والثاني
: بيعة التبرك في سلسلة الصالحين بمنـزلة سلسلة إسناد الحديث ، فإن فيها بركة .
والثالث
: بيعة تأكداً للعزيمة على التجرد لأمر الله ، وترك ما نهى عنه ظاهراً وباطناً ،
وتعليق القلب بالله تعالى ، وهو الأصل .
وأما
الأولان : فالوفاء بالبيعة ، فهما ترك الكبائر ، وعدم الإصرار على الصغائر ، والتمسك
بالطاعات المذكورة من الواجبات والسنن الرواتب ...
وأما
الثالث : فالوفاء البقاء على هذه الهجرة والمجاهدة ، حتى يكون متنوراً بنور
السكينة ، ويصير ذلك ديناً له وخلقاً وجبلة ، وعند ذلك قد يرخص له فيما أباحه
الشرع من اللذات والاشتغال ببعض ما يحتاج إلى طول التعهد ، كالتدريس والقضاء
وغيرهما والنكث بالإخلال في ذلك »([2])
.
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
« المبايعة لا تقع إلا على الشرط المشروط ، والعقد
الوثيق المربوط . وكل مبايع على قدر عزمه ومبلغ علمه . فقد يبايع شخص على الإمامة
وفي غيره تكون العلامة ، فتصبح المبايعة على الصفات المعقولة لا على هذه النشأة
المجهولة ، فيمد عند تلك المبايعة الخليفة الناقص في ظاهر الجنس الخليفة المطلوب
يده من حضرة القدس ، فتقع المبايعة عليها من غير أن ينظر ببصره إليها ، ولذلك يقع
الاختلاف في الإمام المعين لا في الوصف المتبين ، فقل خليفة تجمع القلوب عليه ،
ولاسيما إن اختل ما بين يديه ، فقد صحت المبايعة للخليفة وفاز بالرتبة الشريفة .
وإن توجه اعتراض فلا سبيل إلى القلوب المنعوتة بالمراض ، ولما كان الحق تعالى
الإمام الأعلى والمتبع الأولى قال : ] اِنَّ
الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْديهِمْ[ ([3]) ، ولا ينال هذا المقام الأجسم بعد النبي المصطفى
الأعظم إلا ختم الأولياء الأطول الأكرم ، وإن لم يكن من بيت النبي فقد شاركه في النسب العلوي ، فهو راجع إلى بيته
الأعلى لا إلى بيته الأدنى »([4])
Tidak ada komentar:
Posting Komentar