البلد الأمين والبلد الحرام و البلد الطيب

====================

البلد

في اللغة

« بَلَدَ : 1. مكان محدود يستوطنه الناس يستعمل للقطر ككل أو لمدنه وقراه .

        2. مكان واسع من الأرض »([1]) .

في القرآن الكريم 

وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (29) مرة بصيغ مخـتلفة ، منها قوله تعالى :
  ] وَإِذْ قالَ إِبْراهيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذا الْبَلَدَ آمِناً [([2]).

في الاصطلاح الصوفي

الإمام جعفر الصادق u

 يقول  : « البلد : هو أفئدة العارفين »^([3]) .

الشيخ الأكبر ابن عربي  

 يقول  « البلد : هو الصدر الذي هو حرم القلب »^([4]) .

الشيخ إسماعيل حقي البروسوي

يقول : « البلد [ مكة ] : هو الصورة الجسمانية »([5]) .

البلد الأمين  

الشيخ جمال الدين الخلوتي

يقول : « البلد الأمين ، أي : القرآن المجيد »([6]) .

الشيخ الأكبر ابن عربي

يقول : « البلد الأمين ، أي : القلب الحافظ ما فيه من المعاني الكلية أو المأمون فساده وفناؤه »^([7]) .

و يقول : « البلد الأمين : هو المسوى من ماء وطين ، والجامع بين أحسن تقويم وأسفل سافلين »([8]) .

[ تعقيب ] :

عقبت الدكتورة سعاد الحكيم على هذا النص قائلةً : « البلد الأمين : عبارة قرآنية يرى ابن عربي أن المقصود منها : هو الإنسان »([9]) .

الشيخ إسماعيل حقي البروسوي

يقول : « البلد الأمين … هي مكة الوجود ، المشتملة على بيت القلب ، فإنه آمن أهلها من اختطاف الشياطين ودخول شر الوسواس الخناس فيها »^([10]) .

[ تفسير صوفي ] : في تأويل قوله تعالى : ] الْبَلَدِ الْأَمينِ [([11])

يقول الشيخ ابن عطاء الأدمي :

« أمناه بمقامك فيه وكونك به ، فإن كونك أمان حيث ما كان »([12]) .

البلد الحرام

الشيخ الأكبر ابن عربي  

يقول : « البلد الحرام : هو البلد القدسي النازل به رسول الله  ، وهو الأفق الأعلى ، والوادي المقدس »^([13]) .

البلد الطيب

إضافات وإيضاحات

 [ تفسير صوفي ] : في تأويل قوله تعالى : ] والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ [([14])

يقول الشيخ أبو عثمان الحيري النيسابوري :

« البلد الطيب مثل قلب المؤمن النقي يخرج نباته بإذن ربه تظهر على الجوارح أنوار الطاعات والزينة بالإخلاص »([15]) .

ويقول الشيخ أبو علي الجوزجاني :

« البلد الطيب : هو القلب »([16]) .

ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :

يقول : « قال بعضهم : [ البلد الطيب ] هو قلب المؤمن الذي طهره الله وطيبه بطيب الكرامة ، وطهر القلب بماء العلم ، وطيب السر بنور المعرفة ، وطهر اللسان بالصدق وطهر الجوارح بماء العصمة وطيبه بنور التوفيق »([17]) .

---

[1] - المعجم العربي الأساسي – ص 172 .

[2] - إبراهيم : 35 .

[3] - د . علي زيعور – التفسير الصوفي للصادق – ص 157 .

[4] - الشيخ ابن عربي – تفسير القرآن الكريم – ج1 ص84 .

[5] - الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج1 ص 229 .

[6] - الشيخ جمال الدين الخلوتي – تأويلات جمال الدين الخلوتي – ورقة 7 أ .

[7] - الشيخ ابن عربي – تفسير القرآن الكريم – ج 2ص825 .

[8] - الشيخ ابن عربي – رسالة الاتحاد الكوني – ق 141 ب .

[9] - د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص207 .

[10] - الشيخ إسماعيل حقي البروسوي - تفسير روح البيان –ج10 ص 468 .

[11] - التين : 3 .

[12] - بولس نويا اليسوعي - نصوص صوفية غير منشورة ، لشقيق البلخي – ابن عطاء الأدمي – النفري – ص 179 .

[13] - الشيخ ابن عربي – تفسير القرآن الكريم – ج 2ص807 .

[14] - الأعراف : 58 .

[15] - الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 384 – 385 .

[16] - المصدر نفسه – ص 385 .

[17] - الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – زيادات حقائق التفسير – ص 44 .